هذه حكايتى مع حراس المرمى والكلاب والعصافير
بقلم: مازن الصبروت
فكري صالح ليس مجرد مدرب عادي لحراس المرمي سواء في المنتخبات الوطنية أو الأندية الكثيرة التي عمل فيها فهو تاريخ طويل في كرة القدم وتاريخ طويل في تدريب حراسهما في كل المراحل السنية نجح في أن يقدم للكرة المصرية الكثير من الحراس العظام ومازال يواصل رحلة عطائه مع فريق وادي دجلة الأول لكرة القدم في تدريب حراسه وهو من المدربين المنتجين للمستقبل بمعني أنه يحرص دائما علي خلق كوادر جديدة وتواصل الأجيال له بصمته الخاصة في تدريب الحراس وله قدراته ايضا من حيث أدوات التدريب أو طرقه أو اساليبه أو استخدام أدوات جديدة مبتكره لزيادة الكفاءة الفنية والبدنية للحراس لكن المتابع لفكري صالح يكتشف فيه جوانب أخري غاية في الروعة بل ومثيرة للاهتمام فهو لم يعد مجرد مدرب للحراس في المرمي فقط بل بات مدربا للطيور والعصافير وعاشقا للزرع والخضرة والماء له حياته الخاصة جدا ومن هنا كانت فكرة الحوار معه ففكري صالح كثيرة هي الحوارات التي أجريت معه لكن هناك منطقة أخري في حياته ثرية جدا ومثيرة وشيقة لقرائه مع فكري مدرب الطيور ومروض الحيوانات في فيلا خاصة له في فايد من يراها يشعر وكأنه دخل جنته الخاصة جدا وحياته المليئة بالجمال والروعة وعلاقة ذلك بكرة القدم فإلي تفاصيل الحوار:
- بداية كابتن فكري هو انت مدرب حراس مرمي ولا مروض للحيوانات ولا عاشق للطيور والعصافير والبغبغانات والخضرة أيه الحكاية؟
أنا كل هؤلاء فأنا عاشق لمهنتي كمدرب لحراس المرمي منذ سنوات طويلة جدا وفي نفس الوقت أعشق العصافير والطيور والحيوانات وأشياء كثيرة هي جزء مهم في حياتي ولها تأثيرها الكبير والواضح جدا علي كل عملي فأنا لا أعرف العيش في حياة جافه لا خضرة فيها ولا جمال وطيور ولا ابداع ومن خلال هذا الجو أبدع في عملي وفي كل شئون حياتي.
- البداية كانت ازاي؟
من زمان قوي وأنا اعشق هذا الجو وساعدني عليه فيلتي في فايد فقد حولتها إلي نموذج نادر ورائع من الخضرة بها كل اشجار الزينة وغيرها من جميع أنحاء العالم وكذلك الأنواع النادرة من الطيور والبغبغانات وهذا ليس في مصر فقط فأي مكان اسافر إليه أفعل فيه ذلك وخصوصا في السفريات الكبيرة مثلا عندما كنت مدربا للحراس في الأردن بصحة الجنرال الأسطورة التدريبية محمود الجوهر وكنت أعيش هناك في سويت حولته إلي جنة خضراء فكان الكل يتهافت عليه فقد طلبت أن أجهز هذا السويت علي مزاجي وبأفكاري دون تدخل من أحد وأحضرت بغبغان جميل اسمه لوسي وكنت اضعه في المدخل وكان هذا الببغان صديقا للكابتن محمود الجوهري وكان كلما يدخل الجوهري عندي يقوم بالنادي عليه قائلا: جوهري. جوهري "فكنت أعنفه كي يقول كابتن جوهري لكنه كان يصر علي قول جوهر بدون القاب فكان الجوهري رحمة الله عليه يضحك ويعشق هذا العصفور الجميل".
فكري صالح في الاردن عشت في سويت في الأردن طلبت من الراجل أن اوضب البسوديت علي مزاجي وعملتها زى فايد جبت لوسي بغبغان يا جوهر قوي لي يا بت يا كابتن وهو بيلعب معاها.
- لكن هذه هوايات غريبة يا كابتن؟
الدكتور أشرف الألفي طبيب المنتخب السابق كما أنا عاشق لهذه الأشياء هو عاشق للطوابع ففي كل رحلة كروية في دول العالم وخاصة الأفريقية كان يبحث عن الطوابع ويجتهد في جمعها من كل مكان وكل بلد كنت اسافر إليه كنت ابحث عن الطيور والأشجار فيه وأجلبها إلي مصر مهما كانت الصعوبات ومهما كان حجم التكلفة. فكنت أحضر جوز الهند رغم أنه لا يصلح في مصر لكن سبحان الله نفع في حديقتي ببساطه أنا غاوي طبيعة سواء شجر أو حيوانات أليفه وأيام تولي تدريب حراس المرمي المنتخب كان لدي وقت كبير كان عندي كواويسو بجع وقرود صغيرة
- هل كنت تجلب هذا الأشياء من أماكن عديدة ولا مكان خاص؟
كل بلد ذهبت إليه أحضرت منه ما هو مميز به من أمريكا واليابان. أنا عاشق للجمال في كل شيء ومحب لآيات الله فالقرآن الكريم عندنا نوعان مقروء في كتاب الله الذي لدينا جميعا وموجود حيا في الواقع بيننا في مخلوقات الله تعالي وهذا يعمق الإيمان ويعطي اتزان للشخصية فتستمر الحياة بكل ما فيها من صعوبات.
- وما هي حكاية حواراتك مع البغبغانات وعلاقتك بالكلاب؟
نعم لدي بغبغانات بتتكلم وبعلمها تقول إيه وتقول بوضوح كبير جدا عندي بغبغان زنجباري وهو من أزكي أوناع البغبغانات وعندما يدق جرس التليفون يقول ألو سلامه عليكو أيوه ويقلد صوتي تقريبا وعندي نوع من البغبغانات لم تحب تعمل حمام تنادي علي المدام ولا تعمل إلا إذا حضرت غليها. ولدي بغبغان اسمها لوسي كانت بتحب تنام في حضني وكانت بتغير من المدام ويصل الأمر إلي أنها يمكن أن تمزق لها ملابسها. أما الكلاب فلها حكاية غريبة جدا فهي تحس بي وعندما أكون في القاهرة وأسافر إلي فايد يعرف الناس هناك أنني قادم من خلال الكلاب التي تتجمع وتعوي وتقترب من الباب وفيعرف من بالفيلا انني علي مقربة منهم حاجة غريبة جدا وفعلا أدخل وسط ذهول الجميع لديها إحساس نادر بجد. وعندي برج حمام بألوان نادرة سبحان الله.
- ونخرج من الطيور والعصافير والخضرة لكرة القدم مباشرة ماذا عن تجربتك في وادي دجلة؟
سعيد في وادي دجلة الكابتن محمود الجوهري الله يرحمه كان يقول إنه النادي الوحيد الحقيق الذي يطبق الاحتراف في مصر وسيكون له مستقبل وفعلا لما بدأت العمل فيه وجدت قمة الاحترافية فأنا استمتع بعملي بلا اية أزمات ونادي له نظام والكل يسير في إطاره ولم استمتع بعمل في عمري كما استمتعت بالعمل في وادي دجلة وهذا كلام حقيقي وأتحمل مسئوليته وربنا كرمني عندما رفضوني في المنتخب عندما تولي الكابتن شوقي غريب والحمد لله كان رفض فيه خير لأنه أتاح لي فرصة وادي دجلة.
- وماذا عن حراسك حاليا؟
حاليا لدي أمير عبدالحميد وهيثم محمد بجانب ثلاثة حراس صغار مواليد 97 اقوم بتجهيزهم وأعط لأمير وهيثم الثقة فهيثم يلعب في الكأس وأمير في الدوري لكني لست من مؤيدي سياسة الدور حفاظ علي مستوي الحارس الأساسي.
- وحراس المرمي في مصر بشكل عام شايفهم ازاي؟
بالنسبة للحراس في مصر توجد خامات طيبة في المنتخب الأوليمبي والحمد لله ساهمت في تخريج أجيال عديدة بعضهم مازال متواجدا ويلعب في منتصف المشوار أو نهايته أو بدايته توجد أجيال تستطيع أن تعطي لمصر سنوات كثيرة قادمة. مثل الحضري الذي مازال يلعب وهو في سن 42 ومحمد عبدالمنصف وقبلهم كثير وأحمد الشناوي وأبوجبل وعلي لطفي وأمير عبدالحميد نوعيات عديدة ومميزه المهم أن المدرب يفهم قدرات كل حارس ويجهزه لمواجهة المواقف ويمنع الأخطاء قبل وقوعها ويكون للحارس دور في انتصارات فريقه. المشكلة أنه يوجد مدربون في مصر بقي لهم اسم وشهرة لكنهم لم يؤهلوا أنفسهم بشكل جيد فأنا والحمد لله أخذت دوراتي التدريبية في ألمانيا وعملت مع مدارس كروية مختلفة داخل مصر وخارجها.
- هدية الملك عبدالله "شجر"
عندما كنت في الأردن شاهد بعض الصحفيين هذا الجو الذي اعيش فيه فكتبوا عنه في الصحف الأردنيه وكانت المفاجأة أن الملك عبدالله ملك الأردن والأمير علي رئيس اتحاد الكرة أعجبوا بما أنا فيه وأرسلوا لي مجموعة اشجار نادرة وجميلة وغالية جدا. وكان الجميع يعشقون الحضور إلي مكاني لاستمتاع بعد التدريبات والكرة بالجو الخيالي بما فيه من خضرة وطيور حتى الفنانين المصريين الذي كانوا يأتون إلي الاردن كان مكاني مزار خاص لهم.
- "بغبغان ولا حارس مرمي"
لدي بغبغان زكي جدا أقوم بتدريبه علي حراسة المرمي وألاعبه بالكرة ويقف عليها وألبسه قفاز الحراس ويتجاوب شيء غريب جدا. وكان يحضر عندي سمير عدلي وعلاء نبيل ويخافون من تحرك الطيور بكثافة حولهم في كل مكان و كل نجوم الإسماعيلي اصدقائي يحضرون عندي للاستمتاع.
- "نورماندي تو وعصافير الجنة"
وعن مقتنياته المثيرة يقول فكري صالح: عندي سيارتي الأمريكاني وهي نادرة ولا استخدمها إلا في فايد فقد هي أثر رائع احتفظ بهه وعندي شجرة اسمها لافرينا بتخرج عصافير الجنه رهيبة احضرتها من افريقيا. ولدي أيضا عندي مركب اسمها نورماندي توا علي طريقة فيلم ابن حميدو لعبدالفتاح القصري وإسماعيل ياسين.
- "الكرة وحدها مش كفاية"
ويواصل فكري صالح كلاماته قائلا: كرة القدم في حياتي وحدها مش كفاية فأنا لا أستطيع العيش بدون هذا الجو حتى ابني الصغير محمود بات عشاقا له وكأنه يريد أن يكمل مشواري معهم فعندما تلد الكلاب عددا كبيرا يذهب لانتقاء واحده أو اثنين وسبحان الله يكونا الأفضل ويستمرا معه.
- "حكاية الغزالة وبنت نادر السيد"
من أشهر ما لدي فكري صالح من حيوانات غزاله كان اسمها جودي وهذه لها حكاية فقد أحضره وقت ميلاد ابنة نادر السيد حارس مرمي الزمالك والأهلي والمنتخب الوطني فأطلق اسم ابنة نادر عليها فسماها "جودي" علي اسمها وهذه أحضرها من غانا عام 2002 عندما لعب المنتخب أمم أفريقيا هناك.
- "شيل يا حضري"
في إحدى رحلاتنا الخارجية كنا في أمريكا عندما كان يدرب المنتخب الهولندي رود كرول وكنا نمر من أمام الأمم المتحدة وكان فيه نخل كبير جدا ونادر وفوجئت بكرول ينادي علي الحضري ويقول له: "يا حضري هتشيل النخيل ده يلا استعد". فكان رد الحضري لا كوتش حرام عليك دي نخلة كبيرة قوي مش هقدر اشيلها.