" قصب وقلقاس .. يارب تمطر وتفرجها على الناس " ابراز مظاهر عيد الغطاس
كتب – أحمد صلاح خطاب
من العادات والتقاليد التي يتابعها المسيحيين في مصر الاحتفال بعيد الغطاس وهذا العيد سمى أيضا بعيد الأنوار أو عيد الشموع أو عيد تكريس المياه أو عيد التنوير اوعيد سيدى كبير لأنه من الأعياد السبعة الكبرى التى تحتفل به الكنيسة إلى جانب سبعة أعياد صغيرة , أو عيد العِماد وعند الكنائس السريانية والأرمينية يسمى عيد الدنح وهى كلمة سريانية تعنى" الظهور والإشراق" ويتوقع في هذا العيد سقوط بعض الأمطار وتسمى "نوة الغطاس" التى تتعلق بطبيعة الجو فى هذا التوقيت ويرمز المطر للخير الذى ينمو معه الزرع.
كما ذكر بعض المؤرخين المسلمين عن كيفية الاحتفال بعيد الغطاس خاصة في عهد الخلفاء الفاطميين، أن المسيحيين كانوا يزينون كنائسهم بالشمع وجميع أنواع الزينات وكان عيدا عاما وموسما جليلا في القاهرة ، في حين أن مخطوطات المقريزي أوضحت أن عيد الغطاس كان في الديار المصرية عيدا رسميا يشترك فيه حاكم البلاد في خلق جو من المحبة بين أفراد الشعب المصري .
ومن العادات المرتبطة بالطعام التي توارثتها الاسرة المسيحية في مصر بهذا العيد وهي تناول وجبات القلقاس والقصب والبرتقال واليوسفي ، حيث تمتلئ البيوت "بالقلقاس" طبقا للرموز الروحية داخل الاسرة المسيحية المصرية , والقلقاس يرمز للمعمودية فوضعه في الماء ثم تنقيته ليخرج بمادة فائدة للطعام وبداخله اللون الأبيض رمزا للنقاء اما القصب ينقسم إلى عقلات وكل عقلة هي فضيلة اكتسبها في كل مرحلة عمرية والبرتقال يمتاز بالسوائل الموجودة بداخله وعصيره له مذاق سكرى وهذا يرمز للفرحة والبهجة وأيضا كان يستخدم قشر البرتقال كفوانيس توضع بها الشموع في أثناء الاحتفال بالعيد على أحد المجاري المائية و فاكهة اليوسفي أيضاً.
كما تهتم ايضا الاسرة المسيحية في هذا اليوم، بإعداد "بركة العيد" أي الحلويات المتنوعة والخاصة بالمناسبة كالزلابية وأصابع العروس والقطايف والمشبك وكعكة الملوك ولهذه المأكولات دلالة ترمز إلى الغطاس، إذ تُغطس في الزيت أولًا، ثم تخرج بشكل جديد. كما تتبادل التهاني بالعيد والزيارات ومن هذه التهنئة "شوية مطر وقداس وعودين قصب وحلة قلقاس.. يبقى أحلى عيد غطاس"، "إلى الناس أهدى أرق إحساس عيد الغطاس ولبشة قصب وحلة قلقاس" وأيضا "كل سنة وأنتم طيبين اللى ماياكلش قلقاس يصبح من غير راس والى ما ياكلش قصب يصبح من غير عصب والى ماياكلش يوستفندى مايبقاش أفندي"، "حبايبنا يا أعز الناس.. يا دهب في ميزان حساس.. نهنئكم بعيد الغطاس.. برتقال قصب قلقاس بعد القداس" .