تحدثت عن تلك الليلة السواداء التى هاجم فيها بعض الصبية بتحريض من قوى خفية السفارة الاسرائيلية وبعثرة أوراقها وقذفها من الطابق الثانى والعشرون ليتلقفها المواطنون المتفرجون على مهزلة لا يقرها القانون ولاتقرها الأعراف والاتفاقات الدولية , ثم انطلقت تلك الحفنة من البلطجية الصغار خميرة الفساد والمفسدين والتى ترعرعت فى جو البلطجة لتقتحم وزارة الداخلية وتسقط شعار الوزارة على الأرض ويسرقونه وتشعلون الحرائق فيها وتتجه الى مديرية أمن الجيزة وتحاول اقتحامها واشعال النيران فى سيارات الشرطة .... كل تلك الحقائق لم تنقلها وسائل الاعلام المصرية بل انقطع بث التليفزيون المصرى بحجة عطل سيارة البث الهوائى وتمت تغطية تلك الأحداث حتى الساعات الأولى من صباح أمس السبت بواسطة البث الفضائى لقناة الجزيرة مباشر مصر !!!

يبدو أن بث قناة الجزيرة للأحداث لم يعجب القائمين على الاعلام المصرى فقاموا صباح اليوم بتوجيه قوة من الشرطة والمباحث لمداهمة مكتب قناة الجزيرة والقبض على مهندس البث سيف البنا ومصادرة الأجهزة واغلاق المكتب !!!

الأمر واضح للجميع فقد كان التليفزيون المصرى وهو ينقل الأحداث يعمل بمنطق حرية الاعلام التى اكتسبها بعد ثورة 25 يناير ووعد المسئولين بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة وحكومة الدكتور عصام شرف باطلاق حرية الاعلام وتطهيره من فلول النظام السابق , ولكن منذ اللحظة التى انقطع فيها بث التليفزيون المصرى لنقل الأحداث ثم التغطية المستمرة لقناتى الجزيرة والعربية ... يدعونا الى التساؤل ... هل عادت ريمة لعادتها القديمة ؟ هل عادت حكومة الثورة الى انتهاج سياسة تكميم الأفواه وحجب الأخبار عن الشعب ؟ هل هذا سيمنع الشعب من متابعة مايحدث فى الوطن من أحداث تنقلها لنا قنوات فضائية غير مصرية فى الوقت الذى يذيع لنا فيه التليفزيون المصرى فيلما سينمائيا ؟ اننى وغيرى يشككون فى مصداقية حكومة الثورة بل ويفقدون ثقة غالبية الشعب الذى تعاطف معهم , ان سياسية تكميم الأفواه ودفن الرؤوس عادت تطل علينا من جديد وعدم الثقة فيما يذيعه التليفزيون المصرى عاد بنا الى الوراء كثيرا كثيرا ... فقد سبق السيف العزل والعالم كله شاهد ماحدث , والعالم كله شهد بما صدر عن وزارة الداخلية من سياسة ضبط النفس , والعالم كله تابع انبطاع الدبابات أمام السفارة الاسرائيلة والمواطنون يتسطحون فوقها , والعالم كله شاهد تدخل القوات المسلحة بعد خراب مالطة فلم يعد هناك خفايا عن الشعب المصرى ... سوى الخروج علينا بفضيحة جديدة ليس لها مبرر وهى اغلاق قناة الجزيرة مباشر والتى نقلت الأحداث كاملا ... فلما تكميم الأفواه ودفن الرؤوس فى الرمال ؟

 

المصدر: حسين الفطرانى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 82 مشاهدة
نشرت فى 3 أكتوبر 2011 بواسطة akhbar

شبكة ساقية دار السلام الإليكترونية

akhbar
»

تسجيل الدخول

ابحث

عدد زيارات الموقع

58,934

الحلم الذى أصبح حقيقة

  ساقية دار السلام ... 

من فكرة بسيطة راودت رئيس نادى الأدب بدار السلام الشاعر حاتم السمان  إلى حقيقة على أرض الواقع  مهدت الطريق أمام إكتشاف أجيالا جديدة من المبدعين فى شتى المجالات وفى عام واحد فقط وبإمكانات أقل ما يقال عنها أنها ضعيفة أستطاعت أن تجذب إنتباه كل من سمع بها وأستطاعت أن تسرق كل  قلوب متابعيها.. عشقها أعضاءها فبادلتهم عشقا بعشق وحبا بحب...

أشرف السبع