عرفها ابن القيم بأنها جسم خفيف حي متحرك علوي نوراني يسري في جسد الإنسان كما يسري الدهن في العود وكما تسري النار في الفحم فما دام هذا الجسد قابلا لهذه الإفاضات ولهذه الإمدادات من هذا الروح فإن الروح تبقى عامرة لهذا الجسدفإذا خرب ذلك الجسد ولم يبق محلا لهذه الروح ولا قابلا للإفاضات منها ولا للحركات أذن الله تعالى لخروج هذه الروح من هذا الجسد فبقي هامدا.
عرفها الامام الغزالى فقال هى جسم لطيف منبعه تجويف القلب الجسماني فينشر بواسطة العروق الضوارب إلى سائر أجزاء البدن وجريانه في البدن وفيضان أنوار الحياة والحس والبصر والسمع والشم منها على أعضائهايضاهي فيضان النورمن السراج الذي يدار في زوايا البيت فإنه لا ينتهي إلى جزء من البيت إلاَّ ويستنير به والحياة مثالها النور الحاصل في الحيطان والروح مثالها السراج وسريان الروح وحركته في الباطن مثال حركة السراج في جوانب البيت بتحريك محركه والأطباء إذا أطلقوا لفظ الروح أرادوا به هذا المعنى ثم قال أيضا : هو اللطيفة العالمة المدركة من الإنسان .
وعرفها الإمام فخر الدين الرازي فقال : إذا دخلت الروح الجسد سمي نفساًوبها تحسُ النفسُ وتشعرُ وتبصرُوتسمعُ وتشمُ وتذوقُ .
وعرفها ابن سينا فقال:إن الروح تمنح الجسد المادي بواسطة النفس كل ما يتخيل ويفكر ويذكر .
وهنا نجد اتفاقا بين ابن القيم والغزالى وابن سينا والرازى على ان الروح هى اساس حياة الجسم البشرى وهى التى تميز الانسان بالادراك والحركة وغيرة وليس معنى هذا ان الروح هى قائد الانسان الى عمل الخير والشر بلى فهناك فارق كبير بين الروح والنفس وسيتم شرح ذلك فى موضوع اخر يفرق بين الروح والنفس بأنواعها فالروح هي أمر الله يحول كل شيء جامد إلى حي فيه الحس والشعوروالحركة وهى من الغيبيات التى لم يطلع الله عليها احدا من خلقة يقول تعالى ( وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً )
وقال ابن القيم ان الروح تنفصل عن الجسد بطرق عدة هى
1 - الانفصال عند النوم وهذا ما يحدث لكل انسان عند نومة
2 - النفصال عند الموت وهذا يحدث للانسان مرة واحدة فهى انفصال كاملا للروح عن الجسد
وقال ابن القيم ان الروح تمر بأربعة مراحل عند قبضها وهى
1 - الاحتضار
2 - سكرة الموت
3 - الصعود الى السماء
4 - البرزخ (القبر)