الاسكندرية : نيفين ياقوت
تشهد مصر في الآونة الأخيرة إرتفاع مستمر فى أسعار الأدوية واختفاء نوعيات كثيره منها وعدم توافرها . رغم الأهمية القصوى للدواء والتى لاتقل أهمية عن المواد الغذائية حيث أنهما عمودان رئيسيان لحياة الإنسان ... إلا أن هناك ذبذبه وعدم استقرار فى سوق الدواء . يقول د. سمير صديق رئيس شعبة صناعة الادويه سابقا بالغرفه التجارية بالإسكندرية إن السيطره على سوق الدواء أصبح فى أيدى مجموعة من المستثمرين الذين يتحكمون في الأسعار والكميات . وهذا فى حد ذاته يعتبر غاية في الخطورة فالدواء سلعه من سلع الأمن القومي ويجب تدخل مباشر من الدولة لانضباط تلك المنظومة . وأوضح د. سمير صديق أن تلك الشركات الاستثمارية المصنعة للدواء تستورد المواد الفعاله من دول شرق آسيا ولكن ذلك فى حقيقة الأمر لا يؤثر على حسابات المستثمرين في نظام إنتاج الدواء حتى بعد تعويم الجنيه المصري وارتفاع سعر الدولار .. هذا من ناحيه ، ومن ناحيه اخرى أن المواد الفعاله التى تستوردها ليست نقيه بل ممزوجه بالشوائب .. ولذلك أقترح و أطالب الدولة أن تحظر استيراد أى مواد أولية كيماوية لتصنيع الادويه إلا من خلالها فقط . وأيضا أطالب الدولة بإنشاء شركة قطاع عام تتولى استيراد المواد الخام المصنعه للدواء بديلاً عن الشركة النصر للكيماويات فلابد أن تحظر الدوله الشركات الاستثمارية من استيراد أى مواد كيماوية خاصه بالأدوية لصالحها .. وأن تقتصر على الدوله فقط. ثم تتوجه كل شركه مصنعه للدواء من أخذ حصتها من القطاع العام من المواد الخام وعلى سبيل المثال فإن الدولة نجحت نجاحاً مبهرا فى القضاء على فيروس سي حينما تولت بمفردها لحل تلك المشكلة المزمنه ..عندما استوردت الماده الفعاله بكميات ضخمة جمله واحده من الاتحاد الأوروبي بأسعار أقل مما لو كل شركه على حده استوردت نفس الماده . فلو تم تطبيق تلك السياسة على جميع الأدوية تحت رعاية وإشراف القطاع العام لانتهت أزمة الادويه في مصر . واقترح د. سمير أنه يجب أن يسن قانون ينظم عملية حصول ترخيص انتاج الدواء بحيث يشترط قبل منح الرخصه التزام الشركه بدوام انتاج الدواء .. وفى حالة التوقف عن إنتاجه يشترط إخطار الدوله قبل التوقف بفتره زمنيه مناسبه حتى يتسنى للقطاع العام إنتاجه فلا يتوقف أبدا حرصاً على المرضى . وفي النهايه أعرب د. سمير صديق عن أمله الكبير في عودة شركة النصر لصناعة الدواء خاصة بعد أن شرفها السيد رئيس الجمهورية بزيارته لها . فتمنى أن تعود لازدهارها مره اخرى املأ فى القضاء على أزمة الادويه وارتفاع أسعارها .