واحة سيوة تستعد للاحتفال بعيد  الليالي القمرية والسياحة

 

 

تبدأ غدا الاحد 25 أكتوبر احتفالات أهالي واحة سيوة بعيد الليالي القمرية من كل عام فى شهر أكتوبر او نوفمبر عند اكتمال القمر ، أوكما يسمى ايضا بـ "عيد السياحة" ويقصد بها السياحة فى حب الله أو "عيد السلام" ، الذي يتزامن مع بداية موسم حصاد البلح والزيتون بالواحة , لذلك يطلق عليه أيضا عيد الحصاد , أو عيد المصالحة , ويستمر الاحتفال حتى يوم الثلاثاء  27 أكتوبر .

كما يحرص أهالى سيوة على هذا الطقس السنوى الذى يعتبر بمثابة مؤتمر عام للسلام بين أهل الواحة حيث يجتمع الأهالي شيوخا وشيابا وأطفالا ونساء، علي مائدة واحدة، تاركين منازلهم وأعمالهم للصعود إلى جبل الدكرور او مدينة "شالى" أو سيوة القديمة، والإقامة فى البيوت القديمة أو داخل الخيام طوال الاحتفال,ومع فجر اليوم الأول يبدأ الطهاة فى طهى اللحوم التى تم ذبحها ، وتستمرعملية الطهي حتى صلاة الظهر ، وفى منتصف الجبل يتم تجهيز حولى ألف إناء يوضع بها الطعام ، وتسمى " القصعة "، و بعد تجهيزها يتعاون الشباب والشيوخ جميعا فى تجهيز الطعام ليجلس جميع أهالي الواحة بشكل دائري على مجموعات ، تتكون كل مجموعة من 5 أفراد ، ويحمل كل شيخ قبيلة مائدة من الطعام علي رأسه ليقدمها لكل الناس، لافرق بين غني وفقير، ولا يبدأون في تناول الطعام قبل إطلاق إشارة البدء من شخص يسمي القدوة يجلس في أعلى مكان على الجبل، وبعدها تبدأ الاحتفالات والأناشيد لأهم عيد في سيوة , بينما ينصب الباعة وأصحاب الألعاب خيامهم على طريق الدكرور الممتد من الجبل إلى أول الطريق المفضية إلى قلب الواحة , بحضور عدد من القيادات الشعبية والتنفيذية بمحافظة مطروح, وعدد كبير من السياح من جنسيات مختلفة ممن يتوافدون على سيوة خلال هذه الفترة  راغبين فى رؤية مظاهر الاحتفال بجانب الاستمتاع بطبيعة سيوة المميزة .

كما تستمر الاحتفالات  لمدة ثلاثة أيام فعندما يحل مساء اليوم الأول للاحتفالات يجلس شيوخ القبائل يروون قصص البطولات والتصدي للغزاة وأمجاد سيوة القديمة ، ويروون أشهر قصة تصالح وهو التصالح الكبير بين السيويين الشرقيين والغربيين , وفي "يوم المصالحات" تعقد المصالحات لإنهاء الخلافات بين القبائل، وبعد التصالح يتناول الجميع الغذاء، دليلا على انتهاء أي خصومات وقعت على مدار العام , وفي اليوم الثالث يرتدي شخص جلبابا أبيض ويطوف على المنازل ليأخذ من كل بيت شيئا يؤكل، ويتم عمل وليمة كبيرة يتجمع الأهالي لها مرة أخرى؛ تأكيدا للتصافي والتسامح، وتسمى هذه الوجبة "النفحة" .

وتنتهي الاحتفالات بمسيرة دينيه بالأعلام يتردد فيها اسم الله جل جلاله ورسوله الكريم عليه الصلاة والسلام مع الدعاء والابتهال وسط مزارع وطرقات واحة سيوة حتي يصلوا الي ميدان سيدي سليمان بجوار المسجد الكبير حيث تقام اخر مراسم الاحتفال .

ويذكر ان هذا الحدث منذ حوالى 150 عام تقريبا عندما كانت المعارك والحروب على أشدها بين قبائل سيوة الغربيين ذوى الأصول العربية والذين كانوا يسكنون السهل وقبائل سيوه الشرقيين ذوى الأصول الأمازيغية الذين كانوا يسكنون جبل الدكرور بسبب اختلاف الأصول بينهم رغم أن جميعهم يتحدثون باللغة الأمازيغية والعربية، وبسبب النزاع على الأراضى وغيرها وازدادت الخلافات مع نزول الشرقيين من جبل الدكرور والعيش فى السهل.

حتى نزل بالواحة أحد العارفين بالله  الشيخ محمد حسن المدنى الظافر كما تجمع الروايات وهو الشيخ محمد حسن المدنى الظافر مؤسس الطريقة المدنية الشاذلية فى سيوة، والذى تعود أصوله إلى مدينة اسطنبول فى تركيا وأقام فيها واستطاع المصالحة بين أهل سيوة الشرقيين والغربيين ووضع نظاما لتجديد المصالحة سنويا، حيث يجتمع رجال وشباب سيوة دون تمييز أو فوارق بهدف السياحة فى حب الله وذكره سبحانه وتعالى.

 

ahmedsalahkhtab

أحمد صلاح خطاب

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 76 مشاهدة
نشرت فى 24 أكتوبر 2015 بواسطة ahmedsalahkhtab

أحمد صلاح خطاب

ahmedsalahkhtab
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

636,882