السؤال
أعاني من تشتت بالذهن وعدم القدرة على التركيز بشكل متواصل، مما يؤثر على حياتي اليومية، فأشك بأشياء كثيرة بسبب عدم التركيز، وعندما أتكلم أو أفكر بشيء فإنني أنسى النقطة التي كنت أفكر بها لمجرد المقاطعة، وعندما أقرأ القرآن أشعر بعد الانتهاء كأني لم أقرأ شيئا، فهل لذلك حل؟ وما هي الطريقة (التدريب النفسي أم الدواء أم التوجه للطبيب)؟ وهل من الممكن أن يكون السبب عضويا أم نفسيا؟!
<!-- Answer -->الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
أعاني من تشتت بالذهن وعدم القدرة على التركيز بشكل متواصل، مما يؤثر على حياتي اليومية، فأشك بأشياء كثيرة بسبب عدم التركيز، وعندما أتكلم أو أفكر بشيء فإنني أنسى النقطة التي كنت أفكر بها لمجرد المقاطعة، وعندما أقرأ القرآن أشعر بعد الانتهاء كأني لم أقرأ شيئا، فهل لذلك حل؟ وما هي الطريقة (التدريب النفسي أم الدواء أم التوجه للطبيب)؟ وهل من الممكن أن يكون السبب عضويا أم نفسيا؟!
علما بأني مغترب منذ ست سنوات، وأرفض الاغتراب نفسيا، وقد تحملت المسؤولية مع أمي وتربية أخي بعد انفصالها عن أبي منذ أن كنت بالعاشرة من عمري، فماذا علي أن أفعل؟!
ولكم جزيل الشكر.
<!-- Answer -->الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أكرم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه توجد أسباب عضوية وأسباب نفسية لضعف التركيز وتشتت الذهن، ومن الأسباب العضوية ضعف إفراز الغدة الدرقية، ولا أعتقد أنك تعاني من ذلك، ودائمًا نطلب من الذين يعانون من قلة التركيز أن يتأكدوا من هذا الفحص، وهو إجراء فحص للغدة الدرقية، وهو فحص بسيط وإجراؤه يجعلنا مطمئنين أكثر.
وأعتقد في حالتك أن الأسباب نفسية، وأهم سبب نفسي هو القلق النفسي ثم الاكتئاب النفسي، فغالبًا أنك تعاني من درجة من القلق الاكتئابي البسيط، وهذا جعلك لا تركز، وقد ذكرت أنك مغترب منذ ست سنوات، وأنك ترفض الاغتراب نفسيًا، وأنك تحملت المسئولية مع أمك في تربية أخيك بعد انفصالها عن والدك.
فأرجو أن تحمد الله وأن تحس بالعزة وبالثقة وأن تكون فخورًا بنفسك على قيامك بهذا العمل العظيم، نسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتك، وقد قمت بعمل قيم وهذا يجب أن يشرح صدرك ويزيل أي نوع من الاكتئاب عنك، فأنت قمت بما يقوم به الرجال وأنت في عمر العاشرة، فلا تنظر للأمر بمنظار سلبي، وهذا أمر إيجابي يجب أن يُنظر إليه نظرة إيجابية حقة.
وجزاك الله خيرًا على برك لوالدتك وتربيتك لأخيك، فهذا عمل رائع وعظيم يجب أن يكون دافعًا وحافزًا نفسيًا من أجل التحسن وليس من أجل التشتت الذهني والقلق.
وأما رفضك الابتعاد عن الوطن واغترابك عنه، فلا أحب كلمة الاغتراب، لأنك في بلد مسلم ووسط إخوانك - ولله الحمد - وترى الناس من قطاعات الدنيا موجودين حولك، وأنت باحث عن رزقك وتعمل من أجل نفسك ومن أجل الآخرين.
ورغم علمي بأن هناك صعوبات تعتري الإنسان في حياته حينما يكون بعيدًا عن بلده الأصلي، ولكن أصبحت الأمور الآن متيسرة، فالتواصل والاتصال بالأهل سهل ومتيسر جدًّا، فأرجو أن تقنع نفسك بأن الذي تقوم به هو عمل جيد وإيجابي، وأنك لست منقطعًا عن أهلك ولست مبتعدًا، فأرجو أن تنظر للأمور بمثل هذه الإيجابية، وحاول أن تتواصل مع أصدقائك، وترفه عن نفسك بما هو مشروع، وعليك بارتياد المساجد والمكتبات، وهناك أمور عظيمة يمكن للإنسان أن يقوم بها، هذه كلها وسائل تساعدك في إزالة القلق والتوتر، ولا أعتقد أنك في حاجة لمقابلة الطبيب.
وأرجو منك مزاولة الرياضة، فالانتظام في ممارسة الرياضة كرياضة المشي والجري يحسن من التركيز، فقد وجد أن ممارسة الرياضة تؤدي إلى إفراز مواد داخلية داخل المخ تعرف باسم (إندروفين endorphin) و(إنكلفين Enkephalins) وهذه المواد سماها بعض العلماء بـ(الأفيونات الداخلية endogenous opiates) أو المرفونات الداخلية للمخ، لأنها تؤدي إلى الشعور بالاسترخاء وإزالة القلق، وهذا ينتج عنه تحسن كبير في التركيز، فأرجو أن تتحين هذه الفرصة وتستفيد من القيمة العلاجية للرياضة.
وسيكون من الجيد أيضًا أن تأخذ قسطا من الراحة، وفي إدارتك لوقتك يجب أن تعطي أسبقية لبعض الأمور منها الرياضة والعبادة والراحة والترفيه عن الذات والعمل والتواصل الاجتماعي، وحين تتعامل مع أي معلومة فحاول أن تتعامل مع المعلومة بأكثر من أداة حسية، بمعنى أن تستعمل النظر وتستعمل الشم والإحساس والسمع – وهكذا – فإذا قال لك أحد من الناس (السلام عليكم) فيجب أن تنظر إليه، ويجب أن تستمع إليه، ويجب أن تحييه أيضًا بيدك وتصافحه، يكون هنا قد استعملت حاسة البصر وحاسة السمع وحاسة اللمس، وإذا كانت تصدر منه رائحة طيبة كأن يكون واضعًا عطرًا جميلاً تكون قد استعملت حاسة الشم، هذه تقوي دائمًا من تركيز الإنسان.
وحين تقرأ شيئا أو تسمع شيئا أو تشاهد أي شيء فحاول أن تركز عليه بأكثر من حاسة، وفي نفس الوقت اطرد بقية الأفكار، فعلى سبيل المثال: الصلاة تتطلب الانتباه وتعرف أنك تقف في مقام ليس بالسهل، أنت أمام رب العزة، وتأمل في القرآن وتدبر فيه وركز في التسبيح والتهليل والدعاء، فهذا يحسن كثيرًا من التركيز.
وهناك دراسة تشير إلى أن قراءة القرآن بتركيز تحسن الذاكرة، وعندما يتأمل الإنسان فيما يقرأه ويتدبره يكون أقل الناس تعرضا للإصابة بالعته والخرف وفقدان الذاكرة.
وسوف أصف لك أحد الأدوية البسيطة التي تساعدك كثيرًا في تحسين ذاكرتك، فهناك عقار بسيط يعرف تجاريًا وعلميًا باسم (موتيفال Motival)، فأرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة صباحًا ومساءً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفّض الجرعة إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، وهذا الدواء دواء سليم ومفيد ومزيل للقلق وأيضًا محسن للمزاج، وهو غير تعودي وغير إدماني، فأرجو أن تتناوله مع تطبيق الإرشادات السابقة.
ولا شك أن القراءة أيضًا بصوت مرتفع والتكرار يحسن من التركيز، وهناك دراسات تشير إلى أن شرب القهوة المركزة يساعد أيضًا في تحسين التركيز، ولكننا لا ندعو للإسراف في ذلك.
ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على العلاج السلوكي لعدم التركيز في الاستشارات التالية: (226145،264551).
نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.
نشرت فى 21 نوفمبر 2013
بواسطة ahmedorban2000
احمد عربان
لسنا الوحيدون ولكننا المتميزون تابع معنا اخر الاخبار اليومية - احداث سياسية - احداث عربية - شراء - بيع العقارات والاراضى »
أقسام الموقع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
3,084