معالم مضيئة من التراث الشعبي
المؤلف : كاظم سعد الدين
بغداد 2008
جهة الإصدار : دار الشؤون الثقافية
الحكاية الشعبية العراقية
تسميتها :
الحكاية من المحاكاة والقصة من قص الأثر ، والسالفة والسالوفة وجمعها سوالف وسواليف من يسولف ، أي يروي الحديث عن الأمور والاحداث السالفة.
أصولها :
يمكن أن تعد الحكاية الشعبية العراقية من أعرق الحكايات في العالم ، ولعلها هي المنبع الأول لأغلب الحكايات ، ويصعب على الباحث أن يبت برأي قاطع إن كان كثير من الحكايات غير متأثر بتراث بلاد الرافدين .
تقاليد رواية الحكاية ومجالسها :
لرواية الحكاية الشعبية تقاليد خاصة ، فحكاية النساء غير حكاية الرجال ، وحكاية البادية غيرها في الحاضرة . وتختلف هذه الحكايات في موضوعاتها ومجالسها وطريقة روايتها وأسلوبها .
أما وقتها ، فعلى العموم يكون ليلاً ، ويتشاءمون من رواية الحكايات نهاراً ، لأنه " يؤثر الفقر " أي يسبب الفقر ، واللي يسولف بالنهار يصير حمار " وغير ذلك من المعتقدات . وينقل مجلس الحكاية من بيت الى بيت آخر ، ولا سيما عند النساء ، فيقولون : " التعلولة " في اليوم الفلاني في بيت فلان . وتعني التعلولة قضاء الأمسية متعللين برواية الحكايات والأحاديث .
مجلس النساء:
في الشتاء تجلس النساء وأطفالهن حول ( منقلة ) وهي الكانون ، أو الموقد المصنوع من الطين في إحدى الحجرات او حول سماور . ويقدم الشاي وبعض المأكولات كالزبيب والحمص والجوز واللوز مع التمر او أي فاكهة متيسرة كالتين اليابس أو البرتقال والنومي ( الليمون الحلو ) .
أما في الصيف ، فينعقد المجلس في الحوش ، أي في فناء الدار حيث تسكن مجموعة من عوائل الأعمام والأخوال ، ويعقد أحياناً على سطوح البيوت إذا كان البيت يتكون من أكثر من طابق واحد ، ولاسيما في الليالي المقمرة .
مجالس الرجال :
يجتمع الرجال شتاء في المضيف أو الديوان او الديوان أو في بيت أحد الموسرين في حجرة واسعة ، طويلة تسمى الديوانية ، أما في الصيف فيخرجون من الحجرات الى ( الطرمة ) أو الحوش ) في البراني . وفي الريف  تفرش البسط بجانب المضيف أو في إحدى الحارات التي تنظف وترش عصراً . ويجلس الرجال متقابلين ، وفي الوسط دلال القهوة . وكانت في المدن مقاه خاصة لرواية القصص التراثية ، أمثال قصة عنترة والسيرة الهلالية وألف ليلة وليلة . ويسمى الرواية " القصه خون"
بنية الحكاية الشعبية :
تبنى الحكاية الشعبية بناءً فنياً عالياً ، فهي تتكون من استهلال وصلب وذروة وخاتمة .
وقبل البدء بسرد الحكاية كانت الرواية تبدأ بالتمهيد لأجل شد انتباه الحضور الى حكايتها، ويسمى هذا التمهيد الفرشة أو البساط . ويسمى عند الأكراد سربند وعند الايرانيين كريز وعند الأتراك اسلانغيج وهو يشبه المقدمة في القصيدة ، والبرولوك في المسرحية .
ومما يؤسف له أنه لم يسجل سوى نص واحد للفرشة في العراق ، سجله الأستاذ ناجي علي محفوظ في مجلة التراث الشعبي سنة 1965.
ونص آخر شبيه به من البصرة سجله مجهول بعنوان ( العطار ) وفي التراث الشعبي ،سنة 1972 ، العدد 10 .
نص البسطة ( أو الفراشة )
أكو عجوز من عجايز هالزمان ، ايزارها تلت ألوان : رز أصفر ومحلبي وبيتنجان ، لاكاها صبي من صبيان هالزمان ، كلتله : شبيك يا مسكين يامحدود بالسجين ؟ عندك مرة تصلح للامارة والسلاطين ؟
كلت له : انت تريد بنية من بنات هالزمان ، ثكل جيبك بألف ومية ، والبس عمامة لاوندية . واركب فرس زرزورية ، والحكني بعكد الفلانية ...( وراح لهنتك ) .
دربونة ولفة ، باب أم الحلكة ، رنة وطكة ، طلع حسان ( الخادم ) فك باب البستان ، طلعت الوصيفة وطلعن سبع صبايا من هالزمان ، حواجبهن هلال رمضان ، عيونهن عيون غزلان ، خشومهن عود البان ، سنونهن ليلو وشفافهن مرجان ، وصدورهن فسحة ميدان ...
عبارات الاستهلال :
هناك عبارات كثيرة تستهل بها الحكاية تتشابه في أغلب مناطق العراق ،ففي الموصل تستهل الحكاية بـ "كان ما كان وعلى الله التكلان ،كل من علينو ذنب يقول التوبة – واستغفر الله .في بغداد تستهل بـ "أكو ماكو ياعاشقين النبي صلوا عليه – اللهم صلى على محمد وآل محمد . وفي الأنبار يقولون : أحجيلكم حجاية يامن تصلون على النبي ... جان اكو فرد ذاك الرجال ...وهناك عبارات استهلاك عامة ، منها:
كان ما كان الله ينصر السلطان  ؛ هناك ما هناك ؛ ذاك ما ذاك ؛ واكو ماكو ، وذاك ما ذاك .
عبارات الدخول الى متن أو صلب الحكاية :
بعد عبارات الاستهلاك ( المذكورة آنفاً ) تستعين الرواية بعبارات خاصة بالحكاية التي تروم روايتها وهذا المدخل يعين المسار الذي ستتخذه الحكاية ، فإذا كانت الحكاية عن ملك تقول : اكو ملك بهذاك الزمان عنده سبعة اولاد ، واكو شيخ اسمه فلان ، واذا أرادت  الكلام على ولد يتيم قالت : هذا محمد ولد يتيم ، بس هو وأمه ، او اكو واحد عنده ولد وبنت .. أو فرد هذولاك الأخوة ، أو فرد هذنيج وغير ذلك كثير .
صلب الحكاية :
تختلف المضامين التي ترد في صلب الحكاية باختلاف نوع الحكاية التي سنذكرها لاحقاً ، وتستعمل عبارات لطيفة وتشبيهات لا ترد إلا ّ في الحكايات . فإذا كانت المسافة طويلة فيقال : كاع تشيلة وكاع تحطه ، والشخص الذي لا يعجبه الاستقرار في مكان معين ، أو إنه لم يتوصل الى نتيجة في تتبعاته ـ يقول لنفسه : هذا مو بيت الفرس ، وإذا صادف شخصاً في الطريق ، والرفيق قبل الطريق ، قيل حطوا كَلب على كَلب كناية عن حسن النية والإتفاق ، ومن يشعر بالغربة والحنين الى أهله يقول لنفسه : يا غريب اذكر هلك وإذا صادف شخصاً معتدياً فإنه ينصحه يقول : يامعود عدل بدل ، فيجيبة المعتدي المغرور : ولا عنها ، عندئذ ينال جزاءه .
وإذا أراد البطل بيان الحقيقة أمام من يخشى بطشه قال له انطيني الراي والأمان . ( أي حرية إبداء الرأي والأمان بعدم العقوبة ) ، فيقول له لك الرأي والامان . وإذا التقى خصمان وضرب أحدهما خصمه ضربة قاضية ، قال المضروب : ثن ! فيقول له خصمه : أمي ما علمتني اثني . لآنهم يعتقدون أن الضربة الثانية تعيد القوة والحياة للمضروب .
وفي بعض الحكايات تكرر بعض الألفاظ ، مثل : مشوا ، مشوا، كناية من طول المسافة ولا يقال مشوا مسافة طويلة .وفي الحكاية التراكمية تعاد الأحداث والحوارات السابقة بحذافيرها بلا ملل وذلك لغايات تعليمية .
الانتقال او العودة الى حدث سابق :
وإذا أراد الراوية العودة الى إحدى الشخصيات قال : السالفة تروح على البنت أو الولد ، أويقول الحجي يروح مثل ماتكول السالفة على ...أو يقول هذا يومن مشى تايروح على فلان ... أو يقول نرجع لسالفتنا ... وإذا استطرد في الحديث جانبي يتظاهر أنه نسي الى أين وصل حين استطرد في حديثه فيسأل المستمعين : وين وصلنا ... فيعينه الحاضرون في الرجوع الى نقطة الرئيسة لإكمال الحدث.
تداخل الحكايات :
وقد تصل الحكاية الى نقطة تستوجب التفرع والاستشهاد بأمور أخرى تساعد بطل الحكاية في التصرف المناسب ، فيقول له صاحبه : لا تسوي ( لا تفعل ) كذا وكذا ، ترى يصير بك مثل ما صار بفلان .
فيسأله : وش صار به ؟ فيسرد عليه صاحبه الحكاية .
أو يقول : ألم تسمع خبر الذي فعل كذا وكذا ؟ فيسأله : وما الذي فعل ؟ فيسرد عليه الحكاية.
مشكلات وعقبات أمام بطل الحكاية:
المشكلات التي تواجه بطل الحكاية تكون في الغالب مشكلات عائلية ومعاشية كالمشكلات التي تحصل بين الأخوة بسبب العمل أو الأرث أو اليتم أو الغيرة بين الأخوان أو الخطيبة والبنات الأخريات من بنات العائلة مثلاً ، أو مشكلات تأتيه من زوجة أبيه وأولادها .
أما العقبات فتأتي بعد ظهور المشكلات المذكورة آنفاً او خروج البطل من بيته وابتعاده عن موطن المشكلة وأصحابه فتواجهه مشكلات نذكر منها : الطرق المتفرعة مثل درب السلامة ودرب الندمة ودرب الصد ما رد ، والحيوانات المفترسة ، والمخلوقات الخارقة كالغول والصير والسعير والدامي والديو والحنفيش والطنطل ، والتابعة المسحورة، والصحارى المأهولة بالمخلوقات المهولة والآبار المسحورة ، والكهوف والسراديب والشروط التعجيزية .
الوسائل المعينة للبطل في التغلب على العقبات : 
ثمة سمات يجب أن يتحلى بها البطل حتى يحرز رضا المعينات او انصياعها له ، هي طيبته وشجاعته وصبره ومثابرته وحسن تصرفه والمصادفات المؤاتية .
الوسائل المعنية:
المعينات المعنوية :
كالنطق ببعض العبارات كالبسملة والصلاة على النبي ، أو قراءة بعض الآيات القرآنية أو الآدعية أو ترديد أسماء الله الحسنى .
المعينات المادية :
كالبوق السحري ، والمرآة السحرية ، والبساط الطائروالحصان النحاسي الطائر وطاقية الإخفاء والسرير الطائر والقمقم والدرة والمصباح السحري والشمعدان والخات ، والمزمار المتكلم ، والشعرات والعصا ، والماء المسحور ، وثياب الريش وغيرها .
المعينات الحيوانية :
كالقط والحمام والبقرة والصقر والقطاة والديك والسمكة والكلب والافاعي الحارسة وطير السعد .
 المعنيات من مخلوقات خارقة : كالاقزام والعمالقة ، وشيخ الماء والسعلاة .
معينات أخرى :
قد يستعين البطل بأدوات مصنوعة من حديد : كالسكين او الدبوس او الأبرة ، وحمل الملح ، او عظم هدهد او سن ذئب او عينه ، والقبقاب الذهبي او السوار او الخاتم او المنديل يكون علامة لمعرفة البطل الحقيقي ، الجرح في المعركة ، نقطة الدم المتكلمة ، العظام المغنية ، التنكر بلبس كرشة على الرأس او الاشتغال بأعمال بسيطة ، كرعي الأغنام او دق القهوة في المضيف .
الجزئيات المتكررة في الحكاية :
هنالك جزئيات خاصة يتكرر ورودها في الحكاية الشعبية ، ومنها الشروط التعجيزية ، الطيور والحيوانات التي تتكلم قنينة الأرواح ، كالقمقم الذي يحبس فيه بعض الجن ، الشيخ الذي يرشد الى الطريق بين الطرق المتفرعة ، الابن الآصغر والبنت الصغرى ، وضع الوليد في سلة ورميها في النهر ، والحمل من شم أكل شيء ، التنكر بلبس كرشة او ثياب طيور او جلود أخرى ، الباب المغلق ، زواج الإنس والجن ، حبس الزوجة بوسائل مختلفة ، أشجار تحمل أحجاراً كريمة ، تحول روح الانسان الى حمامة او فراشة او غير ذلك ، حرق شعرات ، استعمال شعر الإنسان او جزء من جسمه او دمه او أدواته لإحداث الخير أو الشر بصاحبه ، المعينات الذكورة في البند السابق البحث عن الخلود .
بطل الحكاية :
البطل في الحكاية أهم شخصية فيها ، وشخصية ثابتة تحمل صفة واحدة من أول الحكاية الى نهايتها ، فإذا كان شجاعاً رافقته الشجاعة حتى النهاية برغم التجارب التي يمر بها . قد تكون هناك شخصية أخرى تقابله وتحمل صفة مغايرة .
فإذا كان البطل خيراً كان الآخر شريراً وتتقابل هذه الصفات لدى البطلين والجبن والوفاء والغدر والأمانة والخيانة ، والذكاء والبلادة ، والكرم والبخل والقسوة والرأفة . والحكاية الشعبية تحبذ الصفات الحميدة كالعلقة واحترام الآخرين ومساعدة الفقيرواليتيم والأرملة ،  والصدق وحب العمل والتواضع وتنفر من الصفات السيئة ، كالإدعاء والغرور والعجرفة والكسل والطفيلية والغش والطمع والتكبر والقسوة والظلم .وقد يكون البطل ملكاً او أميراً او سلطاناً او شيخاً ، وقد يكون من الناس البسطاء ، كالراعي والصياد والشواك والبناء ، والتاجر والعامل والشحاذ . وقد يكون رجلاً او امرأة ، كبيراً اوصغيراً،  إنساناً او حيواناً من الجن او المخلوقات الخارقة وغيرهم .ً
أنواع الحكاية :  
الحكاية الشعبية التي تدور روايتها في مجالس الرجال والنساء كثيرة ، نذكر منها أهمها وهي لا تختلف عما لدى الشعوب الأخرى .
1ـ الأساطير : وهي تأريخ واقع مقدس اعتقدت به الجماعات البدائية وفيها تفسير لنشأة الكون او تعليل الظواهر الكونية او الطبيعية تأريخ الآلهة وإنصاف الآلهة والملوك والأمراء .
2ـ الملحمة او السيرة : كسيرة عنتر وأبي زيد الهلالي – وذات الهمة والملوك والأمراء والشيوخ .
3ـ الحكاية الدينية : كقصص الأنبياء والأولياء وكرامات الصالحين .
4ـ حكايات الجان : تحفل الحكاية الشعبية من هذا النوع بالجن وهم في المعتقد الشعبي أمم وقبائل ، وملل
ونحل ، مؤمنون وكفرة ، مدنيون وقرويون وبدو ، يسكنون بيوت الشعر . منهم من يسكن على وجه الأرض عند الجبال والتلال وقرب العيون والينابيع والآبار ، ومنهم من يسكن داخل الماء او الشجر ، ومنهم من يسكن مفرداً بين البشر في بيوتهم ، أبواب مساكنهم التي تحت الأرض من الخرائب المهجورة او البساتين الخربة او المقابر او العيون الماء او الآبار . منهم الصالح ومنهم الشرير والناس تقول إنه ملك صالح إذا كان خيراً أوجنياً شريراً اذا لم يكن كذلك . ومنهم من يعين الناس في أعمالهم . إذا تزوجوا قد يستعيرون ملابس الإنس الذين يساكنوهم ويعيدونها إليهم . وقد تكون فيها آثار حناء العروس والعريس . وإذا جرى طهور فإنهم قد يجرون عملية طهور الوليد الإنسي مع أولادهم فيأتي الصبي شبه مختون أو مختوناً ختناً كاملاً . فيقال للختان الناقص طهور ملائكة . ويعتقد الناس بأن الجن تستبدل الوليد بآخر من الجن ، لذا تضع النساء سكيناً صغيراً تحت وسادة الرضيع ، او تعلق دبوساً ( شكالاً) في ذوبه او أبرة او صرة ملح او سن ذنب او غير ذلك من الأمور التي تقي الوليد . من الجن مَن يتخذ هيئة إنسان او حيوان او نبات او حجر او حصى . ولهم القابلية على التحول من حال الى حال في غمضة عين . وقد يتزوج الإنسي جنية او الجني إنسية .
وترد مثل هذه المخلوقات في حكايات كثيرة جداً ، مثل حكاية مستوفي وحكايات السعلوة والسمكة والضفدع والبعير ( في حكاية يادار ) والفأس الذهبية ، وابليس والفلاح والهر وبنت الشواك وغيرها .
5ـ حكاية الخوارق :
هي من الحكايات التي ترد فيها أمور خارقة ليست من حكايات الجن أو السحر . كما في حكاية الاسكندر ذي القرنين والياس والياسمين .
6ـ حكاية السحر :
تتجلى في هذه الحكايات قوة السحر والساحرات وهم يستعملون قوى سحرية لمآربهم ، كرش الماء المسحور لقلب خصومهم الى حيوانات ، كما في حكاية الغزال ، ولعبة الصبر ، وشكر وخلف الراعي ، وزوجة الصياد وغيرها .
7ـ حكاية الحيوان : تقسم حكاية الحيوان الى أنواع منها :
أ – حيوانات تتصرف بلا كلام ، ومنها الحكايات التعليمية ، كمشية العصفور وحكاية اللقلق وطيران الدجاجة .
ب- حيونات تتكلم في ما بينها وتجتمع مع بعضها وتتصرف كالبشر ، كما في حكاية سعيد وشقي ، وفروة سبع ، والطير الأخضر .
ج- حيونات تخالط البشر وتعينه وتكلمه وترشده ، أمثال ست الحسن (سندرلا) واليتيمة والبقرة ، والقطة والجدة ، والقط وبنت الشواك .
8ـ الحكاية الاجتماعية : هي التي تصور الأوضاع الاجتماعية المختلفة ، وتنتقد التناقض فيها كأمور الزواج بين غني وابنة فقير ، أو فقير وابنة ملك ، وشيخ وشابة ، وتعدد الزوجات واليتامى والبخلاء وذوي المهن المختلفة ، كالسماك والشحاذ والشواك والراعي والفلاح وغيرهم كثير . ومن أمثالها البنّاء والنقاش ودار العجزة وأرذل الصفات وجرادة وعصفور .
9ـ حكاية اللصوص والشطار والشقاوات : وتحفل بها كتب التراث والأدب الشعبي فضلاً عن الحكايات الشعبية السائدة بين الناس ، ومن أمثالها : ولاية بطيخ ، واللصوص الثلاثة والأمير وبنت الشحاذ.
10- الحكاية التراثية : وهي مثل سابقتها كثيرة جداً تحفل بها كتب التراث ، وقد تأثرت بها الحكاية الشعبية تأثراً ًواضحاً وجرى فيها تغيير وتطور . ويمكن أن نضرب لذلك أمثالا كثيرة ، كحكاية مؤتمر الأشجار وصاحب الحذاء الأحمر .
11-النوادر والطرف : النوادر والطرف العربية مبثوثة في كثير من كتب التراث العربي مفرقة او مجتمعة ، ومن أشهرها : نوادر جحا وأشعب وأبي نواس وغيرها والحياة الشعبية في كل مكان وزمان تحفل بذوي الفكاهة والظرفاء والأذكياء والمغفلين والطفيليين .
12- الحكاية المرحة : وهي حكاية قصيرة بسيطة ، أقرب الى الفكاهة ، وتسخر من التناقض الحاصل في المجتمع جراء السخف والغباء والبخل والكذب والمبالغة وغير ذلك لدى الناس ، سواءً  أكانوا بدوأ أم قرويين أم حضريين .وهي تروى للنقد وللعبرة والتسلية . ومن أمثالها ما ينسب الى بهلول وجحا وأبي نواس .وقد تتشابه الحكاية المرحة والنادرة والطرفة ، ومن أمثالها حكاية ( مامش) .
13- حكاية الألغاز والمسائل : تكون حكاية الألغاز في الغالب قصيرة ولها أغراض منها وضع االشخص المعتد بنفسه في موضع حرج . وقد يكون لها غرض اجتماعي او تفسيري او تعليمي او للتسلية ، وفي كتب التراث كثير من هذه الحكايات ومنها في الحكاية الشعبية حكاية ابن السماك .
14- الحكاية التعليلية : هي الحكاية التي تحاول أن تجد تعليلاً او سبيلاً لظواهر طبيعية وسلوكية وأسباب مسخ بعض الكائنات كتعليل قفز العصفور وقفز الغراب وطوق الحمامة وعدم استطاعة الدجاجة والنعامة الطيران وصياح الديك ، ومسخ البومة والقردة وغير ذلك كثير .
15- حكاية الأمثال : بعض الأمثال في الأصل حكايات غير إنها لكثرة الأحداث المشابهة لها ولكثرة ترديدها عمت وصارت معلومة فوضعوا لها كلاماً موجزاً منغماً مطابقاً على وفق أهميتها . ومن الأمثال المعروفة التي لها حكايات ، جرادة  وعصفور ، العنجلية ليوره ، ولاية بطيخ ، بيت الكذاب احتركـ ومحد صدكـ ، زمّر ابنج ياعصفور ، تكذبني وتصدكـ بالحمار .
16- حكاية الاطفال : تتميز حكاية الاطفال بأسلوبها الخاص وبإلفاظها التي تناسب مدارك الاطفال ومستواهم اللغوي والعقلي وتكون في الغالب ذات هدف تربوي في التسلية والترابط الفكري والتسلسل المنطقي ، ومن أمثال هذه الحكاية ، العنز والعجوز ، والخروف والعجوز ، لو جمصي لو ديكي ، جنجل وجنيجل ، البيت الصغير ، الفتاة الذكية ، والطير الأخضر .
توارث الحكاية وهجرتها
يجد الباحث في تراث العراق كثيراً من الحكايات المتوارثة منذ أقدم العصور منذ أيام السومرييين والبابليين والآشوريين والعرب الأقدمين سواء في نماذجها او في جزئياتها ، مثل حكايات المخلوقات المائية كالسعلاة ودرب الصد مارد والرحلة في طلب الخلود وسرقة ماء الحياة وقد بلغ هذا التأثير في حكاية حاسب كريم وبلوقيا في الف ليلة وليلة من رحلة كلكامش ، ومسخ العشاق والاعداء الى حيوانات كالغزال والحية والأسد والذئب والضفدع والحصان والبومة واللقلق وغير ذلك .  ومن الحكايات المتوارثة حكاية ست الحسن ( سندريلا ) من احتفالات سكايا البابلية وحكاية الطير الأخضر وزراعة العظام وحكايات الأبواب المغلقة والحجرات المحرمة او الممنوع دخولها ، والأشجار التي تحمل ثماراً من أحجار كريمة وحكايات لرينة ام الصبيان والتابعة التي اسمها عند العراقيين القدماء ( لاماتشتو ) .
وقد هاجرت الحكاية العراقية الى كثير من بلدان العالم القديم والحديث فقد وجدت نسخ من ملحمة كلكامش في ( ايران ) و ( تركيا ) ، ووجدت تأثيرات واضحة في اوديسة هوميروس اليوناني ، وحصلت هجرات الحكايات هذه لأسباب عدة ، منها الحروب والتجارة والحج ، ويمكننا أن نرى تاثيراً واضحاً لحكمة احيقار ولقمان الحكيم في حكايات ايسوب اليوناني الذي أخذ عنه لافونتين الفرنسي وأخذ لافونتين من كليلة ودمنة أيضا ً ، وقد تأثرت الساكا الايسلندية بالسيرة الهلالية . ومن الأدباء الاوربيين الذين تأثروا في أدبهم بالحكايات العربية جوسر الانكليزي في ( حكايات كنتربري) وبوكاشيو في ( حكايات الديكاميرون) وتأثرت روايات البيكارسك الاسبانية والاوربية بالمقامة العربية ، ونجد أن حكايات جحا قد انتشرت في انحاء مختلفة من العالم الى الصين واوربا وافريقيا ، ونجد حكايات ألمانية جمعها الأخوان كرم ، وكذلك حكايات هانس اندرسن وتولستوي ، وغير ذلك كثير متأثرة او منقولة من حكايات عراقية وعربية . 

ahmedsalahkhtab

أحمد صلاح خطاب

  • Currently 88/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
29 تصويتات / 1518 مشاهدة
نشرت فى 13 يونيو 2010 بواسطة ahmedsalahkhtab

أحمد صلاح خطاب

ahmedsalahkhtab
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

613,420