عالم السياسة الإخباري والثقافي .. صالح البطوش
اللعبة القذرة ..
منذ عقود مضت وتحديداً منذ عام 1979م والسياسة الأمريكية اتجاه إيران تتّسم بالغموض والضبابية رغم الإدارات المتغيرة في الجانبين وهذا ما يدل على ثبات النهج والمأمول منه الوصول الى ذات الهدف والذي بدأت ملامحه تلوح بأروقة السياسة الأمريكية .
فبالعودة الى الحرب العراقية الإيرانية في مطلع عام 1980م ( تقريباً ) ورغم الموقف الأمريكي المنحاز الى حد ما الى جانب العراق وبشكل شبه علني , إلا أن أمريكا لم تتخلى عن إيران ودعمتها عسكريا في عهد الرئيس الأمريكي رونالد ريغان بما عُرف بصفقة ( إيران جيت ) رغم أن من يحكم إيران هو الخميني قائد الثورة التي أطاحت بالشاه حليفهم المدلّل .
منذ ذلك الوقت وأمريكا تستخدم إيران لخدمة مصالحها في المنطقة من خلال السماح لها بلعب دور الطرف الإقليمي الأقوى وعلى مشارف دول الخليج ، وتسمح لها بالتهديد المبطن بين الحين والآخر ، تارة بالتصريحات القائلة بإزالة ( دولة الصهاينة المزعومة ) عن خارطة الوجود والقاصي والداني يعلم أنها عاجزة ولا تقوى على هذا الفعل ، وتارة بتسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي وهذا له دلالاته ومعانيه ، وأخرى بدعم النظام السوري وحزب الله .
وحتى يتسنى لطهران القيام بشكل أكثر تأثيراً وإقناعا عمدت (أي أمريكا ) الى اجتياح العراق واحتلاله رغم زيف وكذب المبرّرات التي ساقتها في حينه ، ثم تسليمه إليها لِتتخلص بذلك من القوة الإقليمية المضادة لإيران والتي قد تقف بوجهها وبدعم عربي إذا ما دعت الحاجة ، وبالتالي تتوفّر الأسباب والذرائع لوجود القواعد الأمريكية في المنطقة مقابل الثمن ,, ثمن الحماية المزعومة .
وبهذا أصبحت جميع الأطراف الإقليمية , العربية , الإيرانية والصهيونية متنازعة بالعلن ، والجميع يخطب ود أمريكا بالسرّ والعلن ، والأخيره توزّع الأدوار حسب مصالحها والمتغيّرات , شريطة أن تخدم الكيان الصهيوني ولو بتجنيبه أي حالات صراع في المنطقة من خلال انشغال العرب بالعدو الجديد الآتي من الشرق .
خلاصة القول :
جاء الهدف الذي من أجله ((بالإضافة الى ما ذكر سابقاً )) احتفظت أمريكا بعلاقات ودية مع طهران ودعمتها بشكل مستتر ، والآن بدأت تغازلها جهاراً نهاراً وتحث الاتحاد الاروبي على التقارب معها ، والهدف هو استعمالها كطرف مضاد إذا ما نجح المشروع الإسلامي السني بتصدر المشهد العربي (الهاجس المزعج والمؤرق للصهاينة ) ليكون القادم حروب طائفية عربية فارسية بدلاً من عربية صهيونية ، يضعف كلٍ منهم الآخر حد الهلاك ، وبالطبع النقص في هذا الجانب هو زيادة في جانب الصهيونية تلك التي تطمح الى تحقيق أحلامها دون ثمن .
صالح البطوش