تقرير : هبة كمال الدين
يوصي الدكتور جون غراي بتجنذُب الجدالات بين الزوجين؛ لأنّ الجدالات تُدمّر الحياة العاطفية بينهما، فعادةً ما يتحوّل الخلاف إلى نقاش ثم يحتدم ليصبح جدالاً يؤثر سلباً على نفسيّة كلا الطّرفين، ولا يؤدّي إلا إلى جرح مشاعر بعضهما البعض، ويطرح في المقابل طريقةً أخرى لحلّ الخلافات بين الزوجين تقوم على الحِوار المُتبادَل، فبدلاً من الجدال وجرح المشاعر يبنغي على كلا الطرفين أن يوضّحا ما يريدان، وأن يُعبِّرا عن مشاعرهما بهدوء؛ فالرجال والنساء مختلفون في طبيعتهم، والطريقة المُثلى لتفادي الجدالات العنيفة هي الاتصال الودِّي القائم على الحِوار والاحترام؛ لأنّه مع غياب الاحترام سيشعر الطرف الآخر بالإهانة، ممّا يُغلق أيّ باب للتفاهم والحِوار. وفائدة الحِوار في هذه الحالة هي فهم حقيقة المشاعر التي ينبني عليها الخلاف، ومن ثم تفهُّمها وتقبُّلها، ومحاولة الوصول إلى حلّ مُشترك. ويعُدّ الدكتور جون غراي أنّ هناك سلوكياتٍ تُدمِّر إمكانيّة الحِوار ينبغي تجنُّبها، مثل: المباشرة بالقتال والانتقام، أو الانسحاب من الجدل، ممّا يورِث ندوباً دون فائدة؛ حيث ينبغي أن يتَّخذ الإنسان حلّاً وسطاً بين الاثنين. ويشير ريتشارد كارلسون إلى أنّه من أساسيّات تجاوز المشاكل بين الزوجين الحِوار والإنصات للطّرف الآخر، ويُذكَر أن النساء بشكل خاص يحتجن إلى أن يتمّ الإنصات لهُنّ من قبل أزواجهن، وذلك دون إقامة الحواجز بين الطرفين أو توجيه الأحكام المتسرِّعة، بل الحِوار القائم على الاستماع والإنصات للطرف الآخر.