الاختيار صعب، والاختيار أمانة، رفضت أن تحملها السموات والأرض وحملها الإنسان، فقد قال سبحانه وتعالى (( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا))، وبناءاً على هذا الاختيار الأول وجدنا أنفسنا كبشر أمام مجموعة متلاحقة من الاختيارات والاختبارات التي لا حصر لها. ومن لطف الرحمن الرحيم بنا أنه سبحانه لا يحاسبنا على ما نختار في صغرنا وحتى نبلغ الحلم، حتى يتيح لنا الفرصة كاملة ولعدة سنوات نتعلم فيها كيف نختار ولماذا نختار ومتى نختار ((والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون))، كما وضع الله تبارك وتعالى لنا إطاراً محددا يجب إن تصب كل خياراتنا فيه حيث قال عز وجل ((وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون))، ولقد عنونت هذا المقال بسؤال، أين الصواب؟ أي متى نحكم على أن هذا الاختيار صحيح ويدخل ويؤدي إلى الإطار الذي حدده لنا ربنا جل وعلا؟. وهنا جاء دور كلام المصطفي محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام ليوضح لنا كيف نحدد ما هو صواب وما هو خاطئ، حين قال (الا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله الا وهى القلب) بمعنى أننا في الأساس يجب أن يكون لنا قلب سليم فإذا كان لنا قلب سليم، فقد أرشدنا رسول الله بان القلب السليم قادر على الوصول للحق فقال صلى الله عليه وسلم (استفت قلبك وان أفتوك)، ولقد أعطانا عليه الصلاة والسلام المفتاح الذي نعرف به ما إذا كنا على صواب أم خطأ حين قال: (الآثم ما حاك في الصدر وخشيت أن يطلع عليه الناس). نسأل الله سبحانه وتعالى أن يلهمنا جميعاً الصواب قولاً وعملاً وأن يحسن لنا الختام ويمتنا على الإسلام وأن يدخلنا الجنة بلا حساب ولا سابقة عذاب انه ولي ذلك والقادر عليه.
شبكة ساقية دار السلام الإليكترونية
تسجيل الدخول
ابحث
عدد زيارات الموقع
58,934