رحم الله الأستاذ الجليل الدكتور أسعد نديم رجل العلم والعمل المصري ... ومثال النبل ومكارم الأخلاق ... رأيت في سرادق العزاء للأستاذ الرفيع عائلته الفاضلة ، ورفقاء رحلته من زملاء وتلاميذ في قطاعات الثقافة والتراث والفولكلور والمأثورات الشعبية ... أسعد نديم هو أستاذ جامعي – من شرفاء مصر - وصاحب مدرسة علمية تطبيقية وعملية فقد أسس معهد المشربية لتنمية فن بلادنا وصاحب أنتاج أكبر مشربية في العالم علي الإطلاق يزداد ارتفاعها عن عشرة ادوار تمثل لوحة فنية تراثية ليس لها مثيل في بهو مقر صندوق الإنماء العربي بالكويت تزينه وتثريه برمز تراثي عربي عكس الفن والأصالة والمعاصرة صنع بأيدي مصرية فنية تحت قيادته ... وهو صاحب ورائد مدرسة للترميم بدأت بإعادة تأهيل وترميم بيت السحيمى بالجمالية وأثبت بذلك إمكانية إنقاذ التراث المصري بعقول وايدي مصرية وتحول حطام بيت مهمل إلي مزارا ثقافيا عالميا ... وعشت – كأحد المتابعين والمهتمين - مراحل تطور المشروع منذ أن كان فكرة إلي أن تحول إلي بيت تراثي رائع ... وأمتد الترميم والتطوير إلي أن يصبح بيت وحارة وزقاق وحي بالكامل بطرقه وروحه وأهله بل تحول إلي مركز ومنطقة للإبداع وكان ذلك أساسا لفكرة مشروع القاهرة التاريخية وأسس أرشيف الفولكلور ومركزا للإبداع الشعبي ببيت الخرازاتي ... ودخلت الأصالة والتراث لجزء شبه منسيا من تاريخ الوطن – مرة أخري - إلي بوابة المعاصرة باحترام وإجلال لكل جزء بها وبإطلاله علي حاضر تعيش معه وعلي مستقبل تحلم به ... زرته مرات عديدة وزرت ما يمكن أن نسميه المدينة الفاضلة لأسعد نديم الفاضلة بمكتبه وزملائه وحياته متبنيا الحرفيين والاسطوات والمهنيين والشباب ... وعشت معه لقطات كل مرة أراه يزداد ارتفاعا وإبهارا ... بداية الرحلة كان بتعارف ساهم فيه السيد/عبد اللطيف الحمد رئيس صندوق الإنماء العربي وأحد فرسان الحفاظ علي التراث العربي والمؤمنين برواده ... وساهم في بدايته أيضا رحمها الله الدكتورة ميرفت بدوي فارسة التنمية العربية المصرية الأصل وكلاهما وضعا معا د/أسعد وثيقة بيت السحيمي مع وزارة الثقافة ... وكان د/أسعد القائد الأمين والمنفذ المتميز علي مشروعات الترميم الواحد تلو الآخر بدقة متناهية وبأمانة متميزة وبإخلاص فريد ... أسس د/أسعد نديم الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية مع رواد وقادة ودعاني مع الدكتور/احمد علي مرسي رئيسها للتعرف علي أنشطتها ورأيت علما ومعرفة وعلماء قادة للعمل الثقافي والعطاء يبنون – بأقل الإمكانيات وبعيدا عن الأضواء – أكبر مكتبة مصورة توثيقية للتراث المصري تجوب كل محافظات وقري مصر وتلتقي وتصور وتوثق الفولكلور المصري والتراث المصري في أربعة مجالات الأدب الشعبي مثل : القص ، كالحواديت ، والأغاني السير والأمثال الأحاجي والأساطير والخرافات ... والثقافة المادية وتشمل : كالفنون والحرف والعمارة وطرق الطهي والأزياء وأساليب التزين ... والعادات والمعتقدات : كالأعياد والاحتفالات والالعاب والترويح ، وأساليب التداوي والنظرة إلي الكون والكائنات وتفسير نشأة الكون ومصيره ، والمعتقدات الدينية الشعبية ... وفنون الأداء : كالموسيقي والرقص والدراما وفنون الفرجة في كل قرية مصرية ... تم وضع ذلك علي الحاسبات الآلية ونظم المعلومات بعشرات من العقول الوطنية ... تذكرت الرحلة لقامة وطنية ذهبت في خضم أحداث وأزمات كبري يمر بها الوطن بعد ثورة شبابية رائعة ... وفي خضم هذه الأحداث يجب أن نذكر بكل تقدير رموز عاشت لمصر حبا ورفعة وعطاء ... وعند عزائي لرفيقة عمره الدكتورة الفاضلة/ نوال المسيرى قالت لي "مات مقهورا علي أبنه الشاب" ... والبقاء لله والعزاء لمصر
المصدر: الأخبار : 04/05/2011
http://www.elsherif.info/view_articles360.html
نشرت فى 24 يوليو 2011
بواسطة ahmedsalahkhtab
أحمد صلاح خطاب
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
636,844