جزء1
((وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ))
حري بالمؤمنة وهي في أول هذا الموسم العظيم أن
تتمسك بهذه الوصية فتستعين بهاتين الطاعتين على
كل غاية حميدة دنيوية أوأخروية :
فالصبر - ومنه الصيام - حمل للنفس على الطاعة
وردع عن المعصية , وتفاؤل بحسن العاقبة .
والصلاة صلة ومناجاة وذكر وشكر ,
وقد كان صلى الله عليه وسلم إذا نزل به أمر فزع إلى الصلاة.
==============================
جزء 2
(( وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء))البقرة 171
من غلبت عليه آفات الشهوات ودعوات الهوى ,
فهذا حظه من سماع [ الخير والقرآن والمواعظ]
كحظ الدواب لا يسمع إلا دعاء ونداء [ ابن القيم ]
==============================
جزء 3
((وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ))البقرة 286
العفو .. المغفرة .. الرحمة .. النصر ..
بهذه الأربعة تتم النعمة المطلقة ولا يصفو
عيش في الدنيا والآخرة إلا بها [ ابن تيمية ]
==============================
جزء 4
((يوصيكم الله في أولادكم .. ))
استنبط منها بعض الأذكياء أنه تعالى أرحم بخلقه
من الوالد بولده , حيث أوصى الوالدين بأولادهم ,
فعلم أنه أرحم بهم منهم ..
ولما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من
السبي وجدت ولدها بعد أن فقدته فألصقته بصدرها
وأرضعته , فقال صلى الله عليه وسلم : (والله ,لله أرحم بعباده من هذه بولدها ) [ تفسير ابن كثير]
==============================
جزء5
قال تعالى في سياق ذكر من أمرنا أن نحسن إليهم
( والصاحب بالجنب ) النساء 36
قيل : هو الرفيق الصالح , وقيل : الرفيق في السفر ,
وقيل : الزوجة [ أو الزوج ].
وظاهر الآية يشمل جميع هؤلاء ؛ لأن كل من صحبك
فهو بجنبك وقريب منك [ الطبري ].
وقال صلى الله عليه وسلم ( خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه ) صحيح الترمذي .
فما رصيد الخير الذي قدمتموه لأصدقائكم في رمضان ؟!
==============================
جزء 6
لرحمته السابقة ومنته السابغة = يعرض على العاصين
التوبة ويرغبهم فيها ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة )
فذكر جرمهم الشنيع ثم قال ( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم )
قال ابن عطية : رفق بهم بتحضيضه إياهم على التوبة والاستغفار
ثم وصف نفسه بالغفران والرحمة استجلابا للتائبين وتأنيسا لهم
ليكونوا على ثقة من الانتفاع بتوبتهم.
==============================
جزء 7
( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو )
" ومن أعظم الضر حجاب القلب عن الرب " [مدارج السالكين]
فيا مصرف القلوب صرف قلوبنا إلى طاعتك .
==============================
جزء 8
( ونذر ما كان يعبد آباؤنا ) الأعراف 70
العقائد الباطلة المأخوذة عن الآباء من أكبر
موانع قبول الحق , والحال أنها ليست في
العير ولا النفير , ولا لها مقام في الحجج
الصحيحة وقالت جميع الأمم المكذبة
( إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون )
وهذا سبيل لا يزال معمورا بالسالكين من
أهل الباطل , نهجته الشياطين ليصدوا به العباد [ السعدي]
==============================
جزء 9
( فلما أثقلت ) وقرب وضع الحمل
( دعوا الله ربهما لئن أتانا صالحا ) سليما ( لنكونن من الشاكرين )
( فلما آتاهما صالحا جعلا له شركاءفيما آتاهما )
فلا شكرا كما عاهدا !!
بل نسيا المنعم , وفتنا بالنعمة !!
فمنهم من ينسى الكريم الوهاب
فينسب سلامة الولد إلى حسن
الرعاية الطبية فقط , ومنهم من فتن
بولده وانشغل بهم عن طاعة ربه
أو تساهل في رعايتهم وتربيتهم .
==============================
جزء 10
(( واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه
وأنه إليه تحشرون ))الأنفال :24
ينشأ عن تأمل القرآن معايشة معانيه
والعمل بمقتضاه .
قال عمرو بن ميمون : سمع عمر بن
الخطاب رجلا يقول :" اللهم إنك تحول بين
المرء وقلبه فحل بيني وبين معاصيك أن
أعمل بشيء منها "
فأعجب دعاؤه عمر بن الخطاب وقال :
رحمك الله ودعا له بخير .[ الزاهد لابن حنبل ]
==============================
جزء 10
( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم
بها في الحياة الدنيا ) التوبة 55
تعذيبهم بها هو ما يشاهد على مؤثري الدنيا من مقاساة
أنواع المشاق في جمعها , هم لازم , وتعب دائم , وحسرة
لا تنقضي , فلا أنكد من هذا وهل أعظم من تشتيت الشمل
وتفريق القلب , وكون الفقر نصب العين ؟ ولولا سكرة
عشاق الدنيا بها لاستغاثوا من هذا العذاب [ إغاثة اللهفان ]
==============================
جزء11
(( ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون
إنه عليم بذات الصدور ))سورة هود :5
قال في أضواء البيان :" اعلم أن الله تبارك وتعالى ما أنزل
من السماء إلى الأرض واعظا أكبر ولا زاجرا أعظم
مما تضمنته هذه الآيات الكريمة وأمثالها في القرآن ,
من أنه تعالى عالم بكل ما يعمله خلقه , رقيب عليهم ,
ليس بغائب عما يفعلون ".
==============================
جزء 12
من فوائد قصة يوسف أن من شؤم الذنب استتببعه ذنوبا ؛
فهؤلاء إخوة يوسف لما أرادوا التفريق بينه وبين أبيه وهو
من أعظم الجرائم احتالوا وزوروا على أبيهم في القميص ,
وكذبوا عدة مرات ,ولا بد أن الكلام في هذه القضية تسلسل
مع استمرار أثر المصيبة على يعقوب وعلى يوسف فليحذر
العبد من الذنوب , وخصوصا الذنوب المتسلسلة .
[ينظر : تيسير اللطيف المنان ]
==============================
جزء 13
( الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما
تزداد وكل شيء عنده بمقدار ) الرعد 8
فيعلم تعالى ما تحمل كل أنثى في بطنها , ذكر أم أنثى ,
شقي أم سعيد ويعلم ما تنقصه الأرحام في حجم الجنين أو
مدته فيسقط أو يولد قبل تسعة أشهر , وما يزيد في حجمه
أو عدده أو مدته , وكل شيء مقدر عنده بمقدار لا يتقدم عليه
ولا يتأخر ولا يزيد ولا ينقص .
==============================
جزء 14
( وإنا لنحن نحيي ونميت ونحن الوارثون )الحجر 23
الوارث من أسماء الله عز وجل , ومعناه الباقي بعد فناء
الخلق المتصف بصفات الكمال والجلال وإليه يرجع جميع
الخلائق , وقال زكريا عليه السلام في دعائه ( رب لا تذرني
فردا وأنت خير الوارثين ) قال السعدي :" أي :خير الباقين
وخير من خلفني بخير " , وقال تعالى ( إنا نحن نرث الأرض
ومن عليها وإلينا يرجعون )
==============================
جزء15
( لئن أخرتن إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته )[ ذرية آدم ]
(إلا قليلا ) الإسراء62
الاحتناك : وضع اللجام في حنك الفرس ليسيره الراكب كما يريد .
يقسم عدو الله متحديا على أن يتصرف في بني آدم كما يتصرف
الفارس بفرسه بلجامه . والكريم يأنف من الرضوخ لمن يتحداه
بالمغالبة والمدافعة وتحصين النفس , فكيف يرضى المؤمن أو
المؤمنة بأن يكون مركبا للشيطان ؟؟!!
==============================
جزء 16
قال تعالى حكاية عن موسى عليه السلام :
( وأهش بها على غنمي ) طه
وهذه الآية مما يخطيء بعض الناس في
فهمها حيث يظنزن أن معناها : الإشارة
بالعصا على الغنم لزجرها لتتحرك من
مكان لآخر .
والصواب أن المعنى : أهز بها أغصان
الشحر ليسقط ورقها فترعاه الغنم وتأكله.
==============================
جزء17
( إن زلزلة الساعة شيء عظيم *يوم ترونها تذهل كل
مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها ) الحج1,2.
رضيع انشغلت عنه مرضعته وفي فمه ثديها ..وحمل لم يغنه
أنه في قراره المكين أن تلقيه أمه من فزعها .. فما أعظم الهول
وما أقل الاستعداد ؟؟
أما والله لو علـم الأنـاملما خلقوا لما هجعوا وناموا
ليوم الحشر قد عملت أناسفصلوا من مخافته وصاموا
==============================
جزء18
سورة النور تضمنت الدعوة للعفة وسد ذرائع الفاحشة , منها:
*حد الزنا الرادع للفاعل وغيره .
*المنع من نكاح غير ذوي العفة .
*التحذير من إشاعة الفاحشة باللسان منعا لتهوينها في النفوس
وحفظا للأعراض .
*الاستئذان قبل الدخول ( إنما جعل الاستئذان من أجل البصر )
*غض البصر للمؤمنين والمؤمنات والأمر بالحجاب .
*إنكاح الأيامى واستعفاف العاجز حتى يتيسر له .
==============================
جزء 19
( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت
مع الرسول سبيلا * يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلا *
لقد أضلني عن الذكر إذ جاءني )
بعد أن تظهر الحقائق .. كم يعض من صاحب رفقاء السوء
على أيديهمولكن بعد فوات الأوان !!وكم هي حرارة الندم
على اللحظة التي تعارفوا فيها ! وعلى الإعراض عن الأدلة
الواضحة على ضررهم وخطرهم ( وكان الشيطان للإنسان خذولا )
==============================
جزء 20
( من جاء بالحسنة فله خير منها )
جعل الله من نعيم الدنيا ما يذكر بنعيم الآخرة , ويشمل
هذا نعيم الأبدان والقلوب فالخاشعون يجدون من حلاوة
المناجاة عند تلاوة القرآن ما ينسيهم تعب أبدانهم ولهم
منه في الجنة أضعاف ما يجدونه في الدنيا مع راحة
البدن من المشقة فيجتمع لهم راحة القلب والبدن , فهذا
أعظم مما في الدنيا وهو جزاء له .
==============================
جزء21
( الله يبسط الرزق لمن يشاء ) العنكبوت62
* الله وحده هو الرزاق , " وإنما رزق الناس
ليستعينوا به على عبادته [ ابن تيمية ]
*" إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها "
الصحيحة .
* قد يضيق على المطيع ويوسع على العاصي
لحكمة يعلمها الله .
*الغنى الحقيقي غنى النفس .
* " من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له
في أثره فليصل رحمه".
==============================
جزء 22
( وقولوا قولا سديدا *يصلح لكم أعمالكم وبغفر لكم ذنوبكم )
الأحزاب 70 , 71
* القول السديد ما وافق الصواب .
* ثمرته إصلاح العمل وغفران الذنب , وحسبك بذلك منزلة [ القرطبي ].
* من صوره : قراءة وذكر وأمر بمعروف ونهي عن منكر
ولين كلام وإصلاح بين الناس ..
وإن لم تجد قولا سديدا تقوله * فصمتك عن غير السداد سداد .
==============================
جزء 23
( سلام قولا من رب رحيم )
إذا سلم عليهم الرب الرحيم , حصلت لهم السلامة التامة ,
وحصلت لهم التحية التي لا تحية أعلى منها ,فما ظنك
بتحية ملك الملوك لأهل دار كرامته , فلولا أن الله تعالى
قدر ألا يموتوا أو تزول قلوبهم عن أماكنها من الفرح والبهجة
والسرور , لحصل ذلك .
فنرجو ربنا ألا يحرمنا ذلك النعيم , وأن يمتعنا بالنظر إلى
وجهه الكريم [ السعدي ]
==============================
جزء 24
( أليس الله بكاف عبده ) الزمر : 36
تحيط بنا المخاطر وقد لا نشعر بها وحينئذ يكون تفاديها
صعبا ببذل الأسباب المادية ولا سبيل إلى الخلوص منها
إلا بالتوكل على الله وعبددته , فهو سبحانه يكفي عبده
ولا يحتاج العبد في كفاية الله تعالى إلى غيره .
قال ابن تيمية : فبين أن الله يكفي عبده .. الذي هو من
عباده المخلصين الذين يمشون على الأرض هونا .
==============================
جزء 25
( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا
الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ) الشورى:52
سمى الله وحيه روحا لما يحصل به من حياة القلوب والأرواح التي هي
الحياة في الحقيقة , ومن عدمها فهو ميت لا حي !
[ المستدرك على فتاوى ابن تيمية ]
==============================
جزء26
(وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ) الأحقاف 9
قال الحسن البصري : أما في الآخرة فمعاذ الله ,
قد علم النبي صلى الله عليه وسلم أنه في الجنة ,
ولكن قال :لا أدري ما يفعل بي ولا بكم في الدنيا ,
أخرج كما أخرجت الأنبياء من قبلي ؟ أم أقتل كما
قتلت الأنبياء من قبلي ؟ ولا أدري أيخسف بكم أو
ترمون بالحجارة ؟
[تفسير ابن كثير 7/276]
==============================
جزء 27
( رب المشرقين ورب المغربين ) الرحمن 7
* ( رب المشرق والمغرب ) المزمل 9
الإفراد باعتبار جنس المشرق والمغرب .
* التثنية كما هنا باعتبار أن الشمس تطلع في الشتاء
والربيع من سمت , وفي الصيف والخريف من سمت آخر .
*( ..برب المشارق والمغارب ) المعارج 40
الجمع باعتبار مشارق الشتاء والصيف والخريف والربيع ,
فإن لكل يوم من السنة مشرقا ومغربا خاصا .
==============================
جزء28
( يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا
بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم
تجدوا فإن الله غفور رحيم )
إذا استحبت الصدقة بين يدي مناجاة المخلوق فاستحبابها
بين يدي مناجاة الله عند الصلوات والدعاء أولى , وقد كان
بعض السلف يتصدق بين يدي الصلاة والدعاء إذا أمكنه
ويتأول هذه الأولوية [ المستدرك على فتاوى ابن تيمية ]
==============================
جزء 29
( هو أهل التقوى وأهل المغفرة )
لم يقل سبحانه أهل للتقوى بل قال ( أهل التقوى )
فهو وحده أهل أن يتقى فيعبد دون ما سواه .. كما
قال ( أفغير الله تتقون )
وهو أهل المغفرة ولا يغفر الذنوب غيره كما قال تعالى
( ومن يغفر الذنوب إلا الله ) وفي غير حديث
" إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت " فجمع في ذلك بين
التوحيد والاستغفار [مجموع الفتاوي 11/690]
==============================
جزء30
( إذا جاء نصر الله والفتح )..( فسبح بحمد ربك واستغفره )
أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالحمد والاستغفار
في هذه الحال , إشارة إلى انتهاء أجله استعدادا للقاء الله
وختم العمر بأفضل ما يجد وما أجدرنا أن نختم شهرنا
بالاستغفار عل الله أن يقيل عثراتنا فيه .
قال أبو هريرة : الغيبة تخرق الصيام , والاستغفار
يرقعه , فمن استطاع أن يجيء بصوم مرقع فليفعل .
نشرت فى 21 أكتوبر 2009
بواسطة ahmedelbebani
عدد زيارات الموقع
285,067
ساحة النقاش