كتب محمد الصبروت

شنت قوات الجيش في شمال سيناء، حملات عسكرية موسعة مساء أمس، استمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم، واستهدفت العديد من البؤر الإرهابية بمدن رفح والشيخ زويد والعريش، لرصد تحركات عناصر جماعة "بيت المقدس" وإحباط مخططاتها الإرهابية.

وقال مصدر أمني بشمال سيناء، إن قوات الجيش اشتبكت في عدة مناطق وأزمنة مختلفة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، مع عناصر إرهابية تابعة لـ"بيت المقدس"، كانت تستقل سيارات ربع نقل ودفع رباعي، وقصفت الدبابات بعض السيارات ودمرتها، كما قُتل كل من فيها من المسلحين.

وأكد المصدر، أن طائرات الأباتشي استهدفت العديد من السيارات المحملة بالعناصر المسلحة، التي كانت تستعد لشن هجمات إرهابية على الأكمنة العسكرية برفح والشيخ زويد، ونجحت القوات في تصفية 22 إرهابيا، وتدمير 33 بؤرة إرهابية، و14 سيارة، والقبض على 3 عناصر إرهابية شديدة الخطورة، من المتورطين في استهداف الجيش والشرطة.

وأضاف المصدر، أن قوات الجيش أحبطت منتصف ليلة أمس، محاولة إرهابية ضخمة لاستهداف المدرعات الشرطية والعسكرية المارة بالطريق الدائري على طريق المطار بجنوب العريش، باستخدام برميل صاج كبير الحجم مفخخ بكميات كبيرة من مادة "تي إن تي" شديدة الانفجار، ومزروع على جانب الطريق، وموصل بدائرة كهربائية للتفجير عن بعد.

وأكد مصدر أمني بشمال سيناء، أن خبراء المفرقعات عثروا على البرميل المفخخ بالأجهزة الحديثة للكشف عن المفرقعات، وتبين لهم أنه يزن 150 كيلو متفجرات، وعلى الفور تم وقف تحركات الآليات العسكرية والشرطية على الطريق، حتى تم التعامل مع البرميل وتفجيره بإطلاق النار عليه دون إصابات، إلى جانب تمشيط منطقة المزارع القريبة من الطريق للبحث عن الجناة.

وواصلت "بيت المقدس" الإرهابية، استهداف منازل أمناء وأفراد الشرطة في العريش، حيث أصيب أمين شرطة ومواطن يدعي محمد نصر الدين أحمد (55 عاما)، منتصف ليلة أمس، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعتها عناصر إرهابية، بجوار منزل أمين الشرطة بحي الصفا بمدينة العريش، وهي المرة الـ14 التي يتم فيها استهداف منازل أمناء الشرطة في العريش.

وأكد مصدر أمني بشمال سيناء، أن الشرطي والمواطن أصيبا بكدمات وحروق متفرقة، وتم نقلهما إلى المستشفى العسكري والعام بالعريش لتلقي العلاج، بالتزامن مع حملة تمشيط موسعة من قوات الأمن لمنازل ومحيط المنطقة بحثا عن الجناة.

وكشف المصدر، أن عائلات أمناء الشرطة القاطنين بحي الكرامة والعبور شرق العريش، نظموا خلال الأيام الماضية وقفة احتجاجية أمام مديرية أمن شمال سيناء، بعد مطالبة المديرية لهم بإخلاء منازلهم في تلك المناطق والسكن في منطقة ضاحية السلام القريبة من المربع الأمني؛ لمنع وصول العناصر الإرهابية لهم وتفجير منازلهم، ومع إصرار تلك العائلات على عدم ترك منازلهم استمرت عمليات استهدافهم.

من ناحية أخرى، استمرت حالة الاستنفار الأمني بشمال سيناء، بالتزامن مع حلول عيد الفطر المبارك، لا سيما وأن العناصر الإرهابية تستغل الأعياد والمناسبات المختلفة لشن هجماتها الإرهابية.

وأكد مصدر أمني بشمال سيناء، أن التعليمات صدرت بمنع الإجازات خلال أيام العيد للأجهزة الأمنية بالمحافظة، إلى جانب التشديد على اليقظة التامة لجميع الأكمنة في الليلة الأخيرة لشهر رمضان المبارك، وعدم الاسترخاء بين جنود الجيش والشرطة وقوات الأكمنة العسكرية والأمنية خلال أسبوع العيد بشكل كامل، بخاصةً وأن التجارب السابقة أثبتت اختيار عناصر الإرهاب في كثير من الأحيان، اليوم السابق أو اللاحق للأعياد لتنفيذ عملياتهم الإرهابية.

وتابع المصدر، أنه سيتم تكثيف الدوريات الراكبة من قوات الجيش والشرطة لتمشيط مدينة العريش، لتأمين المواطنين خلال أيام العيد، إلى جانب تكثيف عمل سيارات الكشف عن الألغام لتأمين الطرق والشوارع من العبوات الناسفة، وتشديد الرقابة على الحدود لمنع تسلل عناصر إرهابية لداخل سيناء.

وفي نفس الإطار، قرر اللواء السيد عبدالفتاح حرحور محافظ شمال سيناء، استمرار عمل أجهزة المرافق والخدمات بالمحافظة، طوال أيام عيد الفطر المبارك، من خلال غرف عمليات فرعية، يتم تشكيلها بكل مديرية وكل مجلس مدينة، وربطها بغرفة العمليات الرئيسية بديوان عام المحافظة؛ لضمان سرعة الاتصال بها، واتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة.

وشدد حرحور، خلال اجتماع المجلس التنفيذي للمحافظة الذي عقد مساء أمس، على التركيز على المرافق الخدمية والأجهزة الحيوية، مثل الكهرباء والتموين والصحة والمياه والصرف الصحي وغيرها، على أن يكون هناك مدير مسؤول في كل قطاع، وتنظيم الإجازات بالنسبة لباقي العاملين وفقا لجدول نوبتجيات.

وطالب حرحور، بتفعيل الرقابة التموينية، واستمرار الحملات المكثفة والرقابة على الأسواق الخارجية، لضبط الأسعار وتوفير احتياجات المواطنين، وتوفير كميات كبيرة من مستلزمات العيد وطرحها في الأسواق، وحصص إضافية من الغاز والمحروقات كالبنزين والسولار بخلاف الاحتياطي الاستراتيجي، وتشغيل المخابز طوال أيام العيد دون توقف.