كتبت: هدى البدوي
يدخل العديد من الأشخاص إلى حياتنا لأسباب عديدة، حتى عندما يرحلون، كلٌ له أسلوبه وبصمته التي يتركها فينا سواء إيجابية أو سلبية وبالطبع لا يدخل الجميع إلى حياتنا ليصبحوا أصدقاء أوفياء لنا، وإلا لما خرج الكثير من حياتنا بمشكلات عويصة.
غالبًا تتميز العلاقات مع الآخرين في بدايتها باللطف الشديد، بعضه مبرر بدافع الحب والمودة، الاحترام والتقدير، وعدم عمق العلاقة بعد، بينما يكون لآخرين دوافع خفية وراء هذا اللطف، وقد يعمينا هذا اللطف عن فهم دافعهم وراءه، أو قد ندركه بعد فوات الأوان، وهنا إليك بعض العلامات التي تخبرك إذا كان هذا اللطف وراءه دوافع خفية لتدرك حقيقة علاقة الآخرين بك، حسب صحيفة “هافينجتون بوست” الأمريكية:
يكسبون ثقتك ثم جهدك لتحقيق مصالحهم
قد يبدي هؤلاء الأشخاص الرعاية والاهتمام بك في بداية علاقتكم، وبعد فترة ربما صغيرة جدًا، تنكشف مصالحهم الشخصية، التي يريدون منك أن تلتزم وتفي بتحقيقها لهم، هؤلاء ليسوا أصدقاءك، وأنت مجرد شخص أُضيف إلى أجندتهم الخاصة لتحقيق بعض أهدافهم من خلاله.
ويتميز هؤلاء الأشخاص بأنهم يحاولون كسب ثقتك في البداية، وبعد تمكنهم من تلك الخطوة يبدؤون في إلزامك بتنفيذ احتياجاتهم الخاصة، لذا ينبغي أن تحذر من هؤلاء الأشخاص، إذ إننا نقابل أشخاصاً لا يستحقون تلك الثقة بين الحين والآخر في حياتنا، وحينها عليك الخروج من تلك العلاقة بأسرع فرصة وإظهار عدم اهتمامك لأمرهم.
لكن في نفس الوقت عليك أن تثق بمشاعرك تجاه الآخرين، فليس معنى أن هناك أشخاصاً يرفعون مصلحتهم الشخصية فوق أي شيء أن تغلق الطرق أمام تكوين صداقات جديدة.
يستجلبون عاطفتك تجاههم
الأناس الذين لديهم دوافع خفية في علاقتهم بك يحاولون أن يستجلبوا تعاطفك معهم، بإظهار حاجاتهم، أو مشاكلهم ويظهرون مدى إحباطهم، فهم يريدون منك أن تتعاطف معهم، وفي كل مرة تتحدثون فيها يقصون نفس المشاكل ونفس الاحتياجات، ربما يبدؤون ذلك بأنهم يطلبون نصيحتك، ورغم أنك تقدمها، إلا إنهم يكررون الحديث عن الأمر ذاته.
ورغم أنه من واجبات الصداقة أن تقدم لصديقك السند وتساعده، إلا أن هؤلاء الأشخاص يحاولون بهذا التصرف إقناعك بما تفعله لأجلهم وأنها ستكون فكرة جيدة، ويُمكن أن تظهر لهم أنك لن ترضخ لما يريدونك أن تفعله بطريقة خفية أيضًا، بأن تغير الموضوع الذين يكررون الحديث فيه كل مرة يفعلون ذلك.
لغة الجسد والعيون تفضحهم
أصحاب الدوافع الخفية في تكوين علاقات بالآخرين، يجعل عادة الكذب سهلة بالنسبة إليهم، وفي العادة يحاول الكذابون أن يبقوا هادئين وباردين، لكن لغة الجسد والعيون قد تفضح كذبهم، سيبدون غير مريحين، ويجدون صعوبة في النظر إلى عينيك، أو ينظرون إليك خلسة، وربما يكونون قلقين، لذا يمكنك كشف كذبهم بسهولة.
يحاولون السيطرة
رُبما تكون أخبرتهم مراتٍ عديدة أنك تعرف ما هو الجيد أو المناسب لك، وأن كل الأمور تحت السيطرة، إلا أنهم يتعاملون وكأنهم في ساحة معركة، فهم لا يأبهون أو يستمعون لما تريد أن تفعله، إنهم فقط يرغبون في السيطرة.
هذا النوع من الأشخاص يشعر بتحسن وبكونه أفضل حينما يشعرون أن كل الأمور تخضع لسيطرتهم، وربما يخبرونك أنهم يسمعون لآرائك وأفكارك، ولكنهم في الحقيقة لا يصغون إليك، ولا يهتمون لما تحتاجه، وبالفعل هذه ليست صداقة حقيقية، فالصديق يريد أن يدعمك، ويستمع لخياراتك بإنصات ويناقشها معك، ولا يفرض عليك ماذا تختار لحياتك الخاصة.
كما قد يستخدم هؤلاء الأشخاص تكتيكات ووسائل متعددة لإقناعك، وكأنهم يلعبون لعبة ما، هدفهم هو التلاعب من أجل الفوز ليس إلا، والفوز هنا هو إقناعك بما يريدون، لذا عليك أن تفهم قواعد اللعبة وموضوعها حتى لا تخسرها.
يتملكك شعور سلبي تجاههم
يمكن أن يخبرك قلبك بشعور سلبي حيال هؤلاء الأشخاص، لكنك تحاول التهرب من هذا الصوت بداخلك، وفي الغالب يكون هذا الصوت داخل عقلك على حق، ويتولد بالأساس نتيجة الشعور السلبي الذي يتملكك بعد أن تنتهي من الحديث معهم، فقد تشعر بالإحباط أو سوء الفهم وخلط الأمور، لا تتجاهل ذلك الشعور، فهذه علامة تحذرك من أن هذا الشخص ربما يكون لديه دوافع خفية في علاقته بك، وهو ما يسبب لك تلك الحيرة أو ذلك الشعور السيء.
لست في بؤرة الاهتمام في الحديث
الأشخاص المتلاعبون يركزون في الحديث على ما يريدون، وكيف يحصلون عليه، ويدعون بعض الأحيان أنهم مهتمون لك ولحياتك الشخصية، لكن حينما تبدأ المحادثة بينكما لا تجد نفسك محور الحديث أبدًا، بل دائمًا تكون احتياجاتهم هي مركز الحديث.
من المهم عندما تدرك أن لهؤلاء الأشخاص أهدافاً خفية، أن تنقي وتخلص حياتك منهم، فأنت مجرد واحد ضمن أجندة طويلة لهؤلاء يستخدمونك وقتما يشاؤون ويتركونك ويؤلمونك متى أرادوا، لذلك من الأفضل لك أن تحمي نفسك منهم بالتخلص منهم.
عندما تحتاجهم لا تجدهم!
في بعض الأحيان يحاول هؤلاء الأشخاص أن يظهروا اهتمامهم لأمرك حتى لا ينفضح غرضهم، لكن عندما تحتاجهم وتبحث عنهم، لا تستطيع أن تعثر عليهم، أو بمعنى آخر هم يحددون متى يسمعونك أو يرونك، لكن لا تستطيع أنت أن تُحدد ذلك الوقت، إذ تكون العلاقة قائمة على الحصول أكثر من العطاء من قبلهم.
عندما تفكر بعقلانية في هذا النوع من الصداقات، ستدرك أن مشاعره التي يظهرها لك واهتمامه بك مجرد تمثيل وخداع، فالأصدقاء الحقيقون يحاولون دائمًا أن يجعلوك تشعر بالأفضل وليس الأسوأ، لذا عليك إملاء تلك المساحة بالأصدقاء الذين يهتمون لأمرك بصدق.
هم بجوارك طالما أنك متألق
كثيرًا ما ينجذب الآخرون إليك طالما أنك متألق أو نجم في مجال ما، لكن إذا خفت ذلك التألق لا تجدهم حولك، كما أنك لو كنت غير معروف أو متميز في مجال ما فإنهم لم يكونوا ليأبهوا بمصادقتك بالأساس، وعليك الحذر من هذا النوع من الأشخاص أيضًا.