تعريف منهج دراسة الحالة كمنهج للبحث الاجتماعي:
هي طريقة لدراسة وحدة معينة مثل مجتمع محلي أو أسرة أو قبيلة أو منشأة صناعية أو خدمية دراسة تفصيلية عميقة بغية استجلاء جميع جوانبها والخروج بتعميمات تنطبق على الحالات المماثلة لها، وقد أطلق عليه الفرنسيون مصطلح المنهج المونجرافي، ويقصد به وصف موضوع مفرد باستفاضة.
أهداف المنهج والظروف التي يستخدم فيها:
الاهتمام بالموقف الكلي ومعاملة الجزئيات من حيث علاقاتها البنائية والوظيفية بالكل الذي يتضمنها.
وعليه فإن هذا المنهج يستخدم في الحالات التالية:
أ – عند الرغبة في دراسة المواقف المختلفة للوحدة دراسة تفصيلية في مجالها الاجتماعي والإيكيولوجي والثقافي (أي كل محتويات الثقافة من عادات وتقاليد وقيم وأفكار إضافة للمكونات المادية للثقافة).
ب – حين يريد الباحث معرفة التطور التاريخي للوحدة.
ج – حين يريد أن يسبر غور الحياة الداخلية لفرد أو أفراد معينين بدراسة حاجاتهم الاجتماعية واهتماماتهم ودوافعهم.
د – قد يستخدم منهج دراسة الحالة كمنهج مكمل لمنهج آخر إذا احتاج الباحث استيضاح جانب معين من جوانب بحثه أو تفسير نتائج معينة بصورة مستفيضة، ويحدث عادة عند الحاجة لتفسير بعض نتائج البيانات الكمية، فعلى الرغم من أهمية التحليل الكمي الإحصائي في البحوث العلمية إلا أنها لا تكفي لشرح العوامل الديناميكية المؤثرة في الموقف، وهذا يقتضي استخدام منهج دراسة الحالة كمنهج مكمل لفهم الموقف بعمق وتفسير النتائج الإحصائية وتبريرها.
استخدام منهج دراسة الحالة في خدمة الفرد وفي البحوث الاجتماعية:
في البحث الاجتماعي: يستخدم منهج دراسة الحالة لجمع البيانات عن ظاهرة أو وحدة ما وتصنيفها وتحليلها والوصل إلى تعميمات (التعميم أكثر من التخصيص).
في خدمة الفرد: جمع بيانات لفهم شخصية الفرد الذي يعاني من مشكلة اجتماعية أو نفسية ما (نوع الحياة التي يعيشها) بغية معرفة الظروف التي ظهرت فيها المشكلة قيد البحث باعتبار أن ظروف كل حالة قد تكون متميزة عن غيرها إلى حد كبير (الاتجاه للتخصيص أكثر من التعميم).
في البحث الاجتماعي: يقدم الباحث التقرير الذي يحتوي على النتائج دون أن يضع في حسبانه العلاج المباشر للمشكلة.
في خدمة الفرد: يستهدف الباحث التشخيص فالعلاج.
دراسة الأفراد في الخدمة الاجتماعية بتطبيق منهج دراسة الحالة:
أبرز أساليب جمع البيانات من الأفراد تتمثل في الأساليب التالية:
1 – المقابلة المتعمقة:
أ – المقابلة المتعمقة مع المبحوث: يبدا الباحث بإلقاء بعض الأسئلة العامة على المبحوث ومن خلال إجاباته يولد الباحث أسئلة تفصيلية متعمقة وهكذا، كلما تحصل على معلومات إضافية تدرج إلى جوانب أكثر عمقاً.
ب – المقابلة المتعمقة مع أشخاص آخرين: يمكن للباحث إجراء مقابلات متعمقة مع أشخاص آخرين لهم علاقة بالمبحوث.
2 – الملاحظة: يمكن استخدام الملاحظة في دراسة الحالة على النحو التالي:
أ – إجراء الملاحظة على امتداد فترة زمنية ممتدة حتى يتسنى للباحث المعرفة الحقيقية اليقينية عن مدى تأثير الأحداث الهامة أو الظروف المعنية على شخصية المبحوث.
ب – إجراء الملاحظة للاستيثاق من صحة ما قاله المبحوث في المقابلة المتعمقة.
ج – في بعض الحالات يتعذر إجراء مقابلات متعمقة مع المبحوث لأية أسباب وهنا لا مناص من استخدام الملاحظة لجمع بيانات عنه.
3 – الوثائق: وتشمل الوثائق الشخصية والسير الذاتية واليوميات والخطابات، وسجلات المدرسة والعمل والسجلات الطبية.
ما ينبغي مراعاته عند جمع البيانات:
أ – ينبغي على الباحث أن لا يعتمد كثيراً على ما يعتبره المبحوث مهماً ومؤثراً في حياته.
ب – في حالة عدم توفر إطار نظري ملائم يمكنه أن يعتمد على خبراته السابقة أو الاستعانة بزملائه والاستفادة من خبراتهم.
ج – استخدام الإطار النظري في تفسير البيانات.
د – ضمان سرية البيانات.
دراسة المجتمعات المحلية باستخدام منهج دراسة الحالة:
هي الطريقة المنظمة لجمع بيانات تفصيلية عن المجتمع المحلي تساعد على تكوين صورة واضحة عنه.
ما ينبغي مراعاته عند دراسة المجتمع المحلي:
أ – تحديد المشكلة تحديداً دقيقاً.
ب – ينبغي ان يحدد تساؤلاته أو فروضه تحديداً واضحاً.
ج – تحديد المجال المكاني.
د – تحديد المجال البشري، وهنا ينبغي عليه أن يحدد الآتي:
1 – تحديد وحدة العينة: فقد تكون الوحدة فرداً أو أسرة أو جماعات معينة أو أنظمة أو مدرسة أو مصنع.
2 – تحديد الإطار التي تؤخذ منه العينة: فقد يكون الإطار عبارة عن قوائم تضم الأفراد أو الأسر أو المؤسسات.
3 – تحديد حجم العينة.
4 – تحديد طريقة اختبار العينة.
هـ - تحديد الطريقة التي تجمع بها البيانات
و – تصنيف البيانات: خطوات تصنيف البيانات:
1 – ضم الحقائق الجزئية المتشابهة في مجموعات تسمى الحقائق الاجتماعية.
2 – الكشف عن العلاقات القائمة بين مجموعات الحقائق الاجتماعية وبالتالي تحديد نوعية نموذج الحالة.
مزايا وعيوب منهج دراسة الحالة:
أولاً: المزايا:
1 – أنه يمكن للباحث دراسة الحالة أو الوحدة الاجتماعية دراسة شمولية كلية مستفيضة وعدم الاكتفاء بالوصف الخارجي أو الظاهري للموقف.
2 – هذا المنهج مفيد ومهم جداً لدراسة الحالات المتفردة التي تعاني من مشاكل اجتماعية أو نفسية مستعصية أو كليهما.
3 – يساعد على تفسير التحليلات الإحصائية وإعطاء حيوية النتائج الكمية الجامدة.
4 – يفيد في استنباط الفروض في الدراسات الاستطلاعية، كما يفيد في تفسير النتائج في الأبحاث الوصفية التي تختبر فروضاً مبدئية، والتشخيصية التي تختبر فروضاً سببية.
عيوب منهج دراسة الحالة:
1 – تحيز البيانات وعدم صدقها وثباتها.
2 – عدم صلاحية بيانات دراسة الحالة للتعميم، ويرى الباحثون أسباب منها:
أ – احتمالات التحيز سواء من المبحوث أو من جامع البيانات.
ب – اعتبار الحالات التي تركز عليها دراسة الحالة في خدمة الفرد حالات شاذة أو مرضية.
ج – محدودية العينة.
3 – عدم التناسب بين العائد والمجهود المبذول خلال دراسة الحالة.
4 – صعوبة التعبير الكمي عن المعلومات المستقاة من دراسة الحالة.
5 – كثرة البيانات وصعوبة تصنيفها وتحليلها.
إعداد : حمدى عبد الحميد أحمد مصطفى