تقرير د. سيده حسن
تعدّ الصّداقة من أجمل الأشياء في هذا الوجود، فعندما تحصل على صديق حاول دائماً أن لا تخسره؛ لأنّ الصّداقة في أيّامنا هذه لا تعني الكثير عند البعض، وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النّبي - صلّى الله عليه وسلّم - قال:" إنَّما مثلُ الجليسِ الصَّالحِ والجليسِ السُّوءِ، كحاملِ المِسكِ ونافخِ الكيرِ. فحاملُ المسكِ، إمَّا أن يُحذِيَك، وإمَّا أن تَبتاعَ منه، وإمَّا أن تجِدَ منه ريحًا طيِّبةً. ونافخُ الكيرِ، إمَّا أن يحرِقَ ثيابَك، وإمَّا أن تجِدَ ريحًا خبيثةً "، رواه مسلم.
ويجب أن يكون الصّديق مخلصاً في المودّة والنّصح للصديق في الخطأ والزّلة، وإرشاده إلى محاسن الشّيم، وانتشاله من رديء العادات، ومعرفة حقّ الصّداقة معه في حال كان معسراً أو فقيراً، كما في حال كان غينّاً وميسور الحال، ومساعدته ومعاونته على الخروج من أزمات الأمور، وشديد الأحوال، ومواساته وتعزيته في أشجانه وأحزانه، وذكر محاسنه ونشر فضائله، والعفو عن زلاته، وستر هفواته، والمحافظة على أسراره. وإذا أسعدك الله بوجود صديق حقيقي لك، فحافظ عليه، وأوثق رابطتك به، ولا تجعله يشتكي منك، وإذا فرّق الموت بينكما فلا تجزع، وطمّن قلبك بأنّك ستلقاه إن شاء الله في الدّار الآخرة، ولا تتعجّل في مصادقة كلّ من أظهر لك الودّ، ولا في بغض من توهّمت عداوته فتعاديه، واصطف من الإخوان والأصدقاء صاحب الدّين المتين، وصاحب الحسب، والأدب، ليكون ركناً حصيناً في نائبتك، وأُنساً في وحشتك، وزينةً عند عافيتك، وعليك بالتّودد لأصدقائك، لأنّ المودّة روح حياة الصّحبة والصّداقة.