تقرير/ منى سلطان 

تدور في أفلاك زمنية عديدة أثناء مسيرتنا بهذه الحياة العجيبة. فكل يوم، بل كل ساعة يحدث موقف ما يجعلك تفكر بطريقة مختلفة، وتتخذ بناءً عليها قرارات لا تعلم إذا كانت صائبةً أم لا. أن تحكم على القرار بالصواب من العدم، هذا يرجع إلى ثقافتك وحصيلتك المعرفية وخبراتك السابقة، وكل هذا لن توفره لك الخبرة الحياتية فقط، بل أيضًا الخبرة العلمية، والخبرة العلمية لا تتأتى من المدارس والمؤسسات التدريسية المختلفة التي تُجبرك على منهج دراسي واحد مبني على أيديولوجية مُسيسة من قبل المؤسسة التي وضعتها. لكي تكون إنسانًا بحق، يجب أن تتعلم، فالتعلّم X الحياة = الإنسان، وهذه هي المعادلة التي سنتحدث فيها اليوم عن التعلم وعلاقته بالحياة، ودوره في خلق الإنسان كما يجب أن يكون.

 التعلّم هو أن اكتساب الخبرات، والتعلم يختلف عن الدراسة، فالدراسة هي تحصيل المعارف بصورة روتينية ومحددة غير قابلة للتطييع أو التعديل بأي شكل من الأشكال، ففي الدراسة أنت لديك بعض المناهج المحددة التي يجب أن تُنهيها في الفترة الزمنية المقيدة. إمّا أن تفعل هذا، أو تجد نفسك راسبًا في المادة لينعتك المجتمع بالفاشل والغبي. لكن في التعلّم أنت تكتسب الخبرة والمعرفة بنفسك، ومن أجل نفسك. ليس هناك دوافع جبرية تجعلك تفعل ما لا تريد فعله.

التعلّم ليس بالشرط أن يكون معرفيًّا، فيمكن له أن يكون أي صورة من صور الخبرات والمهارات التي تجعل منك إنسانًا أفضل في مضمار وشريحة مهارية جديدة بالحياة، فإذا عقدت العزم على ترك الحاسوب الآن وطلبت من صديقك لعب بعض الكرة، فأنت هنا صقلت مهارتين بالفعل: مهارة التواصل الاجتماعي عبر هذا الطلب الصغير، ومهارة لعب كرة القدم عبر المجهود المبذول فيها.
 أنت تتعلّم كي ترى نفسك إنسانًا جديرًا بحمل لقب إنسان، فالإنسان لديه طاقات هائلة بشدة، وإهدارها هكذا دون طائل ما هو إلّا دفن تدريجي لمفهوم الإنسانية كما نعرفها. عندما تقف أمام نفسك بالمرآة يجب أن ترى دائمًا شخصًا يمكن له أن يكون أفضل مما هو عليه، فالتعلم عملية مستمرة منذ بداية الحياة، وحتى انقطاعها. أنت تتعلم كي تكون مرتقيًا عن غيرك، يجب أن تتواجد بداخلك نزعة نحو الكمال. أنت تريد أن تكون كاملًا، عالمًا، وعارفًا بكل شيء وأي شيء. تلك، المعرفة والخبرات تخولك من الثقة بنفسك وتحمل مسؤوليات وأعباء الحياة مهما كانت كثيرةً وضاغطةً.

 كما قلت، فالتعلم اكتساب خبرات، والخبرات هي التي تساعد المرء على الخوض في معترك الحياة بقوة وإرادة وعزيمة مطلقة نحو تحقيق الغاية والرغبة والهدف. عندما تتعلم وتكتسب خبرةً في مجال ما أو موقف ما، فأنت ستتعامل معه بطريقة تختلف عن غيرك، فبالتالي تصير أنت في حالة أفضل منه، خصوصًا إذا كانت تلك الخبرة مقترنةً بالتعامل مع صنوف البشر العديدة والمتشعبة.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 153 مشاهدة
نشرت فى 25 إبريل 2023 بواسطة akherkalam

موقع اخر كلام

akherkalam
موقع اخر كلام صحافة حرة والخبر فور حدوثة رئيس مجلس الادارة ورئيس التحرير :محمد الصبروت /ت 01225288308-01004211282 »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

300,039