· صفة الدجال والأحاديث الواردة في ذلك :
من صفاته أنه رجل , شاب , أحمر , قصير , أفحج , جعد الرأس , أجلى الجبهة , عريض
النحر , ممسوح العين اليمنى , وهذه العين ليست بناتئة , ولا جحراء , كأنها عنبة طافئة ,
وعينه اليسرى عليها ظفرة غليظة , ومكتوب بين عينيه ( ك ف ر ) بالحروف المقطعة , أو
( كافر ) بدون تقطيع , يقرؤها كل مسلم كاتب وغير كاتب , ومن صفاته أنه عقيم لا يولد له.
وهذه بعض الأحاديث الصحيحة التي جاء فيها ذكر صفاته السابقة , وهي من الأدلة على ظهور الدجال :
1- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " بينا أنا نائم
أطوف بالبيت ... ( فذكر أنه رأى عيسى بن مريم عليه السلام , ثم رأى الدجال , فوصفه ,
فقال : ) فإذا رجل جسيم , أحمر , جعد الرأس , أعور العين , كأن عينه عنبة طافئة , قالوا :
هذا الدجال : أقرب الناس به شبهاً ابن قطن ". رجل من خزاعة "[1].
2- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال بين
ظهراني الناس , فقال : " إن الله تعالى ليس بأعور , ألا وإن المسيح الدجال أعور العين
اليمنى , كأن عينه عنبة طافية"[2].
· هل الدجال حي ؟ وهل كان موجوداً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم :
قبل الجواب لا بد من معرفة حال ابن صياد هل هو الدجال أو غيره , نعرف بابن صياد :
اسمه : صافي , وقيل : عبد الله بن صياد أو صائد .
كان من يهود المدينة , وقيل من الأنصار , ذكر ابن كثير أنه اسلم , وكان ابنه عمارة من
سادات التابعين , روى عنه الإمام مالك وغيره.
كان ابن صياد دجالاً , وكان يتكهن أحياناً فيصدق ويكذب , فانتشر بين الناس , وشاع أنه
الدجال , فأراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يختبره , ففي الحديث عن ابن عمر رضي الله
عنهما : أن عمر انطلق مع النبي صلى الله عليه وسلم في رهط قِبل ابن صياد , حتى وجدوه
يعلب مع الصبيان عند أطم بن مغالة , وقد قارب ابن صياد الحلم , فلم يشعر حتى ضرب
النبي صلى الله عليه وسلم بيده , ثم قال لابن صياد : " أتشهد أني رسول الله ؟ " فنظر إليه
ابن صياد , فقال : أشهد أنك رسول الأميين , فقال ابن صياد للنبي صلى الله عليه وسلم :
أتشهد أني رسول الله ؟ فرفضه , وقال : آمنت بالله وبرسله , فقال له : ما ترى ؟ قال ابن
صياد : يأتيني صادق وكاذب , فقال النبي صلى الله عليه وسلم : خلط عليك الأمر , ثم قال له
النبي صلى الله عليه وسلم : إني خبأت لك خبيئاً ؟ فقال ابن صياد : هو الدخ , فقال : اخسأ
فلن تعدو قدرك , فقال عمر رضي الله عنه : دعني يا رسول الله اضرب عنقه , فقال النبي
صلى الله عليه وسلم : " إن يكنه , فلن تلسط عليه , وإن لم يكنه , فلا خير لك في قلته"[3].
أما وفاته , فعن جابر رضي الله عنه قال : فقدنا ابن صياد يوم الحرة, وقد صحح ابن حجر
هذه الرواية وضعف قول من ذهب إلى أنه مات في المدينة , وأنهم كشفوا عن وجهه ,
وصلوا عليه [4].
وقد اختلف هل ابن صياد هو المسيح الدجال , بعض العلماء قالوا أنه هو .
وبعض العلماء قال : وظاهر الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوح إليه بأنه
المسيح الدجال ولا غيره , وإنما أوحى إليه بصفات الدجال , وكان في ابن صياد قرائن
محتملة , فلذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقطع بأنه الدجال ولا غيره , ولهذا قال
لعمر رضي الله عنه : " إن يكن هو , فلن تستطيع قتله".
ولهذا فقد اجتهد الحافظ ابن حجر في التوفيق بين الأحاديث المختلفة , فقال : أقرب ما يجمع
به بين ما تضمنه حديث تميم وكون ابن صياد هو الدجال أن الدجال بعينه هو الذي شاهده
تميم موثقاً , وأن ابن صياد شيطان تبدى في صورة الدجال في تلك المدة, إلى أن توجه إلى
أصبهان , فاستتر مع قرينه...."[5].
· مكان خروج الدجال :
عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه , قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال : "
الدجال يخرج من أرض بالمشرق , يقال لها : خرسان "[6].
· أتباع الدجال :
روى مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يتبع
الدجال من يهود أصبهان سبعون ألفاً عليهم الطيالسة "[1].
وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ينزل
الدجال في هذه السبخة بمرقناة , فيكون أكثر من يخرج إليه النساء , حتى إن الرجل يرجع
إلى حميمه وإلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقها رباطاً , مخافة أن تخرج إليه "[2].
· فتنة الدجال :
فتنة الدجال من أعظم الفتن منذ خلق الله آدم إلى قيام الساعة , وذلك بسبب ما يخلق الله معه
من الخوارق العظيمة التي تبهر العقول , وتحير الألباب .
روى الإمام مسلم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه , قال : قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم : " الدجال أعور العين اليسرى , جفال الشعر , معه جنة ونار , فناره جنه , وجنته
نار"[3].
ولمسلم أيضاً عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لأنا
أعلم بما مع الدجال منه , معه نهران يجريان , أحدهما رأي العين ماء أبيض , والآخر رأي
العين نار تأجج , فإما أدركن أحد , فليأت النهر الذي يراه ناراً , ثم ليطأطئ رأسه , فيشرب
منه , فإنه ماءٌ بارد "[4].
· الوقاية من فتنة الدجال :
هذه بعض الإرشادات النبوية التي أرشد إليها المصطفى صلى الله عليه وسلم أمته , لتنجو
من هذه الفتنة العظيمة التي نسأل الله العظيم يعافينا ويعيذنا منها :
1- التمسك بالإسلام , والتسلح بسلاح الإيمان , ومعرفة أسماء الله وصفاته الحسنى التي لا
يشاركه فيها أحد .
2- التعوذ من فتنة الدجال , وخاصة في الصلاة , وقد وردت بذلك الأحاديث الصحيحة :
فمنها ما رواه الشيخان والنسائي عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : " أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة : اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر , وأعوذ
بك من فتنة المسيح الدجال .... الحديث "[5].
3- حفظ آيات من سورة الكهف , فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقراءة فواتح سورة
الكهف على الدجال , وفي بعض الروايات خواتيمها , وذلك بقراءة عشر آيات من أولها
أو آخرها.
ومن الأحاديث الواردة في ذلك ما رواه مسلم من حديث النواس بن سمعان الطويل ... ( وفيه
قوله صلى الله عليه وسلم : ) " من أدركه منكم , فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف "[6].
4- الفرار من الدجال , والابتعاد منه , والأفضل سكنى مكة والمدينة , فقد سبق أن الدجال لا
يدخل الحرمين , فينبغي للمسلم إذا خرج الدجال أن يبتعد منه.
· ذكر الدجال في القرآن :
تساءل العلماء عن الحكمة في عدم التصريح بذكر الدجال في القرآن مع عظم فتنته , وتحذير
الأنبياء منه , والأمر بالاستعاذة من فتنته في الصلاة , وأجابوا عن ذلك بأجوبة , منها :
1- أنه مذكور ضمن الآيات التي ذكرت في قوله تعالى { يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع
نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً }.
وهذه الآيات هي : الدجال , وطلوع الشمس من مغربها , والدابة , وهي المذكورة في تفسير
هذه الآية.
2- أن القرآن ذكر نزول عيسى عليه السلام , وعيسى هو الذي يقتل الدجال , فاكتفى بذكر
مسيح الهدى عن ذكر مسيح الضلالة , وعادة العرب أنها تكتفي بذكر أحد الضدين دون
الآخر.
3- أن القرآن لم يذكر الدجال احتقاراً لشأنه , لأنه يدعي الربوبية وهو بشر ينافي حاله جلالة
الرب وعظمته وكماله وكبرياءه وتنزهه عن النقص.
· هلاك الدجال :
روى الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : " يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم ...( فذكر الحديث, وفيه : )
ثم ينزل عيسى بن مريم , فينادي من السحَر , فيقول : أيها الناس ! ما يمنعكم أن تخرجوا إلى
الكذاب الخبيث , فيقولون : هذا رجل جني , فينطلقون , فإذا هم بعيسى بن مريم صلى الله
عليه وسلم , فتقام الصلاة , فيقال له , تقدم يا روح الله ! فيقول : ليتقدم إمامكم , فليصل بكم ,
فإذا صلى صلاة الصبح , خرجوا إليه . قال : فحين يرى الكذاب ينماث كما ينماث الملح في
الماء , فيمشي إليه , فيقتله , حتى إن الشجر والحجر ينادي , يا روح الله ! هذا يهودي , فلا
يترك ممن كان يتعبه أحداً إلا قتله "[7].
[1] صحيح مسلم , كتاب الفتن وأشراط الساعة ( 18 / 85 – 86).
[2] مسند أحمد ( 7 / 190).
[3] صحيح مسلم , كتاب الفتن وأشراط الساعة ( 18 / 60 -61).
[4] صحيح مسلم , كتاب الفتن وأشراط الساعة ( 18 / 61).
[5] صحيح البخاري , كتاب الأذان ( 2 / 317). صحيح مسلم , كتاب المساجد ومواضع الصلاة ( 5 / 87).
[6] صحيح مسلم , كتاب الفتن ( 18 / 65).
[7] الفتح الرباني ترتيب مسند أحمد ( 24 / 85- 86). وقال الهيثمي : رواه أحمد بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح. انظر مجمع الزوائد ( 7 / 344).
[1] صحيح البخاري , كتاب الفتن ( 13 / 90).
[2] صحيح البخاري , كتاب الفتن ( 13 /90).
[3] صحيح البخاري , كتاب الجنائز ( 3 / 318).
[4] انظر: فتح الباري ( 13 / 328).
[5] فتح الباري ( 13/ 328).
[6] جامع الترمذي ( 6 / 495).
نشرت فى 6 أكتوبر 2009
بواسطة ahmedelbebani
<p>سيدى الاستاذ احمد مشكور على المجهود ولكن الدجال قوم وليس فردقال رسول الله تغزوا الدجال فيفتحة الله وذكر فى اول سورة الكهف الذين اتخزوا للرحمن ولد وهم معروفوا واين ذكر حمار الدجال--- هم القساوسة الذين ياتوا مع الغزو لتنصير المسلمين اقراء كتاب الدجال يجتاح العالم موجود على النت او اسلام احمدية وشكرا اخوك على</p>
10 أكتوبر 2009
عدد زيارات الموقع
285,074
ساحة النقاش