تقرير / صفاء إبراهيم داود خليل
لرمضان في مصر نكهته الخاصة التي تختلف عن جميع البلاد، هناك الكثير من الطقوس التي ظهرت أولاً في مصر، لتنتشر منها إلى باقي العالم العربي، مثل الفانوس، وهو الأيقونة الأشهر منذ عهد الفاطميين، الذي يعبّر عن حلول الشهر الفضيل، يحمله الأطفال في كل مكان بسعادة، كما يزيّن الشوارع والمحالّ والبيوت، تعبيراً عن استعدادهم لرمضان.
الشوارع يصبح لها طعم خاص ومختلف، فتمتلئ بباعة الحلوى الشرقية مثل الكنافة والقطايف، والمخللات المختلفة الملونة التي لا تكتمل مائدة الإفطار سوى بها، إلى جانب محالّ وأكشاك بيع المشروبات الرمضانية الشهيرة، مثل التمر الهندي، العرقسوس، والسوبيا.
تمتلئ الشوارع أيضاً بموائد الإفطار التي يقيمها الكثيرمن فاعلي الخير أوالمؤسسات المختلفة، ويتجمّع عليها الكل سواء من المسلمين أو المسيحيين، لتناول الإفطار معاً. وعلى طرق السفر، يقف الشباب لتوزيع وجبات صغيرة وزجاجات المياه على المسافرين الذين فاتهم ميعاد الإفطار في بيتهم.
من الرموز الشهيرة أيضاً في مصر، مدفع الإفطار، الذي يعلن به عن موعديْ الإفطار والإمساك، بداية هذا الطقس الرمضاني حدثت صدفة، عندما قرّر "خوشقدم" والي مصر في العصر الإخشيدي، أن يجرّب مدفعاً جديداً أهداه له أحد الولاة، وصودف أن الطلقة الأولى انطلقت وقت غروب شمس أول رمضان عام 859 هـ، ليفاجئ الوالي بتوافد شيوخ وأهالي مدينة القاهرة على قصره ليشكروه على إطلاق المدفع في موعد الإفطار، وهم يظنون أنه أراد تنبيههم لموعد الافطار، فاستمرّ خوشقدم في إطلاق مدفعه بعد ذلك، وكان المدفع يوضع في "رمضان" فوق جبل المقطم كمكان عالٍ حتى يسمعه كل سكان القاهرة.
أمّا المسحراتي، فهو شخصية شهيرة مستمرة إلى اليوم، وعمله يقتصر على المرور في الشوارع قبل مدفع الإمساك، لتنبيه الناس وإيقاظهم من أجل السحور. ويعود المسحراتي في أواخر الشهر لجمع بعض المال من السكّان.
تتميّز المائدة المصرية بالعديد من الأطباق، المصريون يفضّلون تناول المحاشي والدواجن المطهوّة مثل البط والدجاج في أول أيام رمضان، هناك أيضاً الأطباق الشهيرة مثل صينية البطاطا في الفرن، الحمام المحشوّ، الملوخية، وغيرها.
أما على السحور، فطبق الفول هو الأساسي، إلى جانب أنواع الجبن المختلفة، الزبادي، والخضار المقطعة. كوب الشاي أيضاً أساسي لدى المصريين بعد وجبتي الإفطار والسحور.
يحب المصريون التجمعات العائلية في رمضان، ويخرجون إلى الحدائق والمقاهي بعد الإفطار للتنزه، وتزدحم الشوارع جداً من أول يوم إلى آخر يوم في عيد الفطر، ليعودوا بعدها إلى روتينهم اليومي من جديد.
اسس بناء اسرة سعيدة
تُبنى الأسرة السعيدة على أسس متينة تُمكّنها من مواجهة صعوبات وتحديات الحياة، فإذا كنت تحلم عزيزي أن تعيش في ظل أسرة سعيدة سنقدم لك أهم 6 أسس لبناء أسرة سعيدة.
<!--<!--<!--<!--