رائحة العطر الرخيص المختلطة برائحة العسل الممزوج بالليمون على النار فى الصحون الصدئة
يملأن جو القرية مرحا و...
يخرجن فى الجلاليب والملايات السوداء وفوق الرؤوس أوانى الماء المتسخ برغاوى الصابون الرديء فى ليلة الجمعة ..
فى دلال يمشين وصوت ارتطام الشباشب بالكعوب المدعوكه بأحجار" الخرفش" حتى الاحمرار يثير الرغبة فى الأعين المحدقة .
تتفاوت أعمارهن بين الثانية عشره والأربعين وكلهن نساء ،
الفرحة تظهر جلية فى هذا اليوم والضحكات ترتج لها جنبات القرية . يتتابعن فى سيرهن حتى يصلن الى الخلاء فيحدثن شلال من تتابع سكب ماء الاستحمام وعندما ينتهين يأخذن ساترا ويكشفن متباهيات عما يلبسن تحت السواد ..
وهمسه من فم (عطيات )الواسع فى أذن (ناعسة) فيقعن ضحكا !!؟؟
..................
على حصيرة الأسطى عطية الحلاق تدور الحكايات والنوادر مع صوت المقص تارة وتارة أخرى مع (جز الفتلة) على الوجوه المختبئة وراء الزغب الأصفر وشعر الوجه المحروق
فاليوم هو الخميس الأول بعد بيع المحصول ...
وغالبا ما يكون هو العيد الرسمي فى القرية الساهرة حتى الصباح مع أهات النشوة ،
الذكريات وحكايات عن المحصول القديم أيام زمان ، والحديث مفتوح لكل من لف العمامة البيضاء على رأسه .
تنتهى جلسة التزين عند الحلاق لتبدأ جولة التسوق من دكاكين المركز القريب ، علب عصائر وسجائر وقطع صغيرة ملفوفة فى ورق سيلوفان وزجاجات العطر وهدايا الليلة المفترجة ومنهم من يعرج على دكان جرجس (الخمرجى) لينال ما يعود بالرجولة لسيرتها الأولى
فى ليلى التباهى الى لا تضاهيها إلا ليلة العرس
كان يحلو لى التجول فى الصباح التالى حافى القدمين أخوض فى برك المياه الصغيرة الراكدة امام البيوتات الطينية الواطئة ، الهدوء يسيطر على كل شىء ، حتى يؤذن لصلاة الجمعة ساعتها ادخل البيت لألتقط بقايا فاكهة وعلب عصائر وأعقاب سجائر غليظة ملفوفة وانزوى فى الركن المقابل لزريبة الماشية اشرب بقايا علب العصير وأشعل أعقاب السجائر فأشعر بالغثيان وأروح فى نوبة سعال لأنام منكفئا على وجهى لأصحو على صوتها الخشن ولكزتها فى باطن قدمى ، أجرى الى الطلمبة ذات اليد المكسورة فأمضمض فمى المتعفن مرات ....
, اجلس الى طبلية الغداء أراقب فمه يبتلع كل شىء لا يبقى الا قطع (الشغت) المنسول منه اللحم وسط طبيخ الطماطم فى الطاسة المحروقة . أملأ بطنى و
أقوم جريا الى رفاق السن لنروى حكايتنا عنهم فى غرفهم المغلقة ثم ننسى كل ما كان باللهو .....
أعود للبيت لأجد الحواجب المرسومة قد تضخمت من جديد والوجوه الموروده ظهرت بها التجاعيد وانزرع الزغب الأصفر مكانه على الخدود وانطفأت العيون التى كانت ملتهبه بالشوق و...
لتحل مكانها النظرة الخائفة من التفكير فى الغد
... القوت الضرورى ... تدبير ثمن أجولة السماد ... والإيجار ... والعوايد ... ومصاريف العيال و .. ,......،.....
والحرمان ولوعة الانتظار للعيد