تعرض الشاشة الصغير في رمضان هذا العام كما هائلا من المسلسلات الرمضانية التي تنوعت بين الكوميدي والتراجيدي والتاريخي، حيث يبلغ عدد هذه المسلسلات ما يقرب من 48 مسلسلا لنجوم اعتدنا على رؤيتهم كل عام كالفنانة غادة عبدالرازق، نيلي كريم، فيفي عبده، يوسف الشريف، أمير كرارة، عادل إمام، باسم سمرة، وهيفاء وهبي ودنيا سمير غانم التي حققت نجاحا ملحوظا في رمضان على مدى العامين الماضين في مسلسل "الكبير قوي"، وها هي تحقق نجاحا أيضا في مسلسل لهفة الذي حقق أعلى نسبة مشاهدة بعد مرور خمس أيام من العرض.
الناقد طارق الشناوي
يري الناقد طارق الشناوي أن وجود نجوم راسخين كل عام في دراما رمضان يعتبر قاسما مشتركا، كوجود أمير كراره، باسم سمره، خالد الصاوي، طارق لطفي، نيللي كريم، يوسف الشريف، وهذا ما يؤكد لنا أن الشاشة أصبحت بلا تغيير حتمي ما يشير على أن القاعدة ليس فيها فصالا، هؤلاء النجوم أصبحوا عنوان الشاشة الصغيرة، ويتوقع الشناوي وجود دنيا سمير غانم بشكل مستمر خصوصا بعد النجاح الكبير الذي حققته في مسلسل لهفة ونسبة المشاهدة العالية بعد خامس يوم من أيام رمضان.
منوها على أن الموضوعات تنوعت بين وجود الادمان، الكابوس، تاريخ مصر المعاصر والذي تجسد في مسلسل حارة اليهود، تناول ثورة 30 يونيو.
وأشار إلى أن هناك فنانين يتم تفصيل الأدوار التي تتناسب معهم وهذا النوع من الكتابة موجود في الدراما لن يختفي، لكنه ليس الطريق الصحيح لتقديم دراما جيدة، منوها إلى بيان نقابة المهن التمثيلية ومدي الهجوم الذي يشنه الممثلين الذين خرجوا عن الملعب الدرامي هذا العام والذين تحولوا إلى بكائيين وشكائين، يلمون العمل الدرامي وعن مؤشر نجاح المسلسلات هذا العام قال الشناوي: المؤشرات تتجه نحو مسلسل لهفة "لدنيا سمير غانم فهو يوظف دنيا بشكل جيد في المفردات، أيضا هناك مسلسل بين السرايات، بعد البداية والنجاح الفني الكبير متوقع لمسلسلي تحت السيطرة " والعهد"
الناقد الفني أحمد سعد الدينومن ناحيته انتقد الناقد الفني أحمد سعد الدين الكم الهائل من المسلسلات هذا العام قائلا: عدد المسلسلات يترواح من 40 حتى 48 مسلسلا وهو رقم كبير صحيح في سنة من السنوات وصل عددها إلى 70 مسلسل، لكن هذا الكم كبير على المشاهد الذي يحتاج كل يوم أكثر من 30 ساعة لمشاهدة بعض هذه المسلسلات، لافتا إلى أن مدة عرض المسلسل 45 دقيقة، كما أن الناس جميعها تنظر شهر رمضان كموسم لمشاهدة الجديد من المسلسلات لكن في الوقت نفسه عاب سعد الدين على أن الـ11 شهر الباقين من العام يتم إعادة عرض المسلسلات ثانية.
مسلسل حارة اليهودويري أن الدراما هذا العام متفاوتة بين الجيد والنص نص، وغير الهادف مجرد كمالة عدد، لافتا إلى أن مسلسل بعد البداية جيد رغم عدم وجود نجوم به، أيضا مسلسل يوسف الشريف لعبة إبليس، كذلك مسلسل تحت السيطرة فهناك كمياء بين نيللي كريم ومريم ناعوم تساعدهما في تحقيق نجاح كبير، وأشار سعد الدين إلى مسلسل حارة اليهود الذي يقدم رصدا تاريخيا لفترة تاريخية معينة ألا وهي فترة وجود اليهود في مصر ليبرز فكرة التعايش بين الأديان التي كانت سائدة من قبل، لكنه عاب على هذا المسلسل وجود الكثير من الأخطاء التاريخية الكثيرة خصوصا وأن هناك أناسا كثيرين يعتمدون عليه كوثيقة تاريخية لما كان يحدث في مصر، وانتقد دور الفنانة هالة صدقي والذي تجسد فيه سيدة تمارس الدعارة بل صاحبة بيت دعارة، لافتا إلى أن عام 1948 حرمت الدعارة في مصر على يد الوزير عبد الحميد عبدالحق.
لكن للأسف ظهرت الدعارة في المسلسل مرخصة فضلا عن وجود أخطاء في الصورة المفترض أن المسلسل يصور في حارة والشقق تكون صغيرة الحجم ما شاهدناه التصوير يتم في شقق كبيرة وفخمة وكأنها قصور لكن فكرة المسلسل جيدة ينقصها الدقة في التواريخ والتصوير والديكورات.
مسلسل يا أنا يانتيوانتقد سعد الدين مسلسل "يا انا يا انتي" لفيفى عبده وسمية الخشاب واعتبره استنساخا لمسلسل كيد النسا، بينما مسلسل "مولد وصاحبه غايب" المؤلف حاول في هذا المسلسل تجسيد روح فيلم "تمر حنة" لكن للأسف هيفاء ليس لديها القبول الكافي في المسلسل لكن التيمة نفسها حلوة، ويعتبر أن فكرة تفصيل عمل درامي على مقاس الفنان مشكلة كبيرة تواجه الإنتاج الدرامي وتجعله في أسوأ حالاته.
عادل امام في مسلسل أستاذ ورئيس قسمكما أكد سعد الدين على وجود مسلسلات بدأت بداية ضعيفة لكنها بدأت تجذب المشاهدين بعد الحلقة الرابعة كما حدث في مسلسل أستاذ ورئيس قسم الذي بدأت تظهر فيه الصبغة السياسية الصراع على السلطة.
ويعتبر سعد الدين أن القاسم المشترك بين المسلسلات الهروب الموجودة في بعض المسلسلات هذا العام، وهناك تشابه في التيمة بين العديد من المسلسلات لكن معالجة الموقف تختلف كثيرا.