ظلم الآباء للأبناء من الصغر الي الكبر
تقرير : محمود حبو
ظلم الآباء للأبناء قد يترك آثارًا عميقة تدوم مدى الحياة. حين يتعرض الطفل للتمييز بينه وبين إخوته، يشعر بالدونية والظلم، مما يؤثر على ثقته بنفسه وعلاقته بأسرته. كذلك، التسلط أو فرض القرارات دون حوار يقتل شخصية الطفل ويحد من قدرته على التعبير عن نفسه.
التربية تحتاج إلى عدل ورحمة، لا إلى قسوة وتفرقة. فالأبناء يتذكرون مشاعرهم أكثر مما يتذكرون التفاصيل، والعدل بينهم هو أساس بناء عائلة مترابطة ومستقرة نفسيًا.
موضوع عقوق الآباء للأبناء في توزيع الميراث هو أمر حساس ومهم جدًا. الإسلام وضع قواعد واضحة للمواريث في القرآن الكريم لضمان العدل بين الورثة. ومع ذلك، قد يحدث أن يسيء بعض الآباء استخدام سلطتهم أو يحرموا بعض الأبناء من حقوقهم الشرعية، سواء بسبب التفضيل الشخصي أو لضغوط اجتماعية.
هذا يُعتبر نوعًا من الظلم الذي قد يسبب أضرارًا نفسية واجتماعية كبيرة للأبناء. الشريعة الإسلامية تُحرّم التمييز غير العادل بين الأبناء وتُحذّر من عواقب الظلم، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: "إن الله لا يحب الظالمين".
ومن حقوق الأبناء على الآباء النفقة عليهم وتأمين حاجتهم من مطعم ومشرب وملبس ومسكن على قدر المستطاع، يقول النبى صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء إثمًا أن يضيع مَن يعول). وتلزم الإشارة فى هذا السياق إلى ضرورة العدل بين الأبناء وعدم تفضيل بعضهم على بعض فى العطاء إلا لزيادة حاجة بعضهم كاختلاف نفقات التعليم أو العلاج ونحوه، ولا يحق تخصيص بعض الأبناء بجزء من الأموال أو الأملاك ليكون زائدًا على ميراثه حين يقتسم مع إخوته تركة أحد الوالدين، فعن النعمان بن بشير، أنه كان يقول: أراد أبى أن يَنحِلنى شيئًا ويُشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكل ولدك نَحَلتَ مثله؟ فقال: لا! ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعدلوا بين أولادكم فى النَّحْل، كما تحبون أن يساووا بينكم فى البر).
ومن صور العقوق أيضا إظهار الآباء أنهم يملكون الحق الأوحد، وأن الأبناء دائما على خطأ، فيشعر الأبناء أن آباءهم وأمهاتهم لا يملكون القدرة على خطابهم، وأنهم يسيئون إليهم دائما؛ وهو ما يحدث فجوة كبيرة بين الآباء والأمهات.
ومن صور العقوق أيضا إظهار الآباء أنهم يملكون الحق الأوحد، وأن الأبناء دائما على خطأ، فيشعر الأبناء أن آباءهم وأمهاتهم لا يملكون القدرة على خطابهم، وأنهم يسيئون إليهم دائما؛ وهو ما يحدث فجوة كبيرة بين الآباء
والأمهات.
ومن أهم صور عقوق الآباء للأبناء:
التفرقة في المعاملة : فبعض الآباء والأمهات يجد بعض الأبناء أقرب إلى قلوبهم، فيظهرون هذا في معاملتهم؛ وهو ما يولد حقدا وكرها من الولد للأم والأب والإخوة أيضا، ولا يمكن لنا أن نحجر على الحب الزائد، فقد كان يعقوب عليه السلام يحب ولده يوسف -عليه السلام- أكثر من إخوته؛ وهو ما حدا بهم إلى محاولة قتله والتخلص منه، فرموه في البئر، غير أن يعقوب كان يدرك هذا تماما، ولم يكن يظهره.