بقلم : نصر يوسف الزيادي

مما لا شك فيه ان ما يدور في اوطاننا هو تنفيذ مخططات امريكية صهيونية ، بالتعاون مع معظم الدول الغربية وعلى رأسها بريطانيا وفرنسا ، وكذلك مع الصين وروسيا . بدعم مال عربي وعلى رأس الداعمين ربيبة امريكا وهي دولة قطر المتأمركة والمتصهينة . 
والهدف من ذلك هو معلن ولا يخفى على احد .. وهو خلق شرق اوسط جديد .. كما اعلن عنه رسميا من قبل اعداء الامة الاسلامية واعداء الانسانية .. وبدء العمل بذلك حينما خرجوا لنا باكذوبة وثائق ويكلكس المسربة .. وساهمت قناة الجزيرة بنشرها بامر من حكومة قطر .. واقف هنا لحظة .. هل من السهولة الرعناء ان تتسرب هذه المعلومات من ادق الاجهزة الامنية العالمية .. ام ارادوا لها ذلك ؟ وما الهدف من نشرها على دفعات ؟ وما سر التعاون الامني الذي تم بين الاجهزة الامنية الصهيونية والامريكية و الدول الغربية .. ومعظم الدول العربية ؟ 
وبما ان صلاحيات معظم عملائهم في الشرق الاوسط خصوصا العرب قد انتهت صلاحياتهم .. بدئوا بتكشيف اوراقهم امام شعوبهم .. ليثوروا وينقلبوا على انظمتهم التي ما تركت جهدا من اذلال شعوبهم وتجويعهم وسرق مقدراتهم .. وبدون شك اعدوا لهم عملاء جدد .. دربوهم وثقفوهم ووجهوم ودعموهم ليكونوا جاهزين لاستلام زمام الامور في كل بلد يسقط به النظام ..
ورأينا المفارقات في التعامل مع الثورات من الناحية الدولية .. ورأينا صمت معظم الاحزاب لفترة ليست بالقليلة .. ومنها من تسلق على جثث الشهداء وجاء متأخرا ليستلم زمام الامور ويسرق النصر من الثوار الحقيقيين .
لقد هرب بن علي من تونس .. ونجحت الثورة .. وخاضوا انتخاباتهم ونجح الاسلاميون فيها .. وللاسف ما كانوا ينتقدونه في الانظمة السابقة باتوا هم من يفعلونه او يسكتوا عنه .. والناس لم تنتخب اشخاصهم بل انتخبت الاسلام المغيب منذ قرن عن التطبيق ..
وقتل طاغية ليبيا على ايدي الثوار الاحرار .. ورأينا حكاما جدد اتوا من رحم الشعب .. لكن للاسف ايضا نرى صمتهم عن ما يدور في دول غيرهم وكأن العالم العربي على الاقل لم يقف معهم ليتناسوه . وبات الامر عند الكل اللهم نفسي .
وتنحى مبارك مصر تحت ضغط الثوار والضغط الشعبي العربي الذي كان يخرج كل يوم في شوارعهم .. دعما لثورة مصر .. واخص بالذكر هنا الاخوة الاحرار في سوريا فهم لم يتوانوا عن الخروج والتظاهر لاسقاط نظام حسني .. ونرى كلنا الان ما يحصل في مصر خصوصا بعد ان انتخب الشعب شعار ( الاسلام هو الحل ) والذي رفعه الاخوان المسلمون منذ عام 1928 .. وكنا نرى او نسمع كيف كانت مواقف الاخوان من معاهدة السلام مع اليهود .. والذين كانوا يكفرون كل من قام عليها وفعلها وكل من يضع يده بيد العدو .. ورأينا عشرات المظاهرات التي نظمتها حركة الاخوان في مصر لطرد السفير الصهيوني من مصر .. والادهى من ذلك ان الثورة المصرية قامت بشعار اسقاط النظام .. وشاهدنا وسمعنا عبر الشاشات القسم الدستوري الذي نطق به مرسي في ثلاثة مواقع وكلها تؤكد المحافظة على النظام والدستور .. اليس هذا الدستور والنظام الذي اقسمت بالمحافظة عليه يا سيد مرسي قد ذهب من اجل تغييره مئات الشهداء .. اليس هذا النظام الوضعي الذي كنت انت وجماعتك تكفروه .. فلما الان بعد ان وصلتم سدة الحكم تراجعتم ؟؟ وهل هناك تفسير اخر غير انه تم الاتفاق لتوصيلكم للحكم مقابل ان تتنازلوا عن بعض مبادئكم ولو على حساب الدين ؟ اليس انتم من قلتم ان امريكا هي الشيطان الاكبر وهي عدو لكم فكيف تحسبون لها الان الف حساب وحساب ؟ لقد مللنا فكرة تتدرجكم وهل هناك فرصة افضل من هذه الفرصة لكم لتطبيق شرع الله كما كنتم تدعون ؟ ام هي وسيلة للوصول ولا تملكون حتى قصاصة ورق لدستور خاص بكم يحكم بما امر الله .. ودليل ذلك اجابة العريان بلقاء مع احمد منصور في قناة الجزيرة حينما سئله المذيع عن نوع الحكم او الدستور المعد للحكم به في حال وصول الاخوان لسدة الحكم .. فكانت اجابته ( نحن لا نسعى للوصول للحكم ولا يهمنا من يحكمنا ) فسئله المذيع ( حتى لو كان قبطيا ) فاجاب العريان ( حتى لو كان قبطيا ) ولا عجب ان عين امرأة في منصب مسئولية ونصرانيا وربما غدا يعين يهوديا مصريا ان وجد .. فعاد عليه السؤال عن نوع الدستور المهيأ للحكم فقال الضيف ( ليس مهما .. نحكم باي دستور موجود ) .
وهناك الالاف من النقاط بحق الاخوان مما يطيل الكلام بها لكن للتذكير فقط الغاز المصدر للعدو والمعبر مع غزة وغيرها الكثير .
لكن ما يحيرني الان لما تقف مصر قيادة وشعبا موقف المتفرج على ما يحدث في سوريا .. اليس من حق السوريين عليهم ان يتظاهروا على الاقل من اجل اسقاط نظام الفأر المستأسد ؟ وعلى الاقل رد جميل ! ام هناك اتفاقيات بين القادة الجدد وامريكا بعدم التدخل في امور الغير ؟ 
أما الموضوع الاهم هنا هو سوريا .. فالذي يحصل لسوريا يختلف كل الاختلاف عما حدث في الدول السابقة ما عدا اليمن فتكاد تتشابه الامور بها مع سوريا ..
فايران الصفوية المجوسية هي على خط مع السياسة الامريكية والصهيونية .. وهي البعبع بيد الغرب لاخافة الخليج وقتما شائوا ذلك .. وهم حلفاء امريكا في احتلال العراق ومن قبل افغانستان وهم وهم وهم وكلكم يعلم ما هم ..
فشعارات الفرقة الاثنى عشرية ومعتقدها ان اهل السنة والكتاب هم العدو الاول لهم .. ومن يجهل ذلك فليتابع قنواتهم ويسمع كلام معمميهم الفجار .. فتدخل ايران وحزب نصر اللات ليس سوى تصفية حسابات عقائدية .. اي هي حرب طائفية بكل ما تعني الكلمة .. وللاسف نجد من يدافع عنهم من اهل السنة والجماعة ويبررون لهم فعلهم الاجرامي .. كما وجد بوش القذر من العرب من يبرر ويدافع عنه حين اعلن من المدرسة التي كان بزيارتها اثناء تدمير البرجين في 11 سبتمر والذي لم يتفاجئ به كثيرا حسبما رأينا ذلك على تقاسيم وجهه حين تم تبليغه عن الحدث .. لقد اعلن عن حرب صليبية جديدة .. وتعذر عنه اقزام العرب وقالوا انه لا يقصد ذلك .. كذلك الحال الان في سوريا هي حرب طائفية علوية صفوية مجوسية ونجد من يبررها من اهل السنة ليقولوا لا ليست كذلك .
اما تأخر التدخل الغربي وحسبما صرح به اكثر من ناطق باسم حكومات الغرب .. فهم لم يجدوا بديلا لجاسوسهم بشار مستصاغ عند الشعب الحر السوري .. وان دل هذا على شئ يدل على وعيّ الثورة السورية التي لم تنقاد خلف امريكا واعوانها وعلى رأسهم قطر .. ولا خلف العصابات المتصهينة ولا خلف ممن نصبوا انفسهم قادة ثوار وهم يقبعون في فنادق الخمسة نجوم .. ولا خلف تركيا السمسار الاكبر بعد قطر في الشرق الاوسط للسياسة الامريكية .
واهم ما يدل على ذلك تأخر انشقاقات السياسيين الكبار كالسفراء وغيرهم لاطلاعهم على بعض الامور المخطط لها ولعدم وجود الامان لهم كما حصل للسياسيين الليبيين .
اما الموقف الاردني الذي يشهد انقساما شعبيا بين مؤيد ومعارض لما يدور في سوريا فهو بسبب وجود حزب البعث والقوميون من امنوا وصدقوا بان هذا الحزب سيوحد شمل العرب .. وحسب رؤيتهم ان هذا هو مخطط لتدمير سوريا كما العراق .. فاريد هنا ان اذكر الاخوة في حزب البعث ان من ساهم في تدمير العراق هو الاسد الاب من قبل وابنه الحالي تاليا وانتم تعلمون ذلك ومذكرات صدام حسين بين أيديكم عودوا لها .. ولا اريد ان اذكركم ماذا فعل بالاشراف من حزب البعث من قتل ونفي وسجن وغير ذلك .. سواء في عهد حافظ ام في عهد ابنه الملعونيين ..
أما الكيان الصهيوني فهو الان على خير ما يرام .. وربما استطاعوا ان يلهونا عن قضيتنا المصيرية .. فلا ننسى ان سمعة كيانهم سائت في الفترة الاخيرة عالميا وبدا التعاطف العالمي جليا وبوضوح وفي ازدياد مع الفلسطينيين .. والان هم يمارسون غطرستهم ولا نجد احدا ينتبه لذلك حتى القنوات الاخبارية العالمية عموما والعربية خصوصا .. 
ومن هنا ادعوا جميع الاخوة للوقوف الى جانب الاخوة في سوريا وثورتهم التي تسعى لنيل الحرية والكرامة .. دون ان نمن عليهم بشئ .. فهذا واجبنا الديني والاخلاقي والانساني ..
وبما ان امر التغيير حاصل تحصيل علينا الوقوف يدا واحدة لنستغل رياحه لمصلحة الامة اولا واخيرا ولنجتمع على كلمة سواء توحد صفوفنا وتعيد كرامتنا بين الامم المتكالبة علينا .. ولا عز ولا كرامة لنا دون الاسلام . وعلينا العمل بجهد من اجل التغيير المرتجى من كل فئات الشعوب .. دون ان ننسى قضايانا الاخرى واهمها وحدتنا الدينية .. ودحر الاحتلال عن كل مغتصباتنا بدءا من فلسطين وننتهي ببورما وكل شبر هو حق للمسلمين .. 
عمان - الاردن