أحمد علي يكتب :استخدام المضادات الحيوية في أعلاف الدواجن ومدي خطورتها علي صحة الانسان

 

بقلم: الدكتور أحمد علي صالح
مدرس تغذية الدواجن, جامعة كفرالشيخ – حاليا أستاذ زائر بجامعة كاجوشيما باليابان
سفير جامعة كاجوشيما اليابانية بمصر
سفير جامعة نترا للعلوم الزراعية بسلوفاكيا في الشرق الاوسط
تسود حاليا جميع دول العالم حالة من الرعب والفزع بسبب اللحوم والأعلاف الملوثة نتيجة استخدام المضادات الحيوية فى تغذية الحيوانات والدواجن والتي تؤكد التقارير الطبية أنها تعد واحدة من أسباب إصابة الإنسان بالسرطان والعديد من الامراض الخطيرة. وقد دعت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) دول العالم إلى سحب المضادات الحيوية واتخاذ خطوات جادة لمنع استخدامها فى المنتجات الغذائية وقد قامت دول الاتحاد الاوروبي منذ عام 2006 بتحريم وتجريم استخدام المضادات الحيوية في اعلاف الدواجن الا ان العديد من دول العالم وخاصة بالوطن العربي ومنها مصر لازالوا يستخدمونها.
تعريف المضادات الحيوية:
تعرف علي أنها كيماويات تنتج كليا او جزئيا بواسطة الجراثيم عادة من الفطر او البكتريا ولها قدرة خاصة عندما تكون بتركيزات منخفضة علي وقف نمو او قتل العديد من الجراثيم ويعتبر وجودها بالاغذية سموما كيماوية يجب الحذر منها وتصل المضادات الحيوية الي غذاء الانسان في الحالات الاتية: عند استخدامها للوقاية من بعض الامراض او للمساعدة في علاج بعض الامراض التي تصيب الدواجن او استخدامها كمنشط لنمو الدواجن.
دورالمضادات الحيوية في صناعة الدواجن:
يستلزم نظام التربية المكثفة لقطعان الدواجن الي ان يلجأ المربين لاستخدام الكثير من المضادات الحيوية وذلك بغرض السيطرة علي الامراض وبغرض تحسين معدلات النمو وقد وجد احصائيا ان معدل استخدام المضادات الحيوية في حقل الدواجن يفوق بكثير معدل استخدامها في اي نوع اخر من الحيوانات وذلك لعدة اسباب منها( الاضطرار الي العلاجي الجماعي للطيور وليس المصاب فقط, كثرة الامراض والرغبة في السيطرة السريعة عليها, صعوبة وجود معامل للتشخيص داخل كل مزرعة, التفكير الخاطئ للمربين بأن اضافة المضادات الحيوية سيحل جميع المشاكل الصحية ويقضي علي المرض).

التأثير المباشر للمضادات الحيوية علي المستهلك:
يلجأ المربين الي استخدام العديد من المضادات الحيوية في المرزعة وذلك كما سبق ذكره أعتقادا منهم بان المضاد الحيوي سيقضي علي المرض او قد يتم استخدامها بدون وجود مرض وذلك للوقاية من الاصابة او قد يتم استخدامها كمحفزات للنمو فكل الحالات فان استخدام المضادات الحيوية وعدم توقف استخدامها قبل الذبح بوقت كافي يؤدي الي ان تصل الي المستهلك عن طريق التغذية علي منتجات هذة الدواجن من لحم وبيض ويؤدي الي حدوث حالات تسمم للانسان.

بعض الاعراض التي تحدث للانسان نتيجة التغذية علي منتجات الدواجن والمنتجة من مزارع يتم استخدام المضادات الحيوية بها:
1- اصابة بعض الاشخاص بالحساسية .
2- يمكن ان تتحول المضادات الحيوية داخل جسم الحيوان الي مواد اكثر خطورة وسمية ويحدث ذلك عند استخدام العديد من المضادات الحيوية في وقت واحد مما يؤدي الي تفاعلها مع بعضها وانتاج مواد سامة تؤثر علي صحة الانسان عند التغذية علي اللحم او البيض.
3- نتيجة التشابة في المادة الفعالة بين المضادات الحيوية المستخدمة في الدواجن والانسان فينتج عن ذلك اكتساب الجراثيم التي تصيب الانسان مناعة ضد تلك المضادات الحيوية وبذلك تقل اوتنعدم فعاليتها لعلاج بعض الامراض والحالات الخطيرة التي قد يتعرض لها الانسان.
4- يمكن ان يسبب تواجدها في الغذاء ولفترات طويلة الي تكوين بعض الاورام والسرطانات بجسم الانسان وكذلك يمكن ان يؤدي الي تكوين بعض الطفرات وتشويه للاجنة.
5- تؤثر علي التوازن الجرثومي بفلورا الامعاء للانسان مما ينتج عنه الاصابة ببعض امراض الجهاز الهضمي.
6- يؤدي الي ظهور عترات جديدة من الجراثيم مما يربك من ظروف تشخيص الامراض من حيث الاعراض والعلاج.

الاجراءات التي يجب مراعاتها لتفادي وجود المضادات الحيوية بالاغذية:
1- ضرورة التاكد من خلو لحوم الدواجن من المضادات الحيوية وذلك بمراعاه مرور فترة مناسبة علي تناول المضادات الحيوية قبل الذبح وذلك لاعطاء الجسم الفرصة المناسبة للتخلص من اثار هذة المضادات الحيوية وبقايا السموم النتاتجة عنها.
2- التاكد من اعطاء الجرعات المناسب حسب الغرض من المضاد الحيوي كعلاج او للوقاية او محفز للنمو والتاكد من تاريخ صلاحيتها.
3- ضرورة الكشف في المجازر عن وجود المضادات الحيوية وذلك عن تطبيق نظام الكشف الروتيني للدواجن قبل الذبح واخذ عينات وفحصها بعناية.
4- يجب الحذر من استخدامات منتجات الدواجن الثانوية كالجلد والدهن والكبد والقونصة غير معلومة المصدر حيث ان هذة المنتجات وخاصة الكبد يعتبر مخزن لهذة السموم.
5- يجب معاملة الدواجن المعاملة الحرارية المناسبة عند الطهي للتخلص ولو نسبيا من بقايا المضادات الحيوية التي تتكسر بالحرارة.
6- يجب تجنب استخدام مرق الدجاج المصنعة من لحوم دواجن غير معلومة المصدر.
أمثلة لبعض المضادات الحيوية والتي اثبتت التقارير مدي خطوراتها:
جاءت الضجة العالمية حول اثنين من المضادات الحيوية المستخدمة بكثرة في تغذية الحيوانات والدواجن، هما الكلورامفينكول والنيترافيوران.
1- الكلورامفينكول : هو مضاد حيوى يستخدم فى علاج كثير من الأمراض التى تصيب الحيوان والإنسان على السواء مثل الجمرة الخبيثة والتيفويد. وقد أكدت تقارير الفاو ومنظمة الصحة العالمية أن مادة الكلورامفينكول سامة جينياً، وربما تؤدى إلى الإصابة بالسرطان، وقد اكتشفت المعامل الألمانية وجود بقايا للمضاد الحيوى بالحيوانات المختبرة والمعالجة به مما آثار مخاوف استخدامه فى الأعلاف والتي تؤثر سلبيا علي المستهلك الذي يتغذي علي هذة المنتجات. والكلورامفينكول قد يؤثر فى الكلى عند الإنسان والحيوان، ويؤدى إلى تليف فى الرئة والقلب، وهذا يقلل كفاءة الرئة ويضعف عضلة القلب، ويتسبب فى النهاية فى نقص إنتاج اللحوم فى الحيوانات التى تستخدم المضاد الحيوى فى علاجه.
2-النيترافيوران : هو مضاد حيوى آخر أثبتت تقاريره (FDA) منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية ومنظمة الفاو أنه يسبب السرطان، فقد اكتشفوا أن 50% من اللحوم والدواجن في ماليزيا ملوثة بالنيتروفيوران وأن مستوى التلوث زاد بنسبة مرعبة عن المستوى المسموح به عالمياً.
أستخدام الهرمونات كمحفزات للنمو:
ايضا بدأت في السنوات القليلة الماضية فكرة استخدام الهرمونات كمحفزات للنمو وقد وضعت المعايير الدقيقة لتلك الخطوة والتي قد يكون لها العديد من الآثار السيئة على صحة الإنسان يكمن خطر هرمونات النمو على صحة الإنسان حال تناول بقاياها بالأنسجة من لحوم وأعضاء حيث أن لبعضها المقدرة على إمكانية إحداث سرطانات وطفرات وكذا تشويه الأجنة، وفي نفس الاتجاه تصبح أغلب هرمونات النمو ذات خطورة جسيمة إذا ما أعطيت للدواجن وبطريقة عشوائية حيث أن كبد الدواجن ليست لديها القدرة والكفاءة التامة على التخلص منها وإخراجها من الجسم، ولذلك يبقى جزء غير يسير من هذه الهرمونات ليخزن في جلد ودهون وأعضاء الدواجن لينتقل بعد ذلك إلى الإنسان مسبباً له أضراراً صحية وعضوية ونفسية جسيمة

كيفية تجنب الآثار المدمرة لبقايا هرمونات النمو والمضادات الحيوية في الغذاء:
لابد من تشديد الرقابة الصحية والدورية علي مزارع الدواجن, عدم السامح بالاستخدام العشوائي لهرمونات النمو والمضادات الحيوية في مزارع الدواجن, تحريم وتجريم استخدام الهرمونات الاصطناعية في المزارع, عدم تناول دهن وجلد وكبد الدواجن الغير معلومة المصدر, يجب طهي اللحوم والمنتجات الثانوية كالكبد علي درجة حرارة مناسبة ولفترة كافية, وكذلك يفضل عدم طهي كبد الدجاج مع الدجاجة في اناء واحد حيث ان الكبد يعتبر مخزن لهذة السموم وعند طهي الكبد في نفس الاناء تنتقل جزء من هذة المواد ليلوث الذبيحة كلها.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1053 مشاهدة
نشرت فى 10 يناير 2014 بواسطة ahmedsaleh

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

4,541