عالم السياسة الإخباري .. فلاح أديهم المسلم

المنهج الشيطاني والمنهج الإنساني

    1.  المنهج الشيطاني : يقوم على فعل الخطأ ثم التنصّل منه وإلقاء بمسؤولية خطأه على الآخرين , فبعد أن عصى الله بدون مبرر , ورفض السجود لآدم ماذا قال: ((قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)) فهو بدلا من أن يقف موقفا شجاعا , ويعترف بخطئه , ويعلن تحمّله لمسؤوليته فإنّه قد تهرّب من تحمّل المسؤولية , وأتهم الله بأنّه هو الذي أغواه .. فأستحق على هذا الموقف الشرير الجبان أن يكون ملعونا ورمزا للشرّ إلى يوم القيامة .
    2. المنهج الإنساني : عندما وقع آدم وزوجه في الخطأ كانا قادرين على التنصّل من المسؤولية وإلقاء بمسؤولية ما حصل على إغواء الشيطان , وعلى عدم الخبرة في الحياة ..... الخ , ولو فعلا ذلك لكان عذرهما مقبولا نوعا ما , ولكنّهما وقفا في كلّ شجاعة , وأعلنا تحملهما لمسؤولية الخطأ الذي صدر عنهما فقالا: ((قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)) , فأستحقّ الإنسان بهذا الموقف أن يكون خليفة في الأرض وسيدا لجميع من فيها من مخلوقات.

    وتأسيسا على ذلك فإنّ المنهج الإنساني يفرض على الإنسان أن يبدأ بتفقد نفسه واتهامها أولا ويبحث عن عيوبها قبل أن يتهم الآخرين أو يلقي بمسؤولية مصائبه على الأقدار .

ف. أ. المسلمي .