الأخصائي النفسي/رضا أحمد السيد موسى

سيكولوجية الإدمان وعلاجه - إدمان التبغ

  01/02/1428 هـ

 

" إلى كل من وقع أو كاد أن يقع في مستنقع الإدمان أمد يد العون إليه مناشداً النجاة والعودة إلى بر الأمان والسلام والصحة والعافية ".
أخي القارئ أختي القارئة قد يلجأ الفرد إلى الإدمان كوسيلة للهروب من المشاكل أو بحثاً عن المتعة الزائفة التي سرعان ما تكشف عن وجهها الحقيقي بعد لحظات ويكتشف بعدها أن الماء سراب وأن المتعة مأساة والبسمة بكاء وندم ، هذا ما يفعله الإدمان ، ولكن إذا تمسك بالإيمان الذي يدفع صاحبه نحو الاستقامة ، والاستقامة تكفل له الجنة وتحميه – بإذن الله - من الأمراض العقلية والنفسية وشتى ضروب الانحراف والجنوح ، كما أن الاستقامة تبعد مشاعر الحزن والخوف ، كما قال
تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ{30} نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ{31} نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ{32}) "فصلت:30-32" .

 

" إلى كل من وقع أو كاد أن يقع في مستنقع الإدمان أمد يد العون إليه مناشداً النجاة والعودة إلى بر الأمان والسلام والصحة والعافية "

ومن هذا المنطلق سوف نقدم سلسلة من المقالات عن جميع أنواع الإدمان وأضرارها وكيفية الإقلاع عنها .

أولاً : إدمان التبغ (إدمان الدخان) :
تشير الإحصائيات إلى انتشار التدخين في مجتمعنا الإسلامي وبين شرائحه المختلفة لا سيما الشباب الذي هم عماد الأمة وقوامها .
وقد أجمع العلماء على تحريم الدخان لما يسببه من أضرار صحية ومادية ونفسية واجتماعية لقوله تعالى : (وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ) البقرة:195 . وقوله سبحانه (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ) الأعراف:157. وقول الرسول صلى الله عليه وسلم (نهى عن كل مسكر ومفتر) رواه أحمد وأبو داود.
ولقد أثبت العلم الحديث أن للتدخين أضراراً لا تعد ولا تحصى على صحة الفرد ، بل تتعدى الفرد وتأثر على المجتمع ككل ، حيث أن المدخن لا يضر نفسه فقط ، ولكن ببقية المجتمع من غير المدخنين الذين بجواره أو يختلطون معه .

 



التبغ :
هو محتويات السيجارة وينتمي إلى فصيلة (الباذنجانية السامة) واسم التبغ مشتق من كلمة (تو باكو) الإسبانية الأصل ويرجع ذلك إلى أن عادة التدخين أول ما انتشرت كانت في جزيرة (تو باكو) الإسبانية ، ثم انتشرت بعد ذلك في أرجاء العالم .

أضرار السجائر على الصحة :
لا شك أن أضرار التدخين عديدة جداً وأن مشكلة التدخين تعتبر مشكلة للمجتمع بأسره ، ومن أهم الأمراض الناجمة عن التدخين ما يلي :
‌أ- أمراض الجهاز التنفسي :
التدخين يؤثر على الجهاز التنفسي بأكمله ويؤدي إلى العديد من التغيرات في الجهاز التنفسي مثل : زيادة في الإفرازات المخاطية ، والتهاب الحنجرة وتغير في الخلايا المبطنة للجهاز التنفسي وتليف وقلة وظيفة الخلايا السيليازية مما يعرض المدخنين للأمراض الرئوية ، كضيق الشعب الهوائية ، وسرطان الحنجرة والرئتين .

 

ولأن دخان التبغ يعتبر من المسببات للاهتياج الشديد للممرات الهوائية ويؤدي إلى ضيق في الشعب الهوائية ، وبالتالي التدخين ضار جداً للمرضى الذين يعانون من الأزمة الصدرية ، ومن الضروري العلاج بموسعات الشعب الهوائية والمضادات الحيوية .


‌ب- تأثير التدخين على الجهاز الهضمي :
الدخان يتسبب في التهاب المريء وأمراض قرحة المعدة وفقدان الشهية وعسر الهضم ، كما يسبب سرطان المعدة والتهاب البنكرياس .

ج- أمراض القلب والجهاز الدوري :
ترجع أمراض القلب في الغالب إلى تأثير مادتين هما (النيكوتين ، وأول أكسيد الكربون) ويتركز ذلك فيما يلي :
1- زيادة ضربات القلب .
2- انقباض الشرايين .
3- التأثير المباشر على انسداد شرايين القلب والمخ .

 

4- يسبب في حدوث الجلطة .
أمراض الجهاز العصبي :
يؤثر التبغ على الجهاز العصبي فيما يلي :
1- عدم القدرة على التوازن .
2- ضعف الذاكرة .
3- الصداع النصفي والكلي .
4- ضعف الأعصاب وظهور الرعشة .
5- تقلب المزاج وسرعة الإثارة وكثرة الارتباك في المواقف الحرجة .

هـ- أمراض الجهاز البولي :
التدخين هو أحد الأسباب الرئيسية لإصابة الجهاز البولي بالسرطان .

و- أمراض الأنف والأذن والحنجرة :
يؤدي إلى التهاب الأغشية المخاطية المبطنة للأنف ، ضمور في العصب السمعي ، التهاب طبلة الأذن ، التهاب الأحبال الصوتية ، انحباس الصوت .

وللتدخين أضرار نفسية واجتماعية ومادية وأسرية خطيرة جداً نذكر منها:

الأضرار النفسية :

 

يتسبب التدخين في الشعور بالنقص وعدم الكفاية الشخصية واليأس والاكتئاب ، والشعور بالاضطراب والمعاناة ، وشعور الفرد بعدم القدرة في السيطرة على أفعاله وعاداته السيئة .
يؤكد العلماء أن أخطر ما يسببه التدخين من الأمراض هو السرطان سواء سرطان الفم أو البلعوم أو الحنجرة أو المريء أو البنكرياس وسرطان المثانة والكلى ، ويحدث سرطان الرئة بنسبة أكثر من 10أضعاف لدى المدخنين من غير المدخنين.

وبعد أن تعرفت على أثر وخطورة التدخين فإن كنت من غير المدخنين فاحمد الله على ذلك وإياك أن تقترب من خطر الموت ومدمر الحياة ومطفئ البهجة والسعادة وإذا كنت من المدخنين حاول وبكل الجهد وبكل الوسائل أن تبتعد عن تلك العادة السيئة والمدمرة لصحتك ومالك ولأسرتك ودينك وعليك يا أخي بالآتي :

 

طرق الإقلاع عن التدخين
إذا أردت أن تقلع عن تلك العادة السيئة لابد من وجود العزيمة والتوبة والنية الخالصة لوجه الله واستعن بقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : (من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه) ، وعليك بالآتي :
1- لا تنزعج إذا بدأت تشعر بالقلق والتوتر عند إقلاعك عن السجائر فهذا دليل على أن جسمك بدأ يقاوم السموم التي تراكمت أثر السجائر .
2- ابتعد عن أصدقاء السوء من المدخنين وابعد أي شيء يذكرك بالسجائر .
3- مارس بعض الألعاب الرياضية .
4- ضع في فمك السواك أو شيئاً من الحلوى عندما تشتهي السجائر .
5- أكثر من شرب السوائل .
6- استخدم أسلوب الاسترخاء وتنفس بعمق وأخرجه ببطء .
7- تحدث دائماً عن مقدرتك - بتوفيق الله – على عدم العودة نهائياً للسجائر .

8- اقرأ دائماً عن أضرار السجائر عليك وعلى أسرتك .
9- أكثر من مجالس الخير والعلم والمعرفة .
10- تذكر دائماً أول مره دخنت السجائر هل حلت لك مشكلة أم أوقعتك في كثير من المشاكل ؟
11- تذكر دائماً أول شخص أعطاك السجائر هل تحبه الآن وقد خدعك ؟
12- تذكر دائماً صحتك هل هي كما كانت عليه سابقاً أم لا ؟
13- تذكر نشاطك وسلوكك هل تغير للأحسن أم للأسوأ ؟

تذكر أخي الكريم بأن الله وهب لك الصحة والعافية وجعلها أمانة عندك فحافظ عليها ولا تستخدمها إلا في الخير ، وتذكر سؤالك عن عمرك فيم أفنيته وعن مالك فيم أنفقته .. الاستمرار في التدخين معناه أنك تدمر نفسك وتنهي حياتك ، ويخشى عليك سوء الخاتمة .
داعياً المولى أن يكون هذا المقال باب خير لك وأن يهديك الله إلى حسن البصيرة وحسن العمل .

 

 

 

 

  • Currently 168/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
56 تصويتات / 275 مشاهدة
نشرت فى 10 أكتوبر 2009 بواسطة ahmedelbebani

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

285,130