هكذا ومن دون سابق إنذار، قفزت أسعار العقارات في المنية وجوارها إلى الواجهة، لتنافس مدينة طرابلس وتجتذب الكثير من المستثمرين فيها، لإقامة المشاريع والمنتجعات والمرافق الحيوية العمرانية والسياحية، وقد ساهم في بروز المنية إلى الواجهة أمور عدة بحسب خبراء على الشكل التالي:
- الأمر الأول: الأرتفاع المطرد لأسعار العقارات والبيوت في مدينة طرابلس، وعدم استطاعة أصحاب الدخل المحدود من شراء منزل بسيط في المدينة، مما جعل بعض رؤوس الأموال للانتقال إلى المناطق المجاورة إلى طرابلس كجبل البداوي ودير عمار والمنية وبحنين وصولاً إلى عكار كما هو الحال في الامتداد السابق نحو مناطق الكورة والقلمون وزيتون طرابلس في مجدليا، وذلك من أجل إقامة مشاريع سكنية وبيعها لمن يرغب من أبناء المدينة وأبناء المنطقة بأسعار تتناسب ودخلهم المحدود.
- الأمر الثاني: موقع المنية الجغرافي الاستراتيجي بين ضفتي جبل تربل وهضبة جبال المكمل وعلى مساحة بحرية تمتد على مسافة 15 كيلومتراً على الشاطئ، إضافة إلى موقعها على أوتوستراد المنية عكار الدولي، حيث تعتبر هذة المنطقة بوابة لبنان الشمالي على سوريا ودول عربية وأوروبية، إضافة إلى ذلك تعتبر المنية نقطة تواصل بين القرى العكارية ومدينة طرابلس وكافة المناطق اللبنانية، فهي مركز تجمع لقرى بحنين، كفربيتلا، برج اليهودية، مركبتا، الروضة، عيون السمك في عكار، الواطية في الضنية، حيلان، عدوة، بوسيط، حريقص ودير عمار وصولاً إلى البداوي والمنكوبين وطرابلس، حيث تضم المنية وجوارها أكثر من 17 ألف وحدة سكنية بحسب الدراسات، وتبلغ نسبة الوحدات السكنية المرخصة 75 في المئة أي بنسبة مرتفعة مقارنة مع باقي المناطق المجاورة.
- الأمر الثالث: اعتبار المنية مركزاً إدارياً رسمياً، ومركز القضاء على مستوى المنية الضنية، لا سيما بعد ان أستحدثت الدولة مبنى ضخماً للقائمقامية، وبعد تشييد بناء حديث للحمام العسكري في عرمان، أضف إلى ذلك المرافق الحيوية التي أقرتها حكومة الرئيس فؤاد السنيورة مدعومة من الرئيس سعد الحريري، فهي على حيويتها شكلت جاذباً كبيراً ومؤثراً في الحياة الاجتماعية والثقافية والعمرانية، الأمر الذي سلط عليها الضوء، وجعلها نقطة جذب لكبار المستثمرين المحليين والمغتربين.
وأهم المشاريع التي أقرتها حكومة الرئيس السنيورة، هي الشروع بإنشاء جامعة الشرق والمستشفى الحكومي ومعمل لفرز النفايات ومشاريع تنموية أخرى، يضاف إليها الهبات التي قدمها الرئيس سعد الحريري إلى المنطقة على نفقته الخاصة أنشاء ثانوية المنية وترميم بعض المدارس، وإنشاء معمل لانتاج الحليب ومشتقاته ومعمل لتوضيب الحمضيات والمنتجات الزراعية، إضافة إلى المشروع العمراني العملاق (ميني وورد) الذي يقيمه رئيس مركز الدوري الانمائي أحمد عبد القادر علم الدين في منطقة جبل تربل على مساحة مليون متر مربع، وذلك من أجل جذب المستثمرين المغتربين من أبناء المنية وغيرههم.
- الأمر الرابع: ساهم ارتفاع عامل الاستثمار من طبقتين إلى خمسة طوابق، بإطراد في نمو هذه الحركة وتوسعة رقعة انتشارها السريع، إضافة إلى الموقع المفصلي الذي تحتله المنية كنقطة تواصل بين معظم القرى اللبنانية وبين لبنان والدول العربية والأوروبية عن طريق سوريا.
الأسعار ترتفع أكثر من 400%
يؤكد رئيس اتحاد بلديات المنية مصطفى عقل، أن المنطقة تشهد هذه الفترة طفرة عمرانية مهمة، وهي مصنفة إلى تصنيفات عدة: زراعية - صناعية وعمرانية، وقد ساهم ارتفاع عامل الاستثمار من طبقتين إلى أربعة طوابق (طابق أعمدة وثلاث طبقات بناء) بطفرة عمرانية وغلاء في أسعار العقارات، فقبل 2008 كان سعر المتر المربع على الأوتوستراد الدولي في حده الأقصى لا يتعدى الـ100 دولاراً، أما اليوم فيتراوح ما بين (300- 500 دولار) حيث تضاعفت أسعار العقارات ما نسبته أكثر من 400%، وفي المرتفعات الجبلية والمناطق الزراعية فالأسعار تراوح بين 70 و130 دولاراً للمتر المربع الواحد. وعن أسعار الشقق يقول عقل "سعر الشقة مساحة 120 متراً مربعاً تراوح بين 65 و75 ألف دولار، ومساحة 155 متراً مربعاً بين 90 و105 آلاف دولار، وكلما أرتفعت مساحة هذه الشقق، ترتفع معها الأسعار، فالمنية تضم أكثر من 11 ألف وحدة سكنية والقرى المجاورة تضم نحو 6 آلاف وحدة سكنة، بحسب أحصاءات 2008 -2009 أما اليوم فهناك طفرة كبيرة من المشاريع السكنية تتعدى الـ1500 وحدة سكنية خلال هذا العام.
ومن جهة ثانية، أكد رئيس مركز الدوري الإنمائي في المنية أحمد عبد القادر علم الدين أنه ينشئ في منطقة جبل تربل المشرفة على مدينة المنية مشروعاً سكنياً متكاملاً ويطلق عليه أسم (ميني وورد)، يضم فللاً وبيوتاً سكنية ومدارس ومحال تجارية وغيرها، وذلك من أجل جذب أبناء المنية المستثمرين والمغتربين ولا سيما في أوستراليا، حيث يفوق عددهم الـ35 ألف نسمة.
وقال "يقام هذا المشروع على مساحة مليون متر مربع، الأمر الذي سيفسح في المجال أمام رؤوس الأموال والمغتربين من أبناء المنية والجوار لتحريك عجلة الاستثمار والإنماء والإعمار في المنطقة، ولفت إلى أهمية تنشيط هذه المنطقة إنمائياً، بعدما أمطرها الرئيس سعد الحريري بمشاريع إنمائية وتنموية مهمة، إضافة إلى أن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة خصتها بإنشاء جامعة الشرق ومستشفى حكومي ومشاريع أخرى قد تجعلها على خارطة الإنماء المتوازن.
بدوره، عزا صاحب مكتب الشرق العقاري جمال حدارة، سبب الطفرة العمرانية في المنية وكافة المناطق المتاخمة لمدينة طرابلس إلى إرتفاع أسعار العقارات الجنوني في المدينة، وزيادة الطلب على البيوت مقابل انحسار العرض. وأكد أنه منذ سنوات كان العرض متوفراً والطلب قليل جد، حيث كان يوجد في مكتبنا مئات مفاتيح الشقق للبيع أو للايجار، أما اليوم فالبيع على الخريطة وأكثر الزبائن هم من المغتربين، والباقي بسبب العروض التي تقدمها المصارف ومصرف الإسكان، هذه الأسباب مجتمعة تجعل المستثمرين وتجار البناء ينتقلون إلى محيط طرابلس، وخصوصاً المنية وزيتون أبي سمراء القلمون والكورة وطريق مجدليا في زغرتا.
المصدر: المستقبل - الاثنين 22 آذار 2010 - العدد 3602 - المستقبل الإقتصادي - صفحة 12
نشرت فى 22 مارس 2010
بواسطة alakareia
عدد زيارات الموقع
25,423
ساحة النقاش