جامعة الإبداع الأدبي والنقد المعاصر

اللوحة

( قصة قصيرة جدا )
يمحو السرابُ ملامح الوجوه،تفغر افواهها، تلهثُ عنها عاصفة الجمر
تفكُّ الأكفَ تشابك الشعور عن الرؤوس المزدحمة،ترفعها الى اعلى كي تتمكنَ الشهيق.
في وسط المساحة شجرة تتباعد اغصانُها العارية،قد خلعَ عنها الخريفُ اوراقها،
يمدُّ خيطا رفيعا يكاد ينقطع بين ضفتي النهر ،نهرٌ اصابه الجفاف حتى تيبست ارضه
وتفطّر جلده،يتقفَّع صلصالا يشتدّ سواده، في الزاوية اليمنى اعشاش هجرتها الطيور،،
طيور تركت خلفها بقايا ريش عالق في العيدان المدببة.
بحث في الحروف عن حرف بلون الفراق يملأ به المساحة الفارغة في الجهة اليسرى،
هل انتهت قصة عشقه؟
كلا لم تنته بعد،يلوح في الافق شبحا لشخصين متلازمين،يقتربان، هل يتعانقا؟
كلا.....لقد فاته وقت العناق، واضلَّ العشق قلبه فتاه بعد الفراق.
لم يبقَ الّا ان يضع اللمسات الأخيرة، مزج اللون جيدا،
اخذ الفرشاة الكبيرة ليغطّي باللون الأسود على جميع المعالم.
القاص العراقي
ا

المصدر: اسماعيل آل رجب تموز2018
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 39 مشاهدة
نشرت فى 22 يوليو 2018 بواسطة akilameradji

أَبو فروة الظريف

akilameradji
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

20,480