الأحرار والمرأة .. ومفترق الطرق

كتبت : مديحة مجدى

تعد المشاركة السياسية للمرأة إحدى الأولويات التى اخذت أجهزة الدولة المختلفة الإهتمام بها .. ويعتبر تمثيل المرأة فى الأجهزة النيابية والتشريعية أحد المؤشرات الدالة على فعالية مشاركة المرأة فى الحياة السياسية .. كما يعتبر تمثيل المرأة فى هذه الأجهزة التشريعية إحدى الوسائل التى يمكن من خلالها أن يقاس مدى إنفتاح وتغيير الثقافة السياسية للمواطنين من حيث القبول بإنتخابات وتمثيل المرأة لهم فى هذه المجالس النيابية .. والمرأة المصرية أثبتت أنها قادرة على التغيير والريادة فى العصور المختلفة لنتذكر كيف تساوت مع الرجل وتقلدت امور السياسة والحكم .. فقد حكمت ( حتشبسوت ) مصر وكان لها دور تاريخى فى إزدهار الدولة وعلى هذا النهج سارت ( نفرتيتى ) و( كليوباترا ) ولم يقتصر دور المرأة على تلك الفترة القديمة من تاريخ مصر ..بل شهدت مصر حكم لسيدة أخرى وهى ( شجرة الدر ) وهى من سيدات العصر الحديث والتى سيظل التاريخ دائماً يذكرها .. وكانت المرأة ولا زالت جزءاً من ثقافة صناعة الحياة المصرية فكان لها الدور الفعال فى ثورة 1919 وكانت جنباً إلى جنب مع الرجل وإستشهدت .. وشهد لها وحياها الزعيم سعد زغلول واعترف بشجاعتها ودورها فى ثورة 1919 قائلاً فى اول خطاب له بعد عودنه من المنفى ( لتحيا السيدة المصرية ) .. وظهر فى تلك الفترة العديدات من المناضلات مثل صفية زغلول وهدى شعراوى .. ثم جاءت بعد ذلك ثورة 23 يوليو 1952 لترسخ مفهوم مشاركة المرأة فى كافة مجالات الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية .. فبعد قيام ثورة 23 يوليونص دستور 1956على منح المراة حقوقها السياسية كاملة حيث سادت قناعة بان حرمان المرأة من هذه الحقوق يتنافى وقواعد الديمقراطية التى تجعل الحكم للشعب كله وليس جزءاً منه فقط .. وبناءاً على ذلك دخلت المرأة المصرية لأول مرة البرلمان فى إنتخابات عام 1957 وكان حصولها على حقوقها السياسية بداية لتمتعها بمزيد من الحقوق مثل الحق فى تقليد الوظائف العامة والعليا .. وقد توج هذا التطور بتعيين أول وزيرة للشئون الإجتماعية فى مصر عام 1962 ومنذ ذلك التاريخ أصبح للمراة دوراً مؤثراً فى عملية الأصلاح السياسى التى تشهدها البلاد .. ثم صدر دستور سنة 1971 الذى أكد المساواة التامة بين الرجل والمرأة حيث نصت المادة ( 40 ) على أن .. المواطنون لدى القانون سواء .. وهم متساوون فى الحقوق والواجبات العامة .. لا تمييز بينهم فى ذلك بسبب الجنس أو الأصل أواللغة أو الدين أو العقيدة .. وكانت المرأة فى مقدمة المشهد الثورى فى ال25 من يناير وال30 من يونيو .. وللأسف هذا المشهد لم يحترمه كل أطراف المعادلة السياسية فى مصر .. فما زالنا نعيش مرحلة التناحر بين قادة الأحزاب وغياب الرؤية وعدم النضج السياسى الكافى للعبور بالمرأة مما تعانى من مشكلات .. فنحن الان وبلا شك فى مرحلة مفترق طرق كى تشعر المرأة بالأمان الكافى وتقدير المجتمع لجهودها وتضحياتها .. ان التحدى أمام المراة كبير فى ظل ثقافات تحتاج إلى تغيير نظرتها للمرأة .. وتقديرا من حزب الأحرار لدور المرأة الفعال فى التغيير .. طالب الحزب بتمثيل عادل للمرأة فى مجلس النواب المقبل .. ونقلاً عن صدى البلد .. قال الدكتور مدحت نجيب رئيس حزب الأحرار / أن المرأة هى الأم والقاعدة الأساسية لبناء المجتمع .. مشيراً إلى أنها لعبت دوراً كبيراً من أجل تحرير الدولة من الإحتلال الأخوانى .. وطالب نجيب خلال المؤتمر الصحفى لنيار الإستقلال ونقلاً عن البوابة نيوز .. بأن يكون للمرأة تمثيل عادل فى مجلس النواب القادم وأن حزب الأحرارسيقدم الدعم المهنى والإعلامى .. وأن المرأة المصرية نجحت في تغيير المفاهيم الاجتماعية والفكرية من خلال ما قدمته من نجاحات تجعلنا نصر على أن تكون على رأس قائمة تيار الإستقلال فى المرحلة القادمة .. وأضاف نجيب أن حزب ( الأحرار ) سيقدم العديد من المرشحات في انتخابات البرلمان القادم .. وإن الدستور الجديد منح المرأة العديد من حقوقها المهدرة على اعتبار أن المرأة هي نصف المجتمع لكن في الحقيقه هي كل المجتمع باعتبارها صانعة الأجيال والمدرسة الحقيقية لبناء المجتمع .. أن قضية المرأة تتعلق بالثقافة المجتمعية وهو ما يعنى ان اى تغييرفى اوضاعها يتطلب وقتاً وجهداً كثيفاً .. وهذا لن يتحقق إلا بإيمان المرأة أولاً والسعى المستمر دون يأس وثقتها بنفسها وقدراتها فى الحصول على حقوقها وإيثبات وجودها على الساحة السياسية .. وكذلك تضافر جميع اجهزة الدولة مع منظمات المجتمع المدنى ووجود كوادر تؤمن من داخلها بضرورة تغيير هذا الواقع المرير للمرأة بخلق كوادر نسائية قادرة على المنافسة والإندماج فى الحياة السياسية .. وان تتبنى الأحزاب خلق واقعاً جديداً تستحقه المرأة يهتم بمشكلاتها وخلق توازن بين الإتفاقات الدولية المتعلقة بحقوقها والقيم المجتمعية المصرية .. فبعد كل ما مرت به المرأة المصرية من نضال من اجل التغيير والحرية والحصول على حقوقها أصبحت الآن فى مفترق الطرق أما أن يتغير هذا الواقع الآن أو لن يتغير ابداً .. الروائية .. مديحة مجدى