تقرير د/ ايمان الشربينى
تؤكد نظريات علم النفس على مدى أهمية الحب فى حياة الإنسان وأنه احتياج إنسانى لاغنى عنه، فهو السبيل للوصول لحالة من التوازن النفسى، فالحب يكون بمثابة الدرع الواقى من متاعب الإنسان النفسية المتمثلة فى دائرة القلق والضياع والاكتئاب، وقد وضع عالم النفس الشهير "ماسلو" ما يسمى بهرم بناء الشخصية، حيث أكد على أهمية تلبية احتياجات الإنسان الأولية من طعام و شراب، قبل أن نصعد إلى درجة أعلى وهى تلبية احتياجاته العاطفية ورغباته فى تأكيد ذاته.
أهمية الحب فى حياة الإنسان فهو المصدر الأساسى للأمن النفسى، وبالتالى المصدر الأساسى للسعادة، والسبيل إلى غاية الإنسان للتوازن النفسى وبذلك يصل الإنسان إلى حالة من تناغم وانتظام الإيقاع أى الانسجام فى حالة الأنا المتحدة روحا و نفسا و جسدا، عن طريق القدرة الفعالة على التواصل العاطفى مع الآخر.
نحن نحتاج في حياتنا للحب لأنه كل شيء، لا بد أن نتعلم كيف نحب، وأن نعلم لماذا نحب، وأن نستبدل طاقاتنا السلبية ومشاعرنا المحافظة بطاقة الحب والعطاء، لأنه بالحب يسهل في نظري كل شيء، فالحب هو تلك الحلقة المفقودة في حياتنا ولكن إذا عثرنا عليها حُلت مشاكلنا نفسية وإعاقاتنا العاطفية بشكل سلسل، فيسهل التواجب والتعاطي مع مخرجات الحياة المختلفة، الحب هو أن ترى ذاتك في الأخرين، وأن تزكي نفسك لأن تصبح هبة لمن حولك. نحتاج في حياتنا للحب لأنه المخرج من أزماتنا المعاشة ومشاكلنا المتراكمة، ولأنه يضيف لنفس البشرية طعم الله.
الحب هو أن تكون الأخر في ثنايا ذاتك، أن تعيش لنفسك وللأخرين معك، فعندما نتعلم الحب تسقط جبال الأنانية، وعندما نتعلم الحب تسمو بنفسك. ثقافة الحب سهلة وتطبيقها أسهل، فإسقاط الأحكام من على الناس يشجعك على أن تحبهم، فمعادنهم تبقى طيبة وأصيلة وإن خانتهم سلوكياتهم، فالإنسان يظل طيبا لأن فطرة الله غالبة، الحب هو الاحتياج والحاجة هي الحب.