جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
موكب الرؤية
كان موكب الرؤية حتى سبيعينيات القرن العشرين وكان الموكب ينطلق بعد صلاة العصر يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان من موضع التجمع الذى قد يكون موضعا ذا دلالة تاريخية ويدور الموكب فى المدينة دورة طويلة يجتاز فيها الشوارع الرئيسية ونواحيها ويمر بأسواقها الى ان يصل الى الساحة المقابلة لمبنى المحافظة أو مبنى رئاسة الادارة المحلية فى المدينة وعادة ما يكون ختام الدورة عند المغرب حيث يتم التأكد من نتيجة استطلاع هلال رمضان وما اذاكان اليوم التالى يوما مكملا لشهر شعبان أم سيكون غرة شهر رمضان يتبادل الناس التهنئة والمباركة بحلول الشهر الكريم وربما يقوم المسئولون بتوزيع الهدايا أو ماأشبه ومن ثم ينصرف الجمع للاعداد لدخول شهر رمضان
ويتكون الموكب من ثلاث فقرات
الفقرة الأولى : تحتوى على المشاركة الرسمية فى طابور عرض عسكرى يرتدى الزى الرسمى ويسير فى مشية استعراضية ثم كوكبة من الخيالة تمشى خببا ثم فرقة من الموسيقات النظامية تعزف المارشات.
الفقرة الثانية :تحتوى على مشاركة الطوائف والطرق الصوفية ممثلة فى الجماعات والسجادة المعتمدة لكل طريقة بأعلامها وبيارقها المتمايزة وبألوان أقمشتها المخصوصة وايقاعات دقاتها والاتها المعهودة مع الذكر والتفقير فى أثناء المسير.
الفقرة الثالثة : فتحتوى مايمكن نسمية المشاركة المدنية حيث تعتمد على مشاركة الأهالى أنفسهم وخاصة من أرباب المهن والحرفين التقليديين اذا تتوالى عربات الكارو التى تجرها الخيول ثم أصبحت سيارات النقل (اللورى) ونصف النقل بديلا لعربات الكارو وعلى سطح تلك المركبات الأشبة بخشبة المسرح كان أبناء كل حرفة يمثلون كيفية مزاولتهم لحرفتهم لكنهم كانوا يستخدمون معدات وأدوات ومكبرة وقديعمد بعضهم الى صور من التمثيل الكاريكاتيرى وابتكار المشاهد الساخرة وعمموما كانوا يفتنون بأساليب مختلفة فى اداء هذا الستعراض وربما لحق بمجموعة الحرفيين هؤلاءعدد من المقلدين والمتنكرين ومثيرى المرح والدعابة فمنهم من يصبغ وجهه بالدقيق أواللون الأبيض أويرتدى ما تواضع علية بأنها ملابس الشعوب الأخرى الغربية كالهنود الحمر وما الى ذلك
ولقد شاع نسبة مظاهر الاحتفاء بالمناسبات الدينية الى عهد الفاطمين غير ان نسبة موكب الرؤية الى العهد الفاطمى لاتجوز بأى حال من الأحوال لسبب بسيط وهوأن الفاطميين كانوا يعتمدون فى تحديد بدايات الشهور ومنها شهر رمضان على الحسابات الفلكية وبالتالى لم يتخذوااستطلاع رؤية الهلال وسيلة لتحديد بداية شهررمضان ومن ثم لم يكن واردا فى عهد الفاطميين تنظيم موكب للاعلان عن رؤية هلال رمضان وانما تبدأ الاشارات تصلنا عن الاحتفال برؤية هلال رمضان وتنظيم مواكب لهذة الرؤية منذ العصرالمملوكى كمايقول دكتورعبدالحميد حواس عن ابن اياس .
وقدمرالاحتفال بموكب رؤية هلال رمضان بأطوار وتنويعات وصور محتلفة تغيرت فيها معالمه كما تبدلت فيها وظائفه بالنسبة للمجتمعات الشعبية التي مارسته لكي توفق أوضاعها مع احتياجات المجتمعات الشعبية ومستحدثاتها.
المصدر: المصدر: عبد الحميد حواس :رسالة فى بركة رمضان الجمعية ,الهيئة العامة لقصورالثقافة "اصدارت خاصة", القاهرة,الأمل للطباعة والنشر ,2008,ص 96.