وائل عبد الفتاح يكتب: هيا احتفلوا بعودة حسين سالم

الاثنين ١ ديسمبر ٢٠١٤ - ٠٦:١٧:٢٢ ص

مثل أى كاهن مباركى تهدج صوت حسين سالم وهو يهتف «تحيا مصر..».

قالها ٣ مرات احتفالًا ببراءة حصل عليها «غيابى».. وهل تعلم ماذا يعنى أن يهتف حسين سالم «تحيا مصر..»؟

هل تعلم ماذا يعنى أن يهتف مجرم «يحيا العدل»؟

هل تعلم ماذا يعنى أن تهتف المافيا المباركية كلها «تحيا مصر…»؟

إنها مصر التى كانت أسيرتهم ويبدو أنها ما زالت… تقرير البنك الدولى الذى صدر مؤخرا يضع مصر على قوائم الدول الرهينة لشركات الفساد، يقول التقرير إنها ٦٠٠ شركة.

ويقول الواقع المصرى إن مصر رهينة المافيا التى ما زالت تعيش على كهنوت عصر مبارك كاملا، بل إنه يخرج كإله لا يحاسب ليلقى بتصريحات فى التليفزيونات والصحف، وهو ما زال محبوسًا، لكنها عودة الإله حتى وهو «شبه جثة» ليطمئن الرعايا بأن كهنوته ما زال فاعلًا ومؤسساته ما زالت تحمى القاتل والفاسد، وتعتبر أن هذه الجرائم أعمال وطنية.

تحدث حسين سالم ككاهن يدافع عن محميته التى حرمته منها ثورة يناير.

والآن هو برىء كما ولدته أمه… برىء كما يليق بكاهن ما زالت أسرار معبده سارية.

وكما هو معروف حسين سالم هو أول هارب بعد جمعة الغضب 28 فبراير 2011.

التقط فى الهواء رائحة أخرى غير التى تعودها طوال 30 سنة، فحمل عائلته وحقائب (قيل فى الروايات الخرافية وقتها إن بها مليارًا ونصف المليار دولار..)، وسافر بطائرته الخاصة إلى دبى، وفى رواية أخرى كندا، لكنه عندما ظهر للعلن كان فى إسبانيا حيث يحمل جنسيتها.

هو أقدم محمية سياسية وأكثر الشخصيات غموضا فى سنوات حكم مبارك.

لم يكن من الممكن لفترات طويلة أن يذكر اسمه مباشرة، كان يشار إليه بـ«صديق الرئيس» أو «الرجل الغامض».. تربى فى مؤسسات تجمع السلطة والانضباط والسرية. تكونت محميته فى الخفاء «بعيدا عن الأضواء» إلى حد كبير. لعب فى البزنس على استحياء، لأن الجمع بين السلطة والبزنس كان ضد القانون وضد أعراف الدولة الشفافة، لكن مع وصول مبارك إلى الحكم تفككت الحواجز بالتدريج بين السلطة والبزنس. بدأت برجل فى الظل يعمل باسم الرئيس فى السلطة. وهذه كانت لحظة ولادة المحميات السياسية. النظام المباركى يريد أن يقول للعالم إنه ودع الاشتراكية بغير رجعة، وإنه يفتح الأبواب أمام القطاع الخاص، وفى نفس الوقت لا يريد أن تنفلت الثروة بعيدا عن سيطرته، وتقرر أن تتم التقسيمة على «أهل ثقة» من اختيار النظام. هؤلاء كانوا الجيل الأول من الديناصورات الذين كبروا وسمنوا فى رعاية «الدولة» وتحت جناحها.

فى شرم الشيخ كانت دولتهم الخلفية، وقانونها خارج القوانين السارية فى مصر، دولة بدأت بعلاقة لا يعرف سرها إلا مبارك وحسين سالم؟ العلاقة أساسها الثقة فى حسين سالم، وبدأت بحكاية حكاها الصحفى الأمريكى «بوب ود وورد» مفجر فضيحة «ووترجيت» الشهيرة فى كتابه «الحجاب». الحكاية عن شركة اسمها «الأجنحة البيضاء» مسجلة فى فرنسا. مهمتها نقل الأسلحة، تتضمن أربعة مؤسسين هم: منير ثابت شقيق سوزان مبارك، وحسين سالم، وعبد الحليم أبو غزالة، وزير الدفاع المصرى آنذاك، ومحمد حسنى مبارك، نائب رئيس الجمهورية وقت تأسيسها. الشركة تعرضت لاتهامات قضائية فى أمريكا (1981 تقريبًا) لمخالفتها بعض القوانين التجارية هناك. لكن حسين سالم أبعد مبارك لحساسية موقعه السياسى، وبعدها بدأ اسم حسين سالم يتردد فى نشاطات اقتصادية ذات طبيعة حساسة بداية من شركات البترول وأساسا فى بناء شرم الشيخ المقر المفضل للرئيس مبارك، والمدينة التى تحولت إلى مراعى الثروة الجديدة ومستوطنة المحميات السياسية. نشاطات حسين سالم أقرب إلى التكليفات الغامضة: شراكة مع إسرائيل فى شركة بترول، تصدير الغاز إلى إسرائيل، إنشاء قاعة مؤتمرات فى شرم الشيخ. محمية حسين سالم لها طابع الكتمان والسرية، تخرج أسرارها محاطة بهيبة ورعب.. قبل أن تتعدد المحميات ومن يحمونها فى شرم الشيخ.

akramalsayed

مرحبا بك اخي الزائرنرجو ان ينال الموقع اعجابك الكلمة الطيبة جواز مرور إلى كل القلوب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 131 مشاهدة
نشرت فى 1 ديسمبر 2014 بواسطة akramalsayed

ساحة النقاش

اكرم السيد بخيت (الطهطاوي)

akramalsayed
ثقافي اجتماعي ديني »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

899,339