عنوان غريب، فمن المسلم به في الديمقراطيات الراسخة والناشئة على حد سواء أن الصوت الأعلى واليد الطولي والقرار النهائي يكون للأغلبية، فالأغلبية تشكل البرلمان والأغلبية المشكلة للبرلمان تشكل الحكومة، وبأغلبية الأصوات تقر القوانين وتسن الأحكام وتصاغ خطط المستقبل ويحاكم الماضي، إنها الديمقراطية كما ابتكرها الإنسان على مر الزمان، وفي زمن ليس بالبعيد كانت هناك مجموعة تعيب على النظم السابقة أنها ذات صوت واحد وحزب واحد وقرار فوقي ونظام فرد وغير ذلك من المصطلحات التي حفظها المواطن العادي البسيط عن ظهر قلب مع تكرار سماعه لها طوال سنوات وسنوات. ومع بزوغ فجر الحرية وبواكير الأمل في غد ومستقبل أكثر إشراقا مفعم بالعدل مليء بالفرص المتكافئة، الشعب فيه هو السيد وكرامته لا يجب أن تمس، ظهرت نفس المجموعة ونفس الشخوص تدعونا أن نستمع لكلامهم هم فقط دون غيرهم ونحترم آرائهم هم فقط دون غيرهم ونرى المستقبل بعيونهم هم دون غيرهم، ويحاولون جاهدين أن يستخدموا نفس الوسائل التي استخدمتها النظم السابقة من تخوين وتهويل وتخويف وفزاعات سأمها الشعب ولم يعد مستساغا تكرارها والطنطنة بها، إنها دعوة لكل الأطراف باحترام كافة الآراء وما يتفق عليه أغلبية المواطنين هو سيف قاطع وقرار حاسم يسري على الكل، هذه أول خطوة على الطريق الصحيح إذا كنا نرغب في مصر المستقبل مصر القادرة القوية الفتية النافعة لنفسها ولامتها وللعالم اجمع