تقرير / ايمن الشربينى
نتشرت مؤخرا كثير من جرائم القتل والسرقة والاعتداءات بالمجتمع، وأرجع كثيرون السبب للمخدرات كسبب رئيسي في انتشار هذه الجرائم.
المخدرات وتدمير قوام المجتمع
وبعض هذه المخدرات هي عشبية، والأخرى مخلقة، وتعددت أنواع المخدرات التخليقية وأسماؤها، ولكن يبقى الإجماع على أن كلها مذهبات للعقل، مما يؤدي للكثير من الكوارث وارتكاب الكثير من الجرائم.
وقال الدكتور عمرو عثمان، مساعد وزيرة التضامن ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، إن قضية المخدرات تضرب العالم أجمع، بالأخص المخدرات التخليقية، التي أصبحت شبحاً يجوب العالم، خاصة في أعقاب جائحة كورونا.
وكثرت تلك النوعية من المخدرات خلال تلك الفترة، وبعد غلق الموانئ والطرق الطبيعية التقليدية التي كان يعمد إليها مافيا المخدرات، لجأوا لطرق مختلفة سواء من جهة التداول أو التصنيع، حيث اتجه تجار المخدرات لتصنيع المخدرات التخليقية بشكل محلى حتى لا تقف حركة تجارة المخدرات.
وأضاف مساعد وزير ةالتضامن ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، أن المخدرات التخليقية يعانى منها العالم أجمع.
ولفت عثمان، أن نسبة التعاطى بوجه عام فى مصر تراجعت إلى النصف بسبب مبادرات الدولة، وكذلك الكشف على العاملين فى الدولة من متعاطى المخدرات، ومصر حريصة على عرض المشكلة بشكل به شفافية ووضوح لأنها ترغب فى المواجهة الحقيقية، حيث نجرى مسحاً سكانيا كل 5 سنوات.
وأوضح أن نسبة الإدمان تراجعت فى ذات الفترة الزمنية من 3.3% إلى 2.3%، وهى تتناسب مع المعدلات العالمية وهذا مصحوب بطلب متزايد من مرضى الإدمان لتلقي العلاج، حيث تلقى الصندوق نحو 140 ألف اتصال من مريض إدمان يطلب العلاج سنوياً، وهى ضمن النقاط الإيجابية التى تعكس الوعى المجتمع المصرى.
وكشف أن هناك فضلا كبيرا فى طلب تلقى العلاج والإقبال على طلب مساعدة الخط الساخن يرجع إلى حملة "محمد صلاح" المدشنة منذ سنوات، قائلا: "بعد حملة محمد صلاح زاد الطلب على العلاج بشكل كبير، ومع كل حملة من تلك الحملات يزيد الطلب على العلاج أربعة أضعاف، حتى على مواقع التواصل الاجتماعى، بلغت مشاهدة مقاطع الحملة 22 مليون مشاهدة، ونتلقى 500 اتصال من مريض إدمان يومياً، فضلاً عمن يترد على مراكز تلقى العلاج".
المخدرات أنواعها وأخطارها مجتمعيا
المخدرات التخليقية هي مواد ليست من أصل نباتي، ولكنها تنتج من تفاعلات كيميائية معقدة بين المركبات الكيميائية المختلفة، ويتم ذلك بمعامل شركات الأدوية أو بمعامل مراكز البحوث.
وتقسم تبعاً لتأثيرها على النشاط العقلي للشخص المتعاطي، وحالته النفسية كالآتي :
مهبطات.
منشطات.
مهلوسات.
مثيرات جنسية (منشطات جنسية).
من جانبه، قال الدكتور جورج عطا الله، عضو مجلس نقابة الصيادلة، إن بداية اكتشاف الأدوية المخدرة كان الاكتشاف العلمي لتخدير وتسكين المرضى لإجراء العمليات الجراحية، أو الآلام المبرحة، ولكن استخدام هذه المواد بجرعات متفاوتة وزيادة تؤدي إلى فقدان التركيز، وفقدان التحكم في الأفعال والمشاعر، والجسم.
وأضاف: "بعد ذلك بدأت تظهر المواد المصنعة مثل الآيس، والهيروين، والاستروكس، والتي تتكون من مواد كيميائية لها نفس تأثير المخدر، وتشعر الإنسان بالسعادة والنشوة والإنسجام، ومع كثرة الاستخدام يفقد المتعاطي النطق ويتلعثم ويفقد التركيز".
وتابع: "يستخدم السائقون الترامادول للقيادة لفترات طويلة، لذلك هناك الكثير من ا"لحوادث على الطرق، خاصة عربات النقل، وللأسف الناس يروجون لهذه المواد على أنها تجعل الإنسان يشعر بالسعادة".
وأكد أنه عادة ما يستفيق المدمن على كارثة، لأنه يحتاج مالا لتوفير هذا المنتج، وعندما لا يتوفر المال يلجأ للجريمة مثل السرقة، والقتل وبيع المخدرات، والدعارة، حتى يحصل على مال لشراء الجرعة التي يتعاطاها، وقد يقتل المدمن من أجل الحصول على المال.
من جانبه، قال الدكتور عبد الرحمن حماد، مختص الطب النفسي وعلاج الإدمان، إنه حتى سنوات قريبة كان المنتشر عندنا ثقافة تعاطي المواد المهبطة (حشيش - ترامادول - هيروين)، وهي المواد الأفيونية ذات التأثير المهبّط، ومنذ نحو ٥ سنوات تنبأت باحتمال دخول ثقافة مواد جديدة من المخدرات، وهي ثقافة المخدرات المنشطة أو الـ Stimulants وأهمها الآيس أو الميث، والمشهور باسم الشَبو/ الشابو.
وأضاف حماد، أن الشبو أو الآيس أو الميث أو الكريستال أو السبيد، كلها مسميات لمخدر واحد هو الميثامفيتامين، والذي يندرج تحت مجموعة متزايدة جدا في الانتشار يطلق عليها ATS ( Amphetmine-type stimulants) وتندرج تحت فئة المخدرات المصنعة أو المخلقة، أو الـ Synthetic drugs وأهم أنواعها الأمفيتامين والميثامفيتامين والإكستاسي، ويتم تصنيع الشبو من مادة الإفيدرين والسودو إفيدرين المستخدمة في تصنيع أدوية البرد، والتي يتم إنتاجها عادة في الصين والهند.
نسبة تعاطي المخدرات التخليقية
وسبق أن أشار مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان، عمرو عثمان، إلى أن نسبة تعاطي المخدرات التخليقية مثل "الشابو" و"الاستروكس"، زادت 10% في عام واحد.
وصرح عثمان بأن 7% من مرضى الإدمان في عام 2020 كانوا يعانون من إدمان المخدرات التخليقية، وزادت هذه النسبة في عام 2021 إلى 17%.
وأضاف أن المواد المخدرة التخليقية سبب أساسي لحدوث العديد من الجرائم، مشيرا إلى أن هذا النوع من المخدرات ضرب العالم بأكمله.