كتبت :داليا النبراوي

تسابقت الدموع مع الفرحة عندما نزل العمال العائدون من ليبيا إلى محافظة المنيا، وسبقت الأحضان الحارة دموع الأهالى بعد أن فقدوا الأمل فى عودة ذويهم إليهم من جديد، يطلقون الزغاريد والشماريخ لتضاء السماء ويبادر كل واحد باحتضان نجله، وشهدت قرية ساقية داقوف التى تقع على بعد 18 كيلو من محافظة المنيا غربا أيامًا من الحزن على فقدان 20 من أبنائها كانوا يعملون فى دولة ليبيا وتعرضوا للاختطاف من قبل الجماعات المسلحة، لم يتذوق ذووهم النوم حتى عادوا إليهم، يحملون على أكتافهم أعلام مصر.

 الفرحة التى خيمت على القرية وروايات العمال عن 20 يومًا قضوها تحت الأرض، فيقول جمال عبد الباسط لأحد العائدين من ليبيا: "عشنا أيام عذاب فى حاوية تحت الأرض كنا نأكل رغيف واحد فى اليوم، وضعونى فى حفرة وضربوا على الرصاص ولم أر الشمس منذ يوم الاختطاف حتى تدخلت السلطات المصرية وبدأت المعاملة فى التحسن واستطرد جمال كانوا يطلعونا من الحاوية علشان يضربونا وكنا بنطلع موثقين اليدين والقدمين".

ويروى حسن حامد سليمان أحد المختطفين ساعات العذاب التى قضاها داخل الحاوية فى باطن الأرض قائلا: "كنا نيام داخل الحوش وجاءت جماعة مسلحة وخطفتنا فى منتصف الليل" مضيفًا: "عذبونا كثيرًا ومنذ لحظة وصولنا وهم يسألون عن الجيش والقوات المسلحة وأسماء شخصيات عامة والأسلحة والذخيرة، وحجزونا 18 يوما تحت الأرض" ولفت إلى أنه أثناء لقائه بالرئيس السيسى طلب منه أن يلقى نظره على الصعيد لأنه معدوم".

ويضيف عمر نصار حسن أحد المختطفين ويعمل مبيض محارة: "اتخطفنا من ميليشيات مسلحة واتعذبنا كتير بدون أكل أو شرب إلا رغيف واحد فقط فى اليوم، اخذوا كل شيء كان معى اخذوا تحويشة أيام الغربة 12 ألف جنيه"، ولفت إلى أنه عندما قابل الرئيس السيسى سألهم: "هل أكلتم أم لا وأعطانا مبلغ 2000 جنيه".

وقال عمار نصار حسن البالغ شقيق أحد المختطفين: إن شقيقه متزوج وله 5 أبناء هم: هشام 15 سنة وأحمد 11 سنة ومنة 8 سنوات شقيق موضحًا أن أن شقيقه مريض بفيروس سى ورغم ذلك سافر إلى ليبيا من أجل أولاده بعد أن ضاق الحال به.

وأضاف: "شقيقى وزملاؤه فوجئوا بجماعة مسلحة تطرق الباب وتلقى القبض على الجميع وعذبوهم وآثار التعذيب تظهر عليهم وقد عانوا كثيرا لدرجة أن الطعام كان مجرد خبز فقط وكانوا يدفنوهم فى الرمال".

وأوضح أن 3 قبائل من القرية بليبيا سلمتهم إلى الجيش الليبى فى مطار بنينة الدولى لمدة يومين ثم نقلوهم إلى مطار الأبرق بمحافظة البيضة.

وتابع عصام الدين طه 46 سنة، والد جاسم عصام الحاصل على دبلوم زراعة ومتزوج من حوالى سنة ونصف ولديه طفلة تسمى جنى: "ابنى سافر من أجل لقمة العيش كان يعمل فى إجدابيا ثم إلى منطقة زلة بليبيا وفجأة وبلا مقدمات طرقوا على بابهم وهم نيام وكانت المجموعة الـ20 معًا فى منزل واحد وأخذوهم والسلاح كان فى وجهوهم واستقلوا سيارة بهم إلى مكان مجهول واستولوا على كل متعلقاتهم واحتجزوهم فى منطقة زلة اتصلت بالأجهزة الأمنية وتواصلت مع القبائل الليبية ولم نكن نعرف أماكنهم ولكن الطمأنينة الأولى من المخابرات المصرية، وبالفعل تم القبض على الخاطفين وتحرير أبنائنا".

‏وأضاف عيد محمد عبد الرحمن خال سليمان ومحمد سالم يعقوب: "بكل فخر أشكر القوات المسلحة والمخابرات الحربية لعودة أبنائنا لأرض الوطن وعلى رأسهم الرئيس السيسى، مشيرًا إلى أن البداية كانت صعبة علينا جدًا وكنا قد فقدنا الأمل فى عودة أبنائنا بعد أن فقدنا جميع الأدلة التى تدلنا على طريقهم".

ويقول هشام جمال سعد طه أحد المختطفين: "لم أصدق أننى عدت مرة أخرى إلى أرض الوطن بعد أن رأينا أنا وأقاربى الموت بأعيننا داخل أماكن الاحتجاز وسوء المعاملة والإهانة المستمرة" .

ووجه عمر نصار أحد المختطفين، الشكر للجيش المصرى والجيش الليبى، والقوات الليبية والرئيس عبد الفتاح السيسى على ما قدموه لأجلنا، قائلاً:"السيسى على رأسنا من فوق لولا السيسى ماكناش بقينا وسطكم وبين أهالينا الآن، ولفت، نصار أنه أثناء تحريرنا من الميليشيات المسلحة قاموا بإطلاق الأعيرة النارية على الجيش الليبي، مضيفًا: "رغيف عيش واحد بس كل 24 ساعة، وكنا تحت الأرض فى حاوية مردوم عليها بالرمال، ورجعنا من غير أبيض أو أسود".

وقال أحد العائدين من ليبيا يدعى محمود عبد الجواد إن المليشيات التى اختطفتنا كانت هدفها مساومة الجيش المصرى على سلاح وذخيرة، متابعًا: "ندما فقدوا الأمل فى الأسلحة، بدءوا يتحدثون عن الفدية، وفشلت جميع المفاوضات، وبالتنسيق بين الجيش المصرى والجيش الليبى تم تحريرنا من أيديهم .

وهتف حسن حامد سليمان، أحد العائدين من ليبيا فور وصوله إلى المنيا، قائلاً "تحيا مصر.. تحيا السيسى "، مؤكدًا: "أنا كنت متأكد وحاسس أن الرئيس عبد الفتاح السيسى مش هيسيبنا أبدًا علشان إحنا ولاده".، مضيفًا: "شفنا العذاب كله فى 20 يوم الحمد لله إحنا وسط أهلنا الحمد لله" .

ويروى هيثم جمال قصته مع الاختطاف قائلا: "إنه توجه إلى ليبيا قبل 4 أشهر، بطريقة غير شرعية، وكان يعمل مع نفس المجموعة التى تعرضت للخطف فى إجدابيا وكانت هناك صراعات ساخنة بين الميليشيات فطلب منا أبناء عمومتنا فى منطقة زلة بأن نعمل معهم حفاظًا على حياتنا وحمايتنا من الخطر، وفى منطقة زلة كنا نقيم جميعا فى مسكن واحد وفوجئنا بمسلحين يهاجمون علينا ليلاً وأجبرونا على استقلال سيارات تابعة لهم، وقاموا بتعصيب أعيننا حتى وصلنا إلى منطقة لا نعرفها، وكان بحوزتى مبلغ 9 آلاف جنيه تم الاستيلاء عليها وجميع متعلقاتى وزملائى حتى البطاقة الشخصية استولوا عليها، وفى العشرين يومًا التى تم احتجزنا فيها كنا نتعرض لبرد قاسٍ وصقيع ونتغطى جميعا ببطانية واحدة، وكان المختطفون مسلحين وتعرضنا لضرب وتعذيب مبرح على أيدهم وكنا نأكل رغيف واحد لكل فرد فى اليوم، وكنا نشاهد الموت بأعيننا يوميا حتى مياه الشرب كانت مالحة وكنا محتجزين جميعًا فى غرفة واحدة تحت الأرض".

وتابع:"كان يتم التعدى علينا بالضرب بأجزاء الأسلحة بالإضافة إلى سيل من الشتائم والتوبيخ والتعنيف، ثم بدء الاستجواب هل كنا مجندين فى الجيش المصرى، وكانوا يسألون كثيرًا عن معلومات عن الجيش المصرى والجيش الليبى وهل كنا نخدم فى أى من الجيشين، وتأكدنا عقب ذلك أن كل هدفهم الحصول على أكبر معلومات عن مصر والجيش بشكل خاص، وبين الحين والآخر كان يردد بعضهم عبارة واحدة مصر خربة عليكم الدنيا، وعندما تأكدوا أننا لا نفيدهم بأى معلومات قاموا بتسليمنا اللى قوات من الجيش الليبى تابعة لحفتر ومن وقتها شعرنا ببارقة أمل بعد أن فقدنا الأمل نهائيًا فى الحياة والإفراج عنا، وعندما كنا فى الجيش الوطنى اليبى واجهنا أفضل معاملة وشعرنا بالأمان والسكينة حتى أبلغونا أنهم على اتصال بالقيادة المصرية وسيتم الإفراج عنا جميعا ووقتها عادت لنا الحياة مرة أخرى".

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 40 مشاهدة
نشرت فى 20 يناير 2016 بواسطة akherkalam

موقع اخر كلام

akherkalam
موقع اخر كلام صحافة حرة والخبر فور حدوثة رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير :محمد الصبروت /ت 01225288308-01004211282 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

300,496