كتبت / زهراء الطوخى
تبددت آمال الرئيسة البرازيلية، ديلما روسيف، في عرقلة إجراءات عزلها، بعدما صوتت لجنة برلمانية بشرعية الإجراءات.
فقد صوت 38 عضوا في اللجنة، التي تضم 65 عضوا، بالمضي في إجراءات العزل، بتهمة التلاعب في حسابات الحكومة، بهدف إخفاء العجز المتزايد.
وستتجه الأنظار الآن نحو التصويت العام في مجلس النواب بالكونجرس البرازيلي يوم 17 و18 أبريل/ نيسان.
وانقسم البرازيليون بشأن هذه القضية، بينما تحضر الشرطة نفسها لمواجهة احتجاجات حاشدة، في العاصمة برازيليا.
ويسعى نواب المعارضة إلى عزل الرئيسة البرازيلية، ديلما روسيف، إذ يتهمونها بالتلاعب بحسابات الحكومة، من أجل إخفاء العجز المتزايد.
وقد وافق رئيس مجلس النواب، إدواردو كونا، على بدء إجراءات العزل ضد روسيف، التي تنفي مخالفة القانون، وتصف الإجراءات بأنها انقلاب.
ولكن كيف أصبحت روسيف، السجينة السابقة إلى منصب الرئيس في البرازيل أكثر بلدان أمريكا اللاتينية تأثيرا؟
أول رئيسة في البرازيل
ديلما روسيف هي أول امرأة تنتخب رئيسة للبرازيل.
اشتهرت روسيف أول الأمر لأنها كانت مقربة من الرئيس البرازيلي السابق، لويس إنياسيو لولا دا سيلفا، المعروف باسم “لولا”.
السيدة الحديدية
ولقبت روسيف بسيدة البرازيل الحديدية، بسبب شدتها وسلوكها المزاجي، فقد عرفت بتعنيف وزرائها على الملأ.
وقد انتخبت عام 2010، وصنفتها مجلة فوربس عام 2015 ضمن مجموعة من أقوى سبع نساء في العالم.
عضو في المقاو مة السرية
ولدت روسيف عام 1947، ونشأت في عائلة متوسطة الحال في بيلو هوريزانتي. وكان والدها بيدرو روسيف شيوعيا هاجر من بلغاريا.
وكانت تحلم بأن تصبح راقصة باليه، ولكنها صرفت نظرها عن ذلك، وانضمت إلى الحركة اليسارية المناهضة للدكتاتورية العسكرية التي استولت على الحكم في عام 1964.
وألقي عليها القبض عام 1970 وسجنت 3 أعوام، وتعرضت للتعذيب بالصعق الكهربائي، لدورها في المقاومة السرية.
فترتان رئاسيتان
وأجرت عام 2010 عمليات تجميل، وتبييض الأسنان، بهدف كسب دعم الناخبين.
ولم تحصل على ما يكفي من الأصوات لتفوز بالرئاسة في الدور الأول، ولكنها هزمت جوزي سيرا من الحزب الديمقراطي الاجتماعي في الدور الثاني بنسبة 56 في المئة من الأصوات.
وفي عام 2014 فازت بفترة رئاسية ثانية إذ تفوقت على منافسها آييسو نيفيس من تيار يمين الوسط.
احتجاجات على حكومتها
ويمتدح أنصار روسيف التزامها بالاندماج الاجتماعي، ووضعها لنظام الرعاية الاجتماعية الذي استفاد منه 36 مليون من البرازيليين.
ولكن الكثيرين ينتقدون الحكومة بسبب دعمها لأحداث رياضية مكلفة مثل كأس العالم 2014، بينما لا تزال مستويات الفقر والفوارق الاجتماعية مرتفعة في البلاد.
وفي يونيو/ حزيران عام 2013، تظاهر ما يقارب المليون شخص احتجاجا على ارتفاع تسعيرة حافلات النقل العام.
وتطور الاحتجاج إلى اضطرابات في أنحاء البلاد، ضد الفساد، وتدهور الأمن ونظام النقل والصحة.
وقالت روسيف إنها ستعالج هذه المشكلات، وأكدت على أن نهائيات كأس العالم لا تمولها الحكومة من المال العام.
واندلعت احتجاجات مؤخرا على فساد الحكومة، إذ يزعم المحتجون أن حزب العمال الحاكم ضالع في رشا دفعت بشركة النفط الحكومية بيتروبراس.
وتنفي روسيف هذه المزاعم وقد برأها تحقيق المدعي العام.