<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0in 5.4pt 0in 5.4pt; mso-para-margin-top:0in; mso-para-margin-right:0in; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0in; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]-->
كلمة الى القراء
قال له شاعر: هات لنا شئ عن الجمال.
أين تفتش عن الجمال وكيف تقدر ان تهتدى اليه مالم يكن هو نفسه طريقا لك ودليلا ؟
وكيف تستطيع ان تتحدث عن الجمال مالم ينسج لك ثوبا لائقا بخطابك؟
فالحزين المتألم يقول ((الجمال رقه ولطف وهو يمشى بيننا كالأم الفتية الحيية من جلالها ))
والغضوب يقول ((كلا بل الجمال قوة وبطش فهو كالعاصفة يهز الارض تحت اقدامنا والسماء فوقنا رؤسنا ))
والتعب الملول يقول " ان الجمال لطيف المناجاة يتكلم فى أرواحنا ويتموج صوتة فى سكون اذهاننا كما يرتعش النور الضئيل خوفا من الظل الظليل"
غير أن القلق المضرب يقول " قد سممعنا الجمال يصيح بأعل صوته بين الجمال ""
"يرافق صوته وقع الحوافر وخفقان الاجنحة وزمجرة الأسود "
وعند انتصاف الليل يقول حارس المدينة " سيبزغ الجمال مع الفجر من المشرق ""
وعند الظهيرة يقول العمال وعابرو السبيل "" قد رأينا الجمال يطل على الارض من نوافذ المغرب "
وفى الشتاء يقول جامعوا الثلوج """ سياتى الجمال مع الربيع وهو يقفز على التلال ""
وفى الصيف يقول الحصادون "" قد رأينا الجمال يرقص مع أوراق الخريف وشاهدنا كومة من الثلج على راسه """
كل هذا سمعتكم تقولونه فى الجمال ، غير أنكم فى الحقيقة لم تقولوا فيه كلمة وأنما تحدثتم بحاجاتكم غير المكملة والجمال ليس بالحاجة غير المكملة بل هو انشغاف وأفتتان "
أجل وليس الجمال فما متعطشا أو يدا ممدودة .
بل هو قلب متلهب ونفس مفتونة مسحورة .
وليس بالصورة التى ترغبون فى رؤيتها أو ألأنشودة التى ترجون سماعها بل هو صورة تبصرونها ولو أغمضتم عيونكم ، وأنشودة تسمعونها ولو أغلقتم أذانكم .
وليس بالعصارة الجاريه فى عروق الأشجار ولا بالجناح المتعلق بالمخالب بل هو بستان تزينه الأزهار إلى الأبد وجوقة من الملائكة ترفرف بأجنحتها الى منتهى الدهور .
نعم إن الجمال هو الحياة بعينها سافرة عن وجهها الطاهر النقى .
جبران خليل جبران
جمعه : علاء عبدالحق