ي
كتبت / صفاء جلال
يعاني طلاب الجامعات بعضًا من أنواع الاستغلال المادي والمعاملة السيئة من جانب أعضاء هيئة التدريس بالجامعات، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الكتب الدراسية التي تتخطى سعرها الأساسي، مع تجاهل أساتذة الجامعات إلى شرح المحاضرات للطلاب لإجبارهم على أخذ دروس خصوصية لديهم في مراكز تعليمية خاصة خارج الجامعة.
وتم اخذ اراء بعض الطلاب، الذين يعانون الأمرين من معاملة بعض أعضاء هيئة التدريس السيئة لهم، مشيرين إلى أنهم يقومون بمعاملتهم كعبيد وليس كطلبة، من خلال تهديدهم بالرسوب في المواد الخاصة بهم ووضع الامتحان من خارج المنهج، مع إجبارهم على شراء الكتب الدراسية بأسعار تزيد على أسعارها.في البداية قالت هالة مصطفى، طالبة بالفرقة الأولى بكلية علوم جامعة القاهرة: إن أساتذة الجامعة جيدون جدًا ويقومون بشرح كل ما يصعب علينا فهمه بصورة مبسطة وسلسة، لافتة إلى أن الكتب متوسطة الثمن وفي متناول الجميع.يقول الطالب "جمال.ع.ن" الفرقة 3 حقوق حلوان، يتواجد بالجامعة بعض الدكاترة الجيدين وذوي الكفاءة العالية، لكن البعض الآخر سيئين في التعامل والشرح ويقومون بتلخيص المحاضرة في 10 دقائق فقط، بالإضافة إلى قيامهم بظلمنا خلال الامتحانات وعندما نقوم بالتظلم لطلب حقوقنا يتم رفضه.وتابع كل من إسلام وأمجد طالبان بعلوم حلوان، أن الأساتذة بالجامعة جيدين ويقومون بالتعامل معنا بطريقة حسنة، لافتين إلى أن المشكلة الوحيدة التي تواجههم في الكلية تهالك المعامل العملية التي تحتاج إلى بعض التجديدات.وأكد "محمد.م" طالب بالفرقة 3 تجارة إنجليزي حلوان، على أنهم يواجهون مشكلة كبيرة في عدم انتظام بيع الكتب، مشيرًا إلى أنهم يضطرون إلى شرائها من الخارج، بالإضافة إلى الدروس التي يلجأون إلى أخذها والتي يصل "الكورس" منها إلى 500 جنيه للمادة في الترم الواحد، وذلك لعدم قيام بعض الأساتذة بمراعاة ضميرهم
وأشارت الطالبة إيمي، آداب إنجليزي فرقة أولى جامعة الزقازيق، إلى أنهم يقومون بشراء الكتب الدراسية من الجامعة رغم عدم قيامهم بالمذاكرة من خلالها، مضيفة أن الأساتذة لعدم شرحهم يضطرون لأخذ كورسات في مراكز خارج الجامعة حتى نستطيع فهم المادة.وتابعت: أن بعض أعضاء هيئة التدريس "سقطوا نص الدفعة"، والنصف الآخر لم يحصل أحد فيهم على تقدير عالٍ، لافتة إلى أنهم يقومون بمعاملتهم كعبيد وليس كطلاب.وفي السياق ذاته يتساءل الطالب "إسلام.ع. ر" الفرقة أولى تربية رياضيات باللغة الإنجليزية عن كيفية قيام الجامعات الحكومية بإجبار الطلاب بدفع مبالغ كبيرة وتكاد تصل إلى 5000 جنيه في العام، بالإضافة إلى قيامهم برفع المصاريف هذا العام عن الأعوام السابقة.وأضاف أن بعض أساتذة الجامعة يهددون الطلاب بأنهم إذا أرادوا أن يجعلوا أحدًا يرسب في المادة الخاصة بهم فهم يستطيعون فعل ذلك ولا يوجد رقابة عليهم ولا يستطيع الطالب اللجوء لأي جهة لأخذ حقه، لافتًا إلى أنهم رغم قيامهم بدفع مصاريف عالية يلجأون لأخذ كورسات حتى يستطيعون فهم المادة، مطالبًا بوضع حد لاستغلال هيئة التدريس للطلاب.وأضافت الطالبة "و.ر" فرقة أولى صيدلة الزقازيق: رغم تواجد بعض الأساتذة الذين يعاملوننا معاملة حسنة، يتواجد آخرون بمعاملة سيئة وكل ما يريدونه منا هو تنفيذ الأوامر دون نقاش حتى لو خطأ.
وأكد الطالب عبدالرحمن عزت يحيى محمد فرقة أولى كلية تجارة جامعة شبين الكوم أن السيدات من أعضاء هيئة التدريس هم فقط من يقومون بالشرح أثناء المحاضرات في المواد الخاصة بهم بمنتهى الضمير، مشيرًا إلى أن الرجال من هيئة التدريس يقومون بإضاعة وقت المحاضرة في قصص ومواقف خاصة بهم وليس لها علاقة بالمادة.وأضاف أيضًا أن بعض المعيدين والأساتذة يقومون بإعطاء دروس خصوصية بمراكز تعليمية خاصة خارج الجامعة ويصل سعر المادة إلى 150 جنيهًا في الترم الواحد ومواد أخرى نظام مخفض، حيث إنهم يقومون بإعطاء الطلاب ثلاث مواد بـ 350 جنيهًا في الترم الواحد.وذكر الطالب "محمد.ز" فرقة أولى كلية علوم جامعة طنطا أن عدد طلاب الدفعة 1200 طالب والمعامل العلمية غير كافية وغير مجهزة لهذا العدد من الطلاب.وأضاف الطالب محمود سعيد فرقة أولى كلية تجارة باللغة الإنجليزية جامعة القاهرة أن المصاريف الدراسية الخاصة بهم 10 آلاف جنيه سنويًا ولكن يجدون معاملة جيدة من الأساتذة بالجامعة ويقدمون لهم بعض المذكرات الخاصة بالمناهج الدراسية مجانًا.ومن جانبه قال الدكتور سامي أبوبيه، عميد كلية التربية السابق بجامعة المنوفية: إن أزمة ارتفاع ثمن الكتاب الدراسي لبعض أساتذة الجامعة مستمر منذ عقود بسبب الأزمة الاجتماعية في ذلك الوقت، حيث كان أجر الأستاذ الجامعي 50 أو 60 جنيهًا، مشيرًا إلى أن سبب سوء المعاملة الصادر من بعض أساتذة الجامعة للطلاب هو ارتفاع عدد الطلاب داخل المدرج الجامعي الذي يصل عددهم إلى أكثر من 3 آلاف طالب ولذلك لا يستطيع دكتور المادة التفاعل مع هذا العدد الضخم من الطلاب.وأضاف أبوبيه أن أعضاء هيئة التدريس يقومون بمخالفة القانون بإعطاء الدروس الخصوصية للطلاب خارج الجامعة، لافتاً إلى ذلك يعد إجرامًا أمام القانون إذا تم الإبلاغ عنهم ويستحقون العقاب بفصلهم عن العمل.