كتبت : حنان شاكر
فنان من عمالقة الفن العربي، الذي سطّر برقيٍّ وابداع مسيرة الأغنية العربية، ومنحها رونقاً خاصاً لا زالت تحتفظ ببريقه إلى الآن، هو أحد كوكبة العمالقة الذين زيّنوا بأعمالهم الفنية وحناجرهم الذهبية مسيرة الطرب الأصيل والّذي تربى عليه أجيال، وأجيال توالت بعدهم، حملت ذاكراهم في قلوبهم، وعقولهم، أنه العندليب الأسمر الفنان عبد الحليم حافظ. قدم الفنان عبد الحليم حافظ ومعه كوكبة من الشعراء العرب، والموسيقيين، إرثاً فنياً غنائياً ضخماً لا زال الى أيامنا هذه يأخذ المراتب الأولى في العالم العربي، ولقد كانت الفترة التي عاش بها العندليب فترة ذهبيّة في تاريخ الفن العربي، فلقد زامن عمالقة كبار أمثال الفنانة أم كلثوم، وعبد الوهاب، وفريد الأطرش، واسمهان وغيرهم ممن تركوا بصمات في الفن العربي الأصيل الى يومنا هذا. ولادته وتعليمه ولد الفنان عبد الحليم حافظ في اليوم الحادي والعشرين من يونيو عام ألف وتسعمئة وتسعة وعشرين في مصر في قرية تدعى قرية الحلوات في محافظة الشرقية، ولد وتوفيت والدته بعد ولادته بإيام، وبعدها بفترة قصيرة توفي والده فعاش بكنف خاله مع أخوته الثلاثة، ودرس عبد الحليم في الكتاب في فترة طفولته المبكرة، ومن ثم التحق بالمدرسة ليكون رئيساً لقسم الأناشيد والموسيقى في مدرسته حيث أظهر حبه وولعه للموسيقى منذ نعومة أظفاره، وفي عام ألف وتسعمئة وثلاثة وأربعين التحق بمعهد الموسيقى العربية حيث درس الموسيقى هناك، وبعد تخرجه عمل في شهادته مدرساً للموسيقى في مدارس منطقتي طنطا، والزقازيق، وفي مدارس القاهرة، وبعد ذلك تخلّى عن وظيفته الحكومية ليلتحق بفرقة الإذاعة الموسيقية عازفاً، وملحناً فيها. أعماله الفنيّة تعاون عبد الحليم حافظ مع العديد من الفنانين، والكتاب، والموسيقين أمثال كمال الطويل، ومحمد الموجي، وبليغ حمدي، وغيرهم من شكل معهم فريقاً فنياً متميزاً، ومن أعماله الخالدة: موعود، وقارئة الفنجان، وأي دمعة حزن، وحاول تفتكرني، وتوبة، وزي الهوا، وفتاة النيل، وأنت إلهام جديد، سواح وغيرها من الأغاني التي لا زالت الى الآن تتصدر قوائم الأغاني الطربية عند الجمهور العربي. كما غنى العندليب مجموعة من الأغاني الوطنية في خضم الأحداث التي كانت تمرّ بها مصر في زمن الزعيم أنور السادات، وجمال عبد الناصر، شاحذاً همم الجيش بكلمات بطولية تهز وجدانهم مثل أغنية احنا الشعب، واحلف بسماها، وعلى أرضها، وأغنية المسيح، وغيرها الكثير من الأعمال الغنائية الخالدة له، و أما على نطاق الدرامي تألق الفنان عبد الحليم حافظ بمجموعة من الأفلام مع كوكبة من الممثلين أمثال فاتن حمامة، وميرفت أمين، احمد الرمزي، ومحمود المليجي وغيرهم، ومن ابرز الأفلام التي قدمها هي: أيامنا الحلوة، وموعد غرام، وأبي فوق الشجرة، ودليلة. مرضه ووفاته عام ألف وتسعمئة وستة وخمسين، بدأت بوادر مرض البلهارسيا تظهر عليه واضحة، ومات بسبب تليّف في الكبد كان في اليوم الثلاثين من آذار عام ألف وتسعمئة وسبعة وسبعين، وشارك في جنازته حوالي المليونين ونصف مواطن عربي ومصري في جنازة مهيبة.