الإسكندرية كتبت: زينات هلال
تحل يوم الرابع والعشرين من اغسطس ذكرى وفاة راهبة الفن الراحلة امينة رزق التى رحلت فى مثل هذا اليوم من العام 2003 عن عمر 93 عاما
ولدت أمينة محمد رزق في مدينة طنطا فى دلتا مصر فى 15 ابريل عام 1910
التحقت بمدرسة طنطا في السادسة من عمرها، وكانت تشاهد السيرك في احتفالات مولد السيد البدوي.
قدمت استكشات على المسرح، وبسبب ذلك تعلقت بالفن، وبعد وفاة أبيها عام 1918 سافرت هي وأمها إلى القاهرة والتحقت بمدرسة ضياء الشرق مع خالتها أمينة محمد حيث كانت تكبرها بعامين.
وفي عام 1922 وقفت على المسرح مع خالتها لأول مرة منشدين في كورس فرقة علي الكسار، وكان ذلك على مسرح روض الفرج .
بدايتها الحقيقية على المسرح فكانت عام 1924، وذلك في مسرح رمسيس مع يوسف وهبي في مسرحية (راسبوتين)، وقدمت أعمالًا في الإذاعة والمسرح بجانب أعمالها في مسلسلات التليفزيون التاريخية والاجتماعية.
من مسرحياتها (إنها حقا عائلة محترمة، السنيورة). تمثل رحلتها مع السينما عمر هذه السينما حتى وفاتها، نجحت باقتدار في أن تفصل بين أدائها المسرحي والسينمائي، وبدا ذلك في أفلامها التي قامت ببطولتها مثل فيلم (الدكتور).
أما دور الأم الذي أدته مرارًا فقد كسته دومًا بامرأة قوية الشكيمة، تعرف كيف تحمي أسرتها ونادرًا ما تكون مستضعفة. ويعد أبرز أدوراها في أفلام (شفيقة القبطية، أريد حلا).
راهبة المسرح الفنانة أمينة رزق أفنت عمرها في خدمة رسالتها الفنية، لذلك دومًا ما كانت تردد أن الفن منحها كل شيء ولم يدعها تفكر في الزواج على الإطلاق، ولكن آراء أخرى أكدت أنها عدوة الرجال اللدودة، وبين ذلك وذاك ماتت هي دون أن يستطيع أحد المقربين إليها فك شفرة رفضها للرجال.
أمينة لم تخجل يومًا من الاعتراف بأنها اعتادت ترك طابورًا من المشاهدين الذين ينتظرونها على باب غرفتها بالمسرح، ولم يستطع أي منهم دخول منزلها يومًا من دون أن تشعر بتأنيب الضمير.
ومن بين اعترافاتها التي تكشف وجهة نظرها نحو الرجال قالت الفنانة المصرية: «شاركت في بطولة مسرحيات وأفلام تروى قصصًا لبنات انتحرنّ بعد أن خضنّ قصص حب فاشلة وغرّر بهنّ شبان معدومو الضمير، كان يقف أمام بيتي ومسرحي طابور من الرجال كل منهم يريدني زوجة لكنني قاومت وفسّرت الأمر على أنه عشق لفن يصل إلى درجة الجنون».
للمسرح مكانة خاصة لدى الفنانة أمينة رزق فمنه بدأت مع فرقة يوسف وهبي المسرحية، وحققت شهرة كبيرة مع عروضه الفنية وخاصة عرض «أولاد الذوات»، وهو النص المسرحي لقصة أول فيلم سينمائي مصري ناطق يحمل نفس الاسم.
وعن العرض الأول للمسرحية، أكدت أمينة أنها كانت ليلة خالدة في حياتها؛ فلقد تعالى تصفيق الجمهور إعجابًا بدور «زينب» التي أجادته بشدة، واستمر هتافه بعد إسدال الستار، مما اضطر العامل المختص إلى رفعها عدة مرات لترد على التحية.
الفنانة المصرية اعترفت أن الغرور انتابها في تلك اللحظات وشعرت أنها أعظم ممثلة في الشرق، ولكن ذاك الشعور لم يستمر طويلًا، حيث عادت إلى طبيعتها البسيطة بعد دقائق معدودة.
تقول الفنانة الراحلة في حوار قديم لها مع الإعلامي المصري مفيد فوزي، إن حبها وعشقها للفن أغناها عن كل شيء فقد كان بمثابة الغذاء لروحها،وأنها كانت لا تستطيع أن تتركه لتتزوج.
وأضافت: “أنها عندما قبلت عائلتها عملها في مجال الفن قامت بتوزيع نقود مالية، وفول وعيش في الحسين وذلك فرحًا بقبول عائلتها عملها بالفن.
كما ذكرت أنه تقدم لها العديد لخطبتها، وكان منهم شخص يدعى وهبي، ومع إصرار عائلتها عليه وافقت على الخطبة منه، ولكنها بعد فترة استغلت سفره إلى الخارج وأرسلت إليه شبكته، وعادت إلى عملها بالفن، ولكنها فوجئت بعد مضي 14 عامًا على فراق هذا الشخص يتصل بها بعد عودته من الخارج ويطلب زيارتها، ووافقت وعلمت بعدها أنه تزوج من فتاة أجنبية ولكنه سينفصل عنها لعدم اتفاقهما”.
الفنانة الراحلة أضافت: “أن هذا الشخص قام بطلبها للخطوبة مرة أخرى، ووجدت إصرار كبير من عائلتها اضطرت للموافقة عليها بعد أسبوع من الضغط عليها من قبل عائلتها، ولكنه طلب منها عقد القران، حتى يضمنها فوافقت على أن يكون الأمر خطوبة فقط وهي في منزل والدها، ولكنها فوجئت به يطلب منها ممارسة حقوقه الشرعية ولكنها رفضت، قائلة: “لم يكن هناك ما يدفعها بأن تلبي طلبه بحقوقه الشرعية؛ فتم الطلاق”.