كتبت / جيهان ابو شادى

العمل عبادة، وهو أساس الحياة التي نعيشها، وبه نسمو ونحصل على قوتنا وأرزاقنا، وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بضرورة العمل، ونبذ الكسل والخمول، وحثّ على السعي في طلب الرزق؛ فالإنسان الكسول الذي لا يعمل يُصبح رزقه شحيحاً، ولا يأخذ الأجر من الله تعالى، فأوّل ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، عن عمره فيما أفناه، لذلك علينا أن نأخذ بالأسباب، ونعمل، ونجدّ، ونجتهد، كي نكون أشخاصاً منتجين وفعّالين في المجتمع، لا نعيش عالةً على غيرنا، مجرّد مستهلكين ومتواكلين. في العمل تعمر الأرض، ويعلو البنيان، ويزهو وجه الحياة، ويُصبح لدينا جيلٌ واعٍ، يعرف ما له وما عليه، ولا يتّكل على غيره في تحصيل مصروفه، بل يتعب لأجل رفعة نفسه وأهله ووطنه، لأن العمل هو المصدر الرئيسي الذي يُحصّل الإنسان من خلاله النقود التي تعتبر وسيلةً لتسيير أمور الحياة، وقضاء الحاجات. ترتفع قيمة الإنسان بقيمة العمل الذي يؤدّيه وإخلاصه فيه، فمن يؤدي عمله بلا إتقان يصبح عمله هباءً منثوراً، بلا أيّة قيمة ودن فائدة؛ لأن الله سبحانه وتعالى يحب أن يتقن العبد عمله، ويؤديه على أكمل وجه، كما أن العمل يرفع من المستوى المعيشي، والاقتصادي، والثقافي للإنسان، ويغنيه عن طلب الناس، والتذلل لهم، حتى إنّ أنبياء الله جميعاً كانوا يؤدّون أعمالهم الخاصة بأنفسهم. كان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام راعياً للغنم، ومن ثم عمل في التجارة، والمسيح عليه السلام كان نجاراً، وداود عليه السلام كان حداداً، ونوح عليه السلام كان يصنع السفن، وموسى عليه السلام رعى الغنم لسيّدنا شعيب؛ وهذا يدلّ على قيمة العمل العظيمة، وأنّه ما من إنسانٍ في الدنيا يحق له أن يتكبّر عن العمل وطلب الرزق، وقد وعد الله عباده المخلصين في أعمالهم بالجزاء العظيم يوم القيامة، فضلاً عن النعم الكثيرة في الدنيا التي يجنيها من العمل. بالإضافة للنصوص القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة التي حثّت على العمل وطلب الرزق هناك أيضاً الكثير من الأقوال التي عظّمت شأن العمل، وأعلت من مكانته، ورفعت قيمة الإنسان العامل، غير المتواكل، الذي يجد لنفسه صنعةً تغنيه عن سؤال الآخرين. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في إشارةٍ لتعظيم مكانة الرجل العامل عن غيره: " أرى الرجل فيعجبني، فإذا قيل لا صناعة له سقط من عيني ". في الوقت الحاضر، أصبحت هناك وزارة في جميع دول العالم تُسمّى وزارة العمل، وأصبح هناك يوم للاحتفال بعيد العمال؛ لأنّ العمل ليس مجرد وظيفة؛ بل هو أمانة، ومهنة سامية، وامتثالٌ للفطرة السليمة.
لمورد الأساسيّ وقد يكون الوحيد عند غالبيّة النَّاس للدَّخل، وهو مصدر للرِّزق وتلبية متطلبات الحياة المعيشيّة من مطعمٍ ومشربٍ ومَسّكَنٍ ومَلبَسٍ ورفاهيةٍ في بعض الأحيان. تحقيق الذَّات وتطبيق ما تعلّمه الإنسان بشكلٍّ نظريٍّ في المدرسة أو الجامعة أو المعهد المهنيّ أو من صاحب خبرّةٍ على أرض الواقع، كما يتيح العمل الفرصة للإنسان إلى مزيدٍ من التَّقدم في مجال اختصاصه وإضافة علمه وخبراته المتراكمة إلى عمله الحالي. إتاحة الفرصة للصُّعود في الهرم الوظيفيّ نتيجة الخبرة والكفاءة، ممّا يعود ذلك على الإنسان بتحقيق المنصب الوظيفيّ الذي يرنو إليه. تحقيق الثَّروة والمال وامتلاك الأراضي والعقارات جميعها أو بعضًا منها. القضاء على الفقر والحاجة وتحقيق الاكتفاء الذَّاتيّ، وبالتالي تقلُّ معدلات البطالة والجريمة والفساد الناجمة عن حالات البطالة بين الشَّباب. زيادة النُّمو الاقتصادي في الدَّولة وتقليل نسب العجز والتَّضخم والبطالة. الحفاظ على كرامة الإنسان؛ فالتَّسوّل هدرٌ لكرامة الإنسان كما أنّه يُشكّل عبئًا ثقيلًا على كاهل المجتمع وآفة خطيرة سببها الفقر وضعف النُّمو الاقتصاديّ، وعجز الدَّولة عن توفير فرص العمل المناسبة للشباب.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 62 مشاهدة
نشرت فى 10 ديسمبر 2017 بواسطة akherkalam

موقع اخر كلام

akherkalam
موقع اخر كلام صحافة حرة والخبر فور حدوثة رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير :محمد الصبروت /ت 01225288308-01004211282 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

299,734