تعرض إبليس لنوح عليه السلام 

روى أبو الفرج ابن الجوزي بسنده عن عبدالله بن عمر رضي الله تعالى عنه قال : لما ركب نوح عليه السلام في السفينة رأى فيها شيخا لم يعرفه فقال نوح : ما أدخلك ؟ قال : دخلت لأصيب قلوب أصحابك فتكون قلوبهم معي وأبدانهم معك . فقال نوح عليه السلام اخرج يا عدو الله فقال إبليس : خمس أهلك بهن الناس وسأحدثك منهن بثلاث ولا أحدثك بأثنتين . فأوحى الله تبارك وتعالى إلى نوح عليه الصلاة والسلام أنه لا حاجة لك إلى الثلاث مره يحدثك بالأثنتين فقال بهما أهلك الناس الحسد والحرص فبالحسد لعنت وجعلت شيطانا رجيما وبالحرص أبيحت لآدم الجنة كلها فأصبت حاجتي منه فأخرج من الجنة 


تعرضه لموسى عليه السلام 

روى أبو بكر القرشي بسنده إلى ابن عمر رضي الله تعالىعنه قال : لقى إبليس موسى فقال : يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالته وكلمك تكليما وأنا من خلق الله أذنبت فأنا أريد أن أتوب فاشفع لي عند ربك عزوجل أن يتوب علي فدعا موسى ربه فقيل : يا موسى قد قضيت حاجتك فلقى موسى إبليس فقال : قد أمرت أن تسجد لقبر آدم ويتاب عليك فاستكبر وغضب وقال : لم أسجد له حيا أأسجد له ميتا . ثم قال إبليس : يا موسى إن لك حقا بما شفعت إلى ربك فاذكرني عند ثلاث ولا أهلك فيهن : اذكرني حين تغضب . فأن وحيي في قلبك وعيني في عينيك وأجري منك مجرى الدم , واذكرني حين تلقى الزحف (الجهاد ) فأني آتي ابن آدم حين يلقي الزحف فأذكره ولده وزوجته وأهله حتى يولي , وإياك إن تجالس امرأة ليست بذات محرم فأني رسولها إليك ورسولك إليها 


تعرض الشيطان ليحيى بن زكريا عليهما السلام 

روى عبدالله بن محمد بن عبيد بسنده عن وهيب بن الورد قال : بلغنا أن الخبيث إبليس تبدى ليحيى بن زكريا فقال : أني أريد أن أنصحك ! قال أنت لا تنصحني ولكن أخبرني عن بني آدم قال : هم عندنا على ثلاثة أصناف . أما صنف منهم فهم أشد الأصناف علينا نقبل عليه حتى نفتنه ونستمكن منه ثم يتفرغ للاستغفار والتوبة فيفسد علينا كل شيء أدركنا منه ثم نعود فيعود فلا نحن نيأس منه ولا نحن ندرك منه حاجتنا فنحن من ذلك في عناء . وأما الصنف الآخر فهم في أيدينا بمنزلة الكرة في أيدي صبيانكم نتلقفهم كيف شئنا قد كفونا أنفسهم . وأما الصنف الآخر فهم مثلك معصومون لا نقدر منهم على شيء 

قال يحيى عليه السلام : على ذلك هل قدرت مني على شيء ؟ قال : لا إلا مرة واحدة فأنك قدمت طعاما تأكل فلم أزل أشهيه لك حتى أكلت منه أكثر مما تريد فنمت تلك الليلة فلم تقم إلى الصلاة كما كنت تقوم إليها . فقال له يحيى : لا جرم لا شبعت من طعام أبدا . قال الخبيث : لا جرم لا نصحت آدميا بعدك 

وروى عبدالله بن الأمام أحمد بن حنبل بسنده عن ثابت البناني قال : بلغنا أن إبليس ظهر ليحيى بن زكريا فرأى عليه معاليق من كل شيء فقال يحيى :يا إبليس ما هذه المعاليق التي أرى عليك ؟ قال : هذه الشهوات التي أصبت بها ابن آدم . قال يحيى : فهل لي فيها شيء ؟ قال : ربما شبعت فثقلناك عن الصلاة وثقلناك عن الذكر . قال : فهل غير ذلك ؟ قال : لا والله . قال له يحيى عليه السلام : لله علي أن لا أملأ بطني من طعام أبدا . قال إبليس : ولله علي أن لا أنصح مسلما أبدا 


تعرض الشيطان لأيوب عليه السلام 

روى ابن أبي حاتم في تفسيره عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : قال الشيطان يا رب سلطني على أيوب قال الله تعالى : قد سلطتك على ماله وولده ولم أسلطك على جسده , فنزل وجميع جنوده فقال لهم : قد سلطت على أيوب فأروني سلطانكم فصاروا نيرانا ثم صاروا ماء فبينما هم بالمشرق إذا هم بالمغرب وبينما هم بالمغرب إذا هم بالمشرق فأرسل طائفة منهم إلى زرعه وطائفة إلى أبله وطائفة إلى بقره وطائفة إلى غنمه . وقال : أنه لا يعتصم منكم إلا بالصبر , فأتوه بالمصائب بعضها على بعض فجاء صاحب الزرع فقال : يا أيوب ألم تر إلى ربك أرسل على زرعك نارا فأحرقته ؟ ثم جاء صاحب الإبل فقال له : يا أيوب , ألم تر إلى ربك أرسل على أبلك عدوا فذهب بها ؟ ثم جاء صاحب الغنم فقال له : يا أيوب , ألم تر إلى ربك أرسل على غنمك عدوا فذهب بها ؟ وتفرد هو لبنيه فجمعهم في بيت أكبرهم فبينما هم يأكلون ويشربون إذ هبت الريح فأخذت بأركان البيت فألقته عليهم

فجاء الشيطان إلى أيوب بصورة غلام في أذنيه قرطان قال : يا أيوب ألم تر إلى ربك جمع بنيك في بيت أكبرهم فبينما هم يأكلون ويشربون إذ هبت ريح فأخذت بأركان البيت فألقته عليهم , فلو رأيتهم حين اختلطت دماؤهم بطعامهم وشرابهم . فقال أيوب له : فأين كنت أنت ؟ قال : كنت معهم . قال : وكيف انفلت ؟ قال : انفلت . قال أيوب : أنت الشيطان .ثم قال أيوب : أنا اليوم كهيئتي يوم ولدتني أمي , فقام فحلق رأسه ثم قام يصلي . فرن إبليس رنة سمعها أهل السماء والأرض , ثم قرع إلى السماء ,, فقال : أي رب أنه قد اعتصم فسلطني عليه , فأني لا أستطيعه إلا بسلطانك . قال : قد سلطتك على جسده ولم أسلطك على قلبه . قال : فنزل فنفخ تحت قدميه نفخة قرح ما بين قدميه إلى قرنه فصار قرحة واحدة وألقى على الرماد حتى بدا بطنه . فكانت امرأته تسعى عليه حتى قالت له : أما ترى يا أيوب قدر الله نزل بك من الجهد والفاقة ما أن بعت قروني برغيف فأطعمك فادع الله أن يشفيك . قال : ويحك كنا في النعماء سبعين عاما فاصبري حتى نكون في الضراء سبعين عاما , فكان في البلاء سبع سنين 


تعرض الشيطان لعيسى عليه السلام 

روى أبوبكر الباغندي عن سفيان بن عيينة رحمه الله تعالى قال : لقى عيسى بن مريم إبليس فقال له إبليس : أنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تكلمت في المهد صبيا ولم يتكلم أحد من قبلك . قال : بل الربوبية والعظمة للإله الذي أنطقني ثم يميتني ثم يحنيني . قال : فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنك تحي الموتى ؟ قال : بل الربوبية لله الذي يميتني ويميت من أحييت ثم يحنيني ,, قال له إبليس : والله أنك لأله من في السماء وأله من في الأرض فصكه جبريل عليه السلام بجناحه فما تناهى دون قرن الشمس 

ملاحظة 

هذا من الأخبار من الإسرائيليات المأذون لنا في التحدث بها فقد روى البخاري عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال : (( بلغوا عني ولو آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ))

تعرض الشيطان لنبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم 

روى مسلم في صحيحه عن أبي الدرداء رضي الله تعالى عنه قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعناه يقول : (( أعوذ بالله منك ثم قال : ألعنك بلعنة الله وبسط يده ثلاثا كأنه يتناول شيئا فلما فرغ من الصلاة قلنا : يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك . قال أن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي , فقلت أعوذ بالله ثلاث مرات ثم قلت : ألعنك بلعنة الله التامة فلم يتأخر ثلاث مرات ثم أردت أخذه و والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثوقا يلعب به ولدان أهل المدينة )) وعن عائشة رضي الله تعالىعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي فأتاه الشيطان فأخذه فصرعه فخنقه . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( حتى وجدت برد لسانه على يدي )) وفي رواية أخرى : (( فخنقته خنقا شديدا حتى قال : أوجعتني أوجعتني فتركته )) وعن أبي التياح قال : قلت لعبد الرحمن بن خنبش التميمي وكان كبيرا : أدركت رسول الله صلىالله عليه وسلم , قال : نعم , قلت : كيف صنع ليلة كادته الجن والشياطين ؟ قال : أن الشياطين تحدرت تلك الليلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأودية والشعاب , وفيهم شيطان بيده شعلة من نار يريد أن يحرق وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم . فهبط إليه جبرائيل فقال : يا محمد قل . قال : ما أقول ؟ قال : قل أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق وذرأ وبرأ , ومن شر ما ينزل من السماء , ومن شر ما يعرج فيها , ومن شر فتن الليل والنهار , ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن , قال : فطفئت نارهم وهزمهم الله تبارك وتعالى ..

 

المصدر: فرسان السنه
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 284 مشاهدة
نشرت فى 8 أكتوبر 2011 بواسطة akhbar

شبكة ساقية دار السلام الإليكترونية

akhbar
»

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

58,934

الحلم الذى أصبح حقيقة

  ساقية دار السلام ... 

من فكرة بسيطة راودت رئيس نادى الأدب بدار السلام الشاعر حاتم السمان  إلى حقيقة على أرض الواقع  مهدت الطريق أمام إكتشاف أجيالا جديدة من المبدعين فى شتى المجالات وفى عام واحد فقط وبإمكانات أقل ما يقال عنها أنها ضعيفة أستطاعت أن تجذب إنتباه كل من سمع بها وأستطاعت أن تسرق كل  قلوب متابعيها.. عشقها أعضاءها فبادلتهم عشقا بعشق وحبا بحب...

أشرف السبع