تقرير : سيادة السيد
تميّزت المرأة عبر العصور القديمة والحديثة بمشاركتها الفاعلة في شتى المجالات؛ فلعبت دور الشاعرة والملكة والفقيهة والمحاربة والفنانة. وما زالت المرأة حتى العصر الحالي تتعب وتكد في سبيل بناء الأسرة ورعاية البيت، حيث يقع على عاتقها كأم مسؤولية تربية الأجيال، وتتحمل كزوجة أمر إدارة البيت واقتصاده، وذلك ما يجعل المهام التي تمارسها المرأة في مجتمعاتنا لا يمكن الاستهانة بها، أو التقليل من شأنها. ومنذ بداية العقد العالمي للمرأة وحتى مؤتمر بكين عام 1996 ازداد الاهتمام بقضيّة تمكين المرأة، وإتاحة الفرصة لها لممارسة دورها بفعاليّة مثل الرجل، والمساهمة في صنع القرار في مختلف مجالات الحياة الثقافيّة، والاجتماعيّة، والسياسيّة، والاقتصاديّة. وقد أولت العديد من المنظمات والهيئات والدول الاهتمام بهذا المجال، وذلك من خلال إقامة مجموعة من المؤتمرات والندوات، وأشارت هذه الفعاليّات بكافة أشكالها المتنوّعة إلى أهمية تمكين المرأة، وإعطائها الحق الكامل بالعمل في كافة الميادين. ويُعرّف الدور بأنه: (مجموعة من الصفات والتوقعات المحددة اجتماعيّاً والمرتبطة بمكانة معينة، وللدور أهميّة اجتماعيّة؛ لأنه يوضّح أنّ أنشطة الأفراد محكومة اجتماعيّاً، وتتبع نماذج سلوكيّة محددة، فالمرأة في أسرتها تشغل مكانة اجتماعيّة معينة، ويتوقع منها القيام بمجموعة من الأنماط السلوكية تمثّل الدور المطلوب منها).
وتتجلى مساهمة المرأة وأثرها في المجتمع من خلال عدة أدوار، منها: دور المرأة في سوق العمل
لمشاركة المرأة العربيّة في سوق العمل أهميّة كبيرة؛ نظراً لكونها تُشكّل جزءاً لا يُستهان به من المجتمعات العربيّة، إذ تُشكّل ما نسبته 50% من السكان و63% من الطلاب الجامعيين، ولكنها بالرغم من ذلك لا تتجاوز نسبتها 29% من الأيدي العاملة. ويتم تشجيع المرأة على المساهمة في سوق العمل من باب مكافحة الفقر، ورفع المستوى المعيشيّ للسكان من خلال دعم ميزانيّة الأسرة بما يوفّره عمل المرأة لها من دخل، وخاصةً إذا كانت هي المعيل الأساسيّ للأسرة.
دور المرأة في التربية إنّ الأم مصدر الرعاية والحنان في الأسرة، وقد أثبتت العديد من الدراسات أنّ الطفل بحاجة في مراحله العمريّة الأولى إلى الرعاية والاهتمام أكثر من حاجته إلى الأمور الماديّة. فالأم تعتبر المعلم الوحيد لطفلها ووظيفتها التربويّة ذات أثر عميق في نفوسه؛ لما لها من دور في تنمية وعيه بذاته، وثقته بنفسه، وتكوين شخصيّته وتهيئتها. وبسبب أهمية هذه المرحلة في حياة الطفل لا بدّ أن يبقى تحت مراقبة الأم ومتابعتها الحثيثة؛ إذ إنّ ما يتلقاه في السنوات الأولى يستمر معه لباقي حياته.
دور المرأة في السياسة على المستوى العالمي والمحلي تحظى النساء بفرص محدودة من القيادة والمساهمة في العمليّة السياسيّة، إذ يعانين من التقييد في أدوارهنّ كناخبات أو مسؤولات؛ سواء في مكاتب الاقتراع، أو الخدمة المدنيّة، أو في القطاع الخاص، والأوساط الأكاديميّة. وهذا يحدث بالرغم من إثباتهنّ لقدراتهنّ كقائدات ورائدات في عملية التغيير، بالإضافة إلى حقهنّ في المشاركة في العمليّة الديمقراطيّة بشكل متساوٍ مع الرجل. وتواجه النساء العديد من المعوّقات التي تحول دون مشاركتهنّ في السياسية؛ كالحواجز الهيكليّة التي تُفرض من خلال مؤسسات وقوانين عنصريّة لا تزال تحدّ من خيارات المرأة في الترشّح للمناصب.