يشهد عصرنا هذا طفرة كبيرة فى وسائل التوصل الاجتماعى التى اصبحت كالسرطان الذى يخترق البيوت وعقول الشباب حيث اصبح الجميع صغارا وكبار مهووسون بالتعامل على كافة وسائل التواصل الاجتماعى و ان استخدام الانترنت بالأخص مواقع التواصل الاجتماعي كان لها النصيب الأكبر من استخدام المستخدمين في هذا الفضاء الرقمي الكبير والمهيب، حتى انه اصبح استخدام مواقع التواصل الاجتماعي جزء لا يتجزأ من حياة الكثير من البشر، بالإضافة لذلك فإن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لم يقتصر على التواصل الاجتماعي والمحادثات الشخصية، بل تطور وأصبح يطال كافة مناحي حياة الانسان، فدخل في الاعمال والشركات والتجارة والطب والتعليم والتعلم والسياسة فلم يترك مجال الا وتناوله وكان له دوراً بارز فيه.

ولكن هل اقتصر تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الاستخدام الإيجابي والتوظيف الجيد لها؟ فيمكننا القول ان الأمر لسوء الحظ قد تعدى الأمور الإيجابية، ليتناول الجوانب السلبية أيضاً في تأثيراتها على مستخدميه.
فأما بالنسبة للتأثير الإيجابي لمواقع التواصل الاجتماعي على الشباب، فيتمثل في دور هذه المواقع المختلفة التي تتمثل ال Facebook وTwitter وInstagram وSnapchat  وغيرها من المواقع التي لها دور كبير في اظهار المواهب الجيدة لكثير من الشباب ممن يعانون من التهميش والتجاهل في حياتهم الواقعية ممن يعانون من مشاكل جسدية او عقلية، بالإضافة لدور هذه المواقع في تشكيل صداقات كثيرة وعديدة، والتعرف على ثقافات الآخرين، واشخاص من بلدان أخرى، ايضاً يتمثل الدور الإيجابي لهذه المواقع في حياتي الشباب، بتوفير فرص عمل لهم عبر الانترنت وفقاً لما يناسبهم، وإمكانية التعبير عن انفسهم بالطريقة التي يفضلونها، ولا يقتصر الأمر على هذه النقاط بل هناك العديد من الإيجابيات التي أنطوت على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبالنظر للجانب المظلم لمواقع التواصل الاجتماعي، نرى الجانب السلبي منها والذي زاد بشكل كبير وفعلي في السنوات الأخيرة، في ظل الاستخدام المفرط لها، حيث أظهرت الدراسات وجود علاقة كبيرة بين الاستخدام الزائد والمستمر لمواقع التواصل الاجتماعي والاكتئاب، فهناك رابط كبير بين استخدام هذه المواقع المفرط مع الاكتئاب حيث يجعل الجهاز العصبي في حالة تأهب للقتال الدائم والجدال او الهروب، الأمر الذي يزيد من  اضطرابات الحركة ونقص التركيز والاكتئاب والمعارضة الدائمة، بالإضافة لمحاولة تقليد ما يرونه على السوشيال ميديا سواء كانت فكار تناسبهم ام لا او ما يمكننا تسميته بالتقليد الأعمي من أغاني وملبس وحتى المأكل والمشرب، والرغبة في السفر، والحصول على كل شيء، والذي قد لا يكون حقيقي وربما زائف، وقد يتعدى الامر لأن يتم النقاش بالمعتقدات الدينية والأفكار، فنجد كبار الشخصيات يناقشون في هذه الأمور بثقة تامة، غير آبهين بإمكانية رفضها من قبل البعض، ولكن نجد ان ذلك قد يؤثر على فكر من يتابعوه سواء كانوا يتبعوا معتقده ام لا، الأمر الذي يشكل جدلاً كبيراً وتأثيراً واضحاً على أفكار وآراء الشباب.
وتؤكد الدراسات ان هناك علاقة وثيقة بين استخدام المراهقين للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي الكبير و زيادة الاكتئاب والقلق لديهم، حيث تظهر الدراسات ان هناك تأثير واضح بالتأثير على صحتهم العقلية، ففي دراسة أجريت على مجموعة من المراهقين الذي تتراوح أعمارهم ما بين 14و17 ممن يستخدمون الانترنت ما يزيد عن 7 ساعات في اليوم فهم معرضون اكثر للأمراض العقلية والاكتئاب القلق والمشاكل السلوكية والنفسية المختلفة، ويجب ان تتم معالجتهم، بينما تقل المشاكل عند من تقل عدد ساعات استخدامهم للإنترنت.
  • يساهم استخدام الانترنت للأطفال والسوشيال ميديا في حال كان استخدام جيد يحسن من آرائهم وافكارهم ويصقل مهاراتهم في التواصل.
  • يزيد من إمكانية تواصلهم مع العائلة.
  • يساهم الانترنت عموما ومواقع التواصل الاجتماعي بالأخص على تطوير تطبيقهم للتكنولوجيا وزيادة المهارات التقنية والعملية.
  • توفر للأطفال مساحة للحرية في التعبير عن الراي والنفس.
اما الجانب السلبي فربما يكون تأثيره اشد وأكبر على الطفل وسلوكياته وتشكل طريقة حياته خاصة أنه في مرحلة حرجة من حياته فلا يستطيع ان يميز الخير من الشر والجيد من السيئ، فيستطيع أي شخص ان يؤثر به، ويمكن ان يقلد أي شيء يراه او يسمعه دون ان يفهم اذا ما كان صحيح ام خاطئ، وتتمثل سلبيات استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على الاطفال في:
  • قد يقع الأطفال نتيجة للاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي ضحية للابتزاز الالكتروني والذي قد يجرهم لافعال خطيرة وقد تكون مميتة، فقد يدفعهم للانتحار نتيجة لذلك، وتؤكد الدراسات ان 6 من بين 10 أطفال يستخدمون الانترنت بدون رقابة أهلهم قد يتعرضوا للابتزاز الالكتروني، ما يشكل خطراً حقيقياً وكارثياً، اذا لم يكن بإشراف الاهل ومراقبتهم خاصة للأطفال.
  • قد يؤثر استخدام الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي على التحصيل الدراسي للأطفال، ما قد يجرهم للفشل الدراسي او تدني مستواهم الدراسي بشكل عام، الذي يعتبر مشكلة حقيقية.
  • يعتبر استخدام مواقع التواصل الاجتماعي للأطفال مضيعة للوقت، ففي حين انه من الممكن ان يقوموا بممارسة الرياضة او الرسم، او اللعب مع الأصدقاء، او أي أنشطة تنمي من قدراتهم ومواهبهم وصحتهم العقلية والجسدية يستخدموا الانترنت في أشياء لا طائل منها.
  • قد يؤثر استخدام الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي على إصابة الطفل بأمراض نفسية خطيرة، منها التوحد او الاكتئاب، او الانطوائية وغيرها من المشاكل التي قد يصعب علاجها لاحقاً.
  • قد يكون استخدام الطفل للإنترنت مضراً فعلاً، فقد يدخل لمواقع سيئة وضارة تؤثر على أفكاره وسلوكياته التي تكون طور التشكل في هذه المرحلة.
 


  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 27 مشاهدة
نشرت فى 6 أغسطس 2023 بواسطة akherkalam

موقع اخر كلام

akherkalam
موقع اخر كلام صحافة حرة والخبر فور حدوثة رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير :محمد الصبروت /ت 01225288308-01004211282 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

295,262