Foxnews.com

أستيفن ميلوي

ترجمة :- يوسف وهباني

 

منذ نحو أربعين عاما من اليوم أطلق العالم البيولوجي بجامعة استانفورد الأميريكية , العالم بول أهرلش تحذيره للعالم من خطورة الانفجار السكاني الذي سوف يشهده العالم منذ القرن الماضي وكان ذلك في عام 1968م , وأطلق تحذيره هذا عبر كتابه الشهير ” القنبلة السكانية ” , ولقد وجد رأي العالم تهكما وسخرية من الكثير من المفكرين أنذاك “.

وفي عام 1970م بدأ العالم أهرلش في الترويج لفكرته التي تبناها في الكتاب , وبدأ في الكتابة بالصحف والمجلات المتخصصة حتى يقنع الحكومات ورجال الفكر العالمي برجاحة فكرته وتنبأ بحدوث مجاعة كبري تهدد معظم سكان العالم .

وفي خلال الأربعين عاما الماضية حدثت بعض المجاعات في أماكن متفرقة من العالم وخصوصا تلك التي حدثت بوسط وشرق القارة الأفريقية في عام 84-1988م

وراح ضحيتها الآلاف من سكان تلك المناطق وفشل العالم فشلا ذريعا في إنقاذ أرواح أولئك الضحايا .

ووفقا للتقارير الحديثة التي أعدتها منظمات الأمم المتحدة المتخصصة في هذا المجال

فإن الزيادة في كمية الغذاء قد ازدادت بنسبة تصل إلى نحو 26.5% في الفترة ما بين عامي “1968-2005م” بينما انخفض عدد الذين يعانون من المجاعة إلى نحو 41ألفا في عام 1977م إلى نحو 24ألفا حاليا .

وتعزي معظم المنظمات العاملة بالأمم المتحدة هذا النقص في المحاصيل الغذائية إلى

موجة الجفاف التي عمت بعض المناطق مما تسبب إلى تصحر تلك المناطق , هذا ألي جانب بعض السياسات الخاطئة التي تتبعها بعض الحكومات ممثلة في الحروب بجانب لجوء بعض الدول المنتجة للمحاصيل لإنتاج الوقود الحيوي لاستخدامه كطاقة بديله للبترول .

وكما حذر العالم أهرلش من النقص الذي سوف يحدث في غاز الأوكسجين نتيجة لرصف الشوارع والساحات المستمر وتلاشي الغطاء النباتي ممثلا في الإحراق الدائم للغابات , هذا إضافة لعملية إحراق المحاصيل لاستخراج الوقود الحيوي .

ولقد أكد رأي العالم أهرلش العالم تاتشل حينما صرح بصحيفة القارديان البريطانية بأن محيط الكرة الأرضية يشهد تغييرا مريعا حيث أنخفض مستوي الأوكسجين بالمدن ألي الثلث نسبة لكمية التلوث العالية التي توجد بتلك المدن , وتنبأ بزيادة جديدة

ربما تصل ألي نحو 80,50% مستقبلا “.

ولكن العالم الفيزيائي لوبوس موتل أعلن في موقعه ” أن عملية نقص الأوكسجين تعتبر غير صحيحة , حيث أن مستوي الأوكسجين بقي منذ ألاف السنين بمعدل شبه

ثابت “20,94″ أو “20,95″ ولم يتغير مما هو عليه , وأضاف أذا طرأ عليه تغيير فسوف يكون نتيجة لإحراق المحاصيل والنباتات لإنتاج الوقود الحيوي , وتنبأ بان يصل ألي ” 20,02% ” وقال ان هذه النسبة تعتبر بسيطة ويمكن للمناخ الطبيعي العمل علي توازنها “.

ولقد حوي كتاب العالم اهرلش ” قنبلة السكان الموقوتة ” حوي تحذيرا للعالم من الغازات السامة ” غاز ثاني أكسيد الكربون ” الذي ينبعث نتيجة الصناعات الضخمة والذي لديه خاصية زيادة درجة حرارة الكرة الأرضية مما يتسبب في إذابة الجليد المتواجد بالقطبين الشمالي والجنوبي وبالتالي يتسبب في ارتفاع مستوي مياه المحيطات والبحار ليصل لنحو ” 250″ قدما وبالتالي تصبح معظم المدن الساحلية في خطر وكذلك الجزر .

ويحذر أهرلش بأن خطر فيضان تلك البحار ربما يهدد معظم المباني العالية التي توجد في تلك الجزر , ويتساءل بعض العلماء لماذا لم يحدث ما هدد به أهرلش من ارتفاع لمستوي البحر حيث منذ عام 1961م ألي عام 2003م لم يرتفع مستوي البحر عن ” 6..,. “بوصة في العام الواحد وهذا باعتباره رقما بسيطا جدا . وهذا الرقم تؤكده منظمة الأمم المتحدة العاملة في مجال التغييرات المناخية بالعالم .

وفي كتابه أقترح العالم أهرلش ضرورة تقليل سكان العالم حتى يتلافى العالم الكوارث التي سوف تحدث له , واقترح أهرلش بأن تزود الحكومات بعقار كيماوي لتتجرعه النساء ليعمل علي منع النساء من عملية الحمل .”

وأقترح أيضا كبديل أن ينجح الاقتراح الأول بأن تتبني الحكومات ممثلة في وزارة السكان وشؤون البيئة قانونا صارما لتحديد النسل .

ويهدف اهرلش لتحديد سكان العالم بحيث لا يتعدي نحو ” 2بليون نسمة ” بحيث يعتقد بأنهم سوف يعيشوا عيشة سعيدة بحيث يتوفر لهم الغذاء الكافي لمدة قد تصل لنحو ألف سنة قادمة , ويضيف , أذا ما أزداد سكان العالم ليصل لنحو ” 4-5بليون نسمة ” فأنهم سوف يعانوا من المجاعات وبالتالي سوف يعيش معظمهم حياة غير سعيدة “.

ويتساءل العلماء حاليا هل يشهد العالم ما توقعه العالم أهرلش ؟ لقد توقع بأن يتضاعف سكان العالم وبالتالي يتضاعف أعداد الجوعى والذي أحصاهم بنحو 900مليون في عام 1968م , ولكن رغما عن الزيادة التي طرأت علي حجم التعداد السكاني لنسبة تصل للنصف ولكن تعداد الجوعى قد أنخفض للنصف .

ويعزو العلماء هذا للنهضة التكنولوجية والصناعية والاقتصادية التي يشهدها العالم في هذا العصر والتي قلبت كل موازين التنبؤات التي أوردها العالم أهرلش .

الجدير بالذكر أن العالم أهرلش قد نال عضوية العديد من اللجان العالمية الهامة ومن ضمن المؤسسات التي نال عضويتها مجموعة زيرو لزيادة السكان  والتي تم تغيير أسمها مؤخرا ليصبح ” جمعية التواصل السكاني في عام 2002م . وباحتفال الجمعية  بعيد ميلادها الأربعين حذر أهرلش العالم من مغبة التنامي السكاني , وإذا لم يرعوي العالم من هذا فإن كل سكان العالم سوف يعانون “.

وأضاف أهرلش ” أن إضافة أي مولود جديد للعالم سوف يزيد من كمية الضغوط المفروضة علي حياة المجموعة , ورغما من أن أمريكا تمتلك مصادر ضخمة لإنتاج الطاقة ومصادر الإنتاج ألا وأنها لن تستثني من تلك المعادلة “

ويعتقد الكثير من سكان العالم عكس ما نادي به المفكر العالمي أهرلش , بأن عملية إضافة مواليد جدد للعالم يحدث بهجة وسرورا للعالم بدلا من الانفجار الخطير الذي نادي به أهرلش , ويعتبروا أن إضافة مواليد جدد يعمل علي الازدهار الاقتصادي والصناعي بالعالم , ويتساءلون : ماذا سوف يحدث للعالم في ظل ولادة أطفال يتمتعون بالإرادة والذكاء والتغيير للأحسن ؟ وبين الرأي الذي يتبناه العالم أهرلش ؟

ونقول ما هو رأي العالم أهرلش في الكثافة السكانية التي تشهدها دولة الصين ؟ وهل يدري بأن الصين تطمح لأن تصبح أكبر قوة اقتصادية وتكنولوجية وصناعية في العالم بحلول عام 2025م كما تنبأ معظم علماء العالم

  • Currently 213/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
70 تصويتات / 1341 مشاهدة
نشرت فى 10 أكتوبر 2009 بواسطة ahmedelbebani

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

285,075