فتحي مهذب
الى علاء محسن
تمرين قاس على الاختفاء .
قبل أن تتفتح وردة وعيي بمأساة العالم وقساوة مخالبه.
كانت حديقة رأسي فردوسا صغيرا
خاليا من ايقاع التوابيت وزئير الحتميات وفداحة اللوالب الزمنية
المجنونة.
كانت تتجه بنا جدتي مثل قارب من العظام المليئة بصفير النقرس إلى المقبرة حيث تغرس نجيمات من دموعها الذهبية على الشاهدة
موهمة ايانا بأن القبور قاعة تمرين
صغيرة يلجأ إليها العاجزون في امتحان الوجود ليأخذوا قسطا من الراحة ثم يعودوا إلى الديار . تمرين على النوم الهادىء والاختفاء في رحم أبدية غامضة.
قبل موتها زهاء زفرتين ونيف نضجت وردة وعيي بلا شيئية الأشياء . وأيقنت فعلا أن القبر
مجرد تمرين قاس نحو غياب أبدي
يشبه غياب الله والملائكة والشياطين والروح والعوالم الماورئية .
أليس القبر احتفالا نادرا بوليمة الجسد الخالي من ضوء المعنى.
أليست الديدان ضيوفا قرمة ؟.
أعجبنيتعليقمشاركة