تقرير/ سارة عبد الحى القفطى
تقع مدينة كوم أمبو على الضفة الشرقية للنيل بين مدينتي إدفو وأسوان حيث تقع على بعد 45 كم شمال أسوان و 137كم جنوب الأقصر ، وتقع هذه المدينة الكبيرة التي بنيت على حافة الأراضي الزراعية الخصبة على بداية الطريق المؤدي إلى مناجم الذهب في الصحراء الشرقية كما تقع أيضا على الطريق البري المؤدي إلى الواحات والسودان.أصل التسمية : عرفت كوم أمبو – إحدى المدن الهامة في الإقليم الأول من أقاليم مصر العليا( ). في اللغة المصرية القديمة باسم " نبيت " nbit وربما تعني الذهبية وهي صفة من كلمة " نبو " nbw وهذا ما يفسر وقوع مناجم الذهب بجوار المدينة في الصحراء ، ثم ذكرها في اللغة اليونانية باسم " امبوس " ombos ثم في القبطية " أمبو " ثم أضيفت نظرا لوقوع المعبد فوق تل أثري.الاهمية التاريخية : وترجع شهرة كوم أمبو الرئيسية إلى وجود معبد من أندر المعابد سواء المصرية والبطلمية والمكرس إلى ( حر – ور )والإله التمساح (سوبك) وتقف البواخر السياحية عند ذلك المكان لإتاحة الفرصة لزيارة ذلك المعبد العظيم ، ويقوم المعبد في مظهره الشامخ على الضفة العالية للنهر عند أحد منعطفاته . وتتألف الضفة أو المرتفع من بقايا المعبد الأول ، والبلدة التي قامت عليها فيما بعد هي المدينة البطلمية والمعبد الضخم ، ومازال هذا الموقع على جانبي المعبد الشمالي والغربي مغطى بأنقاض البلدة الأولى ولا يعرف شيء عن تاريخها القديم.تمت بعد ذلك إضافات إلى المعبد في الدولة الحديثة ( الأسرة الثامنة عشرة) في أثناء الحكم المشترك بين تحتمس الثالث وحتشبسوت ، ثم جاء بعدهم رمسيس الثاني أكمل بعض الأجزاء.ولكن مهما كان من أمر معبد كوم أمبو في عصر الدولة الحديثة فإن الرخاء الحقيقي الذي ساد المنطقة لم يبلغ ذروته إلا في عصر البطالمة ، عندما أقيمت مدينة (أمبوس) عاصمة لإقليم كوم أمبو هذه التي تميزت بإسمها المحلي ولم تكن سوى مدينة مقاطعة في العصر الفرعوني ولكنها ازدهرت لترتفع إلى درجة كبيرة وتصبح عاصمة لإقليم (أورمبيت) في عصر البطالمة حيث بدأ في بناء هذا المعبد المزدوج الضخم.وقد تقدم العمل في المعبد أثناء حكم بطليموس السابع ، وبحلول حكم بطليموس الحادي عشر كان المعبد قد اكتمل حتى صالة الأعمدة الثانية باستثناء بعض الأعمال الزخرفية ، فقد استكملت هذه الأعمال في عهد الإمبراطور (تيبريوس) ، كما قام دوميتيان ببعض الأعمال الإضافية ثم جاء من بعدهم الأباطرة ( جيتا وكاراكالا ، ماكرينوس) ولكن يرجع الفضل في الأصل حيث بدأ إنشاؤه في عهد بطليموس الخامس ثم جاء من بعده ابنه بطليموس السادس الذي خلفه عام 181ق.م فإن العمل الفعلي في البناء والزخرفة لابد وأنهما أخذا بالتقريب حوالي 400 سنة أو أكثر من ضعف الوقت الذي تم فيه بناء معبد إدفو . الديانةاولا اسطورة الاله سوبك وحورس باختصار :- تروي الاسطورة كيف أن حورس الكبير الطيب قد طرده أخوه سوبك الشرير من البلدة وكيف أن جميع الاهالي تبعوه إلي المنفي .ولما ترك سوبك بدون اي شخص يبذر له حقوله لجأ الي سحره ودعا الموتي إلي القيام بهذا العمل وقد أطاعوه ولكنهم بذروا الذهب والمال بدلا من الحبوب حتي جفت الأرض وأصبحت صحراء لا نبات فيها ولا ماء , ومضت المدينة الي نهايتها الفجائية أسرع مما ترد هذه الأسطورة لأن ظهور انقاض المدينة القديمة يدل بوضوح علي أنها قد هلكت بسبب نشوب حريق هائل , وقد يكون هذا مجرد صدفة أو حادثة حيث كانت المدينة أخذه في الانهيار بالفعل وذلك نتيجة لأسباب اقتصادية كالتي تقدمت الإشارة اليها .الثالوثين :عبد بكوم امبو الالهان "حور – ور" وسوبك وثالوثهما فى وقت واحد ، حيث اقتسما المعبد الذى شيد فى العصرين البطلمى والرومانى وربما تم بناؤه على معبد قديم وجد على الاقل منذ الاسرة الثامنة عشرويدلا ثالوثا معبد كوم امبو على استمرار ظاهرة الثالوث بعد عصر الدولة الحديثة ويعتبرا ظاهرة نادرة لا مثيل لها فى اى مكان اخر فى مصر القديمة وهى وجود ثالثوثين يقتسمان معبداً واحداً فى نفس الوقت .الثالوث الاول :-
فقد خصص له القسم الشمالى من المعبد ويتكون من الاله حور- ور (حور الاكبر) والالهه تاسنت نفرت والاله الابن " بانت تاوى " الثالوث الثانى :-
فقد خصص له القسم الجنوبى ، ويتكون من الاله سوبك والالهه حتحور، والاله خنسو حر ، ويرجع سبب هذا التصميم الفريد للمعبد الى الخلاف الذى نشأ بين الالهين سوبك و حور- ور ، وأنتهى الامر بالمصالحة التى قامت بها الالهه ماعت الهة الحق والعدل وسجل على جدران المعبد ، ونتج عنه انقسام المعبد .
وقد راعى كهنة واتباع الالهيين التساوى بين الثالوثين ، فالاله حر- ور والاله سوبك بينهما علاقة قديمة ومتساويين فى القدر ، والقرينتان متساويتان أيضاً وكذلك الابناء خنسور – حر وبانت تاوى ، وظهر هذا التساوى بين الثالوثين على جدران المعبد ، حيث بدل القرينتان وكذلك الابنان فظهر الاله حور مع الالهه حتحور والاله سوبك مع الاله بانت تاوى ، ويلاحظ أن ثواليث العصر اليونانى الرومانى تمتعت بحرية اكثر لان الاله سوبك عرف عنه انه لم يكن له قرينة أو نسل من قبل .