في الأسبوع الأخير من شهر سبتمبر هاجم اليهود المسجد الأقصى للاحتفال بزعمهم بعيدهم المنحوس عيد الغفران والخذلان بإذن الله.
تصدر الخبر وسائل الإعلام والمشهد كما تناقلته وسائل الإعلام كالآتي:
- اليهود يقتحمون المسجد الأقصى.
- اشتباكات مع المصلين.
- المصليين يعتكفون في المسجد الأقصى.
- الجنود اليهودالمدججين بالسلاح يدخلون ساحة المسجد الأقصى ويطلقون الرصاص، والمصلون يدافعون عن الأقصى بما يستطيعون بأيديهم وبأحذيتهم وبالكراسي.
- الأرقام تقول ارتفاع أعداد المصلين المصابين إلى خمسين، واليهود يعتقلون أربعين من المصلين.
المشهد الثاني على وسائل الاعلام بيانات استنكار وشجب من الجامعة العربية وبعض الدول العربية!!
ما هذا الهوان؟!... حتى متى يهان المسجد الاقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين بهذه الطريقة؟!
كل يوم تحمل لنا الأخبار انتهكات لقدسية المسجد الأقصى وانتهاك لحرمته من الصهاينة المحتلين، وكل يوم خبر عن حفريات ومؤامرة لهدم المسجد الأقصى للبحث عن هيكل اليهود المزعوم...
ولانجد غير بيانات شجب وتنديد، ألا لعنة الله عل التطبيع والتهويد الذي سرى في الأمة...
ومن قبل في انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 دخل اليهود بقيادة شارون المسجد الأقصى ودنسوه ودافع المسلمون عن مسجدهم بما يستطيعون، فقتل من قتل شهيداً، وأصيب من أصيب برصاص الغدر اليهودي، وتحولت ساحة المسجد الأقصى المبارك لميدان حرب دافع فيها المسلمون العُزَّل عن مسجدهم بكل ما يستطيعون.
تسع سنوات مرت سقط فيها آلاف الشهداء من الفلسطنيين ومازالوا صامدين بفضل الله.
والسؤال المُر الذي يفرض نفسه أين المسلمون في العالم؟!
أين أكثر من مليار نسمة؟!... الإجابة تقول أن حكومات دولهم قيدتهم بقيود كثيرة حرصا على أمنها ومصالحها بخلاف قيود الوهن والمجتمع الدولي قيدهم بحدود مصطنعة.
ولكن هل يمنع ذلك نصرة الأقصى؟!، والله لوأن ما حدث حدث في الفاتيكان أو في معبد صنم لانقلب العالم رأساً على عقب... فأين نصرة الأقصى العزيز؟!... ولمن ترسانات الأسلحة في بلاد المسلمين التي يُنفَق على شرائها مئات المليارات سنويًا... هل هي معدة للعروض العسكرية فقط؟!!
واذا كان السياسيين والحكومات باعوا الأقصى وأعطوا له ظهورهم، فأين علماء الأمة القائمين على حماية الدين والشريعة؟!، أين هبتهم ونجدتهم لنصرة الأقصى؟!... نريد منهم جميعاً وقفة واحدة وليس فرادى.
أين مئات القنوات الفضائية العربية بل أين القنوات الإسلامية؟!... لماذا لم تقطع برامجها وتعلن وقتها كله للتعبئة العامة لنصرة الأقصى تنبه الغافلين وتعلن للعالم أن الأمة مازال فيها الخير حريصة على الأقصى؟!
وهل يوجد خطر ومفسدة أشد من تدنيس مسرى النبي -صلى الله عليه وسلم- ومحاولة هدمه؟!!
ومن المحزن المؤسف أن كثير من حكام وحكومات العرب لا يعرفون غيرة، ولا نخوة، ولا حق، ولا واجب عليهم للأقصى... وكل ما يعرفونه هو حق بعضهم لقبلتهم الأولى في موسكو يجددونه أحيانا، وحق جديد دائم للقبلة الجديدة في البيت الأبيض لا يفترون عن التقرب إليها كل ليل ونهار بكل ما يستطيعون، وهي لا تغنيهم ولا تسمنهم من جوع، ولا تنفعهم يوم الآزفة، ودائماً تخذلهم في كل موطن يستغيثون بها وتتعالى عليهم وتسقيهم من كأس الذل أنهار، ولكنهم رغم ذلك متيمون غارقون في التقرب والعشق للبيت الأسود ظناً بوهمهم الفاسد أنه ينفعهم يوم تتبدل الأيام والأحوال ويغير الله أقوام بأقوام!!!
ولكن الحقيقة أنه عند المصائب والسقوط وتغير الأحوال بأمر الله سوف يصرخ فيهم البيت الأسود كالشيطان يقول لهم: {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ} [سورة ابراهيم: 22].
القلب يعتصر حزناً وألماً على مسرى النبي الحبيب محمد -صلى الله عليه وسلم- وقد اغتصبه اليهود ويدنسونه ليل نهار...
ولكن يبقى أن الخير ما زال موجوداً بالأمة في طائفة من علماء صالحين ومجاهدين ثابتين على الحق ومسلمون يتشوقون ليل نهار لتحرير الأقصى بدمائهم، ينتظرون ساعة يقدر الله فيها النصر والظفر للمسلمين، وعندها سوف يندم فيها كل المنافقون والمرجفون والمتخاذلون من حكام وسياسيين وأفراد تعلق قلبهم باليهود ولم يتعلق بالأقصى؛ فالخزي لهم والنصر والمجد للأقصى والإسلام.
ممدوح إسماعيل محام وكاتب
[email protected]
نشرت فى 11 نوفمبر 2009
بواسطة ahmedelbebani
عدد زيارات الموقع
285,194
ساحة النقاش