عالم السياسة الإخباري .. محمد جراح
على الدرب سائرون وإنا برجال الشوارب مقتدون
في سوريا عاش رجال تقتلهم الغيرة على أعراضهم ووطنهم واتصفوا بصفات جلّها حميدة وكانوا يلقبون برجال الشوارب , كناية عن رجولتهم وفحولتهم , دحروا الفرنسيين وقدموا دماءهم رخيصة في سبيل كرامتهم .. زرع الفرنسيون حافظ الأسد عليهم , فقام حافظ الأسد بإفقارهم وتجويعهم بالرغم من حجم ثروة سوريا الهائل , وكل ذلك لإرضاخهم , فتحول رجال الشوارب بسبب الجوع الى مدراء للحانات ومدراء أعمال بنات الهوى, وبنات الهوى اللاتي هن بناتهم أصلا .
صارت سوريا مقصدا ومحجا للباحثين عن الهوى والمتعة ، فهناك يجدها ميسّرة ومهما خالف من قوانين وأنظمة , فانة بمبلغ بسيط يخرج منها مثل الشعرة من العجينة وان تشاحن الزائر لسوريا او اختلف مع سوري فان النظام يقف مع الزائر حتى لو كان خاطئا , فتحولت سوريا بفضل حافظ الى ما يشبة الملهى الكبير , كل ما يفعلة السوري هو تمجيد حافظ وكل ما يهتم به هو تحصيل قوت عيالة ولو كان من العمل بالرذيلة ، وان لم يعمل بها فلا يجرؤ على استنكارها , بل صار السوريون ينظرون للعمل بها كمهنة مثل مهنة الطبيب أو امام المسجد الواعظ .
المستفيد من هذا هم أعداء سوريا فقد فقدت سوريا شرفها ورجولة رجالها بالرغم من شعارات الممانعة على ابواب الحانات ، وتمرغ حافظ وزبانيتة بأموال الشعب السوري ، وليس مهما للغرب هذا المال ، المهم هو أن سوريا راضخة رافعة يديها تدعوا لحافظ ورافعة رجليها لكل طالب وان لم تنفذ يا حافظ عزلناك , حافظ الذكي رضخ للاوامر فمصلحتة فوق شرف كل حرّة ولو كانت أخت له أو حتى أمّة .
بنفس الاسلوب وبهذا فقط يُفسّر ما تقوم به بعض الدول ( حتى لا يزعل البعض ) من إنكار مقدراتها الهائلة فهم على الدرب سائرون وإنا برجال الشوارب مقتدون .